منتديات مجرد إنسان
اُهًــــــــــلاً بـُــــــــكُ فـِـــــــيِِِ مُـــــــنًـــــــتــًـــــدٌيـًــــــــــــــاتًـــــــ

ﬗ▁▂▃▅▆▇★☀️二【«منتديات مجرد إنسان»】二☀️★▇▆▅▃▂▁ﬗ

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات مجرد إنسان
اُهًــــــــــلاً بـُــــــــكُ فـِـــــــيِِِ مُـــــــنًـــــــتــًـــــدٌيـًــــــــــــــاتًـــــــ

ﬗ▁▂▃▅▆▇★☀️二【«منتديات مجرد إنسان»】二☀️★▇▆▅▃▂▁ﬗ
منتديات مجرد إنسان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مارس 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930
31      

اليومية اليومية

دخول

لقد نسيت كلمة السر

المواضيع الأخيرة
» اغانى مهرجانـــــــــــــــات
أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 I_icon_minitimeالإثنين مايو 06, 2013 1:01 am من طرف e.s.s.o

» اغانى مهرجانـــــــــــــــات
أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 I_icon_minitimeالإثنين مايو 06, 2013 12:55 am من طرف e.s.s.o

» اغانى مهرجانـــــــــــــــات
أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 I_icon_minitimeالإثنين مايو 06, 2013 12:53 am من طرف e.s.s.o

» اغانى مهرجانـــــــــــــــات
أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 I_icon_minitimeالإثنين مايو 06, 2013 12:52 am من طرف e.s.s.o

» اغانى مهرجانـــــــــــــــات
أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 I_icon_minitimeالإثنين مايو 06, 2013 12:51 am من طرف e.s.s.o

» اغانى مهرجانـــــــــــــــات
أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 I_icon_minitimeالإثنين مايو 06, 2013 12:50 am من طرف e.s.s.o

» اغانى مهرجانـــــــــــــــات
أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 I_icon_minitimeالإثنين مايو 06, 2013 12:49 am من طرف e.s.s.o

» اغانى مهرجانـــــــــــــــات
أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 I_icon_minitimeالإثنين مايو 06, 2013 12:46 am من طرف e.s.s.o

» اغانى مهرجانـــــــــــــــات
أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 I_icon_minitimeالإثنين مايو 06, 2013 12:41 am من طرف e.s.s.o

» اغنى مهرجانات
أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 I_icon_minitimeالإثنين مايو 06, 2013 12:38 am من طرف e.s.s.o

» اغانى مهرجانـــــــــــــــات
أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 I_icon_minitimeالإثنين مايو 06, 2013 12:36 am من طرف e.s.s.o

» اغنى مهرجانات
أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 I_icon_minitimeالإثنين مايو 06, 2013 12:31 am من طرف e.s.s.o

» السيرة الذاتية لمحمد قؤاد
أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 I_icon_minitimeالسبت فبراير 16, 2013 6:14 am من طرف جوا الروح

» مهرجان اسلام ميكو وفرقة بحرية مهرجان مجرد انسان
أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس يناير 10, 2013 6:58 pm من طرف e.s.s.o

» برنامج صوت الحياه تقديم هاني شاكر وسميره سعيد وحلمي
أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 I_icon_minitimeالجمعة يناير 04, 2013 6:05 am من طرف Admin

بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 6 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 6 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 334 بتاريخ الإثنين أكتوبر 03, 2011 11:39 pm
دردشه وشات مصرى

أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!

2 مشترك

صفحة 2 من اصل 4 الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4  الصفحة التالية

اذهب الى الأسفل

أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 Empty أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!

مُساهمة من طرف مجرد إنساان الأحد مارس 06, 2011 9:00 am

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

أبو بكر الصديق
نسبه
هو عبد اللّه بن عثمان بن عامر بن عَمْرو بن كعب بن سعد بن تَيْم بن مُرَّة بن كعب بن لؤيّ القرشيّ التيميّ. يلتقي مع رسول اللّه في مُرَّة بن كعب.
أبو بكر الصديق بن أبي قُحَافة.
وأمه أم الخير سَلْمَى بنت صخر وهي ابنة عم أبي قحافة.
أسلم أبو بكر ثم أسلمت أمه بعده، وصحب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم


أبو بكر العتيق الصديق
لقب عَتِيقاً لعتقه من النار وعن عائشة رضي اللّه عنها أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "أبو بكر عتيق اللّه من النار" فمن يومئذ سمي "عتيقاً".
قال علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه: "إن اللّه تعالى هو الذي سمى أبا بكر على لسان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صدِّيقاً" وسبب تسميته أنه بادر إلى تصديق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ولازم الصدق فلم تقع منه هِنات ولا كذبة في حال من الأحوال.
وعن عائشة أنها قالت: "لما أسري بالنبي صلى اللّه عليه وسلم إلى المسجد الأقصى أصبح يحدِّث الناس بذلك فارتد ناس ممن كان آمن وصدق به وفتنوا به. فقال أبو بكر: إني لأصدقه في ما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء غدوة أو روحة، فلذلك سمي أبا بكر الصديق".


مواقفه فى بداية الدعوة
ولد أبو بكر سنة 573 م بعد الفيل بثلاث سنين تقريباً، وكان رضي اللّه عنه صديقاً لرسول اللّه قبل البعث وهو أصغر منه سناً بثلاث سنوات وكان يكثر غشيانه في منزله ومحادثته فلما أسلم آزر النبي صلى اللّه عليه وسلم في نصر دين اللّه تعالى بنفسه وماله.
كان أبو بكر رضي اللّه عنه من رؤساء قريش في الجاهلية محبباً فيهم مُؤلفاً لهم، وكان إذا عمل شيئاً صدقته قريش فلما جاء الإسلام سبق إليه، وأسلم من الصحابة على يديه خمسة من العشرة المبشرين بالجنة وهم: عثمان بن عفان، والزُّبَير بن العوَّام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد اللّه
وكان أعلم العرب بأنساب قريش وما كان فيها من خير وشر. وكان تاجراً ذا ثروة طائلة، حسن المجالسة، عالماً بتعبير الرؤيا، وقد حرم الخمر على نفسه في الجاهلية هو وعثمان بن عفان. ولما أسلم جعل يدعو الناس إلى الإسلام
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت عنده كَبْوَة ونظر وتردد إلا ما كان من أبي بكر رضي اللّه عنه ما عَلَمَ عنه حين ذكرته له" أي أنه بادر به.
ودفع أبو بكر عقبة بن أبي معيط عن رسول اللّه لما خنق رسول اللّه وهو يصلي عند الكعبة خنقاً شديداً. وقال: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ}.


أول خطيب فى الاسلام
وقد أصاب أبا بكر من إيذاء قريش شيء كثير. فمن ذلك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لما دخل دار الأرقم ليعبد اللّه ومن معه من أصحابه سراً ألح أبو بكر رضي اللّه عنه في الظهور،
فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: يا أبا بكر إنا قليل. فلم يزل به حتى خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ومن معه من الصحابة رضي اللّه عنهم وقام أبو بكر في الناس خطيباً ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم جالس ودعا إلى رسول اللّه، فهو أول خطيب دعا إلى اللّه تعالى
فثار المشركون على أبي بكر رضي اللّه عنه وعلى المسلمين يضربونهم فضربوهم ضرباً شديداً. ووُطئ أبو بكر بالأرجل وضرب ضرباً شديداً. وصار عُتْبة بن ربيعة يضرب أبا بكر بنعلين مخصوفتين ويحرفهما إلى وجهه حتى صار لا يعرف أنفه من وجهه،
فجاءت بنو تيم يتعادَون فأجْلت المشركين عن أبي بكر إلى أن أدخلوه منزله ولا يشكُّون في موته، ثم رجعوا فدخلوا المسجد فقالوا: واللّه لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة، ثم رجعوا إلى أبي بكر وصار والده أبو قحافة وبنو تيم يكلمونه فلا يجيب حتى آخر النهار،
ثم تكلم وقال: ما فعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟
فعذلوه فصار يكرر ذلك
فقالت أمه: واللّه ما لي علم بصاحبك.
فقال: اذهبي إلى أم جميل فاسأليها عنه وخرجت إليها وسألتها عن محمد بن عبد اللّه،
فقالت: لا أعرف محمداً ولا أبا بكر ثم قالت: تريدين أن أخرج معك؟
قالت: نعم. فخرجت معها إلى أن جاءت أبا بكر فوجدته صريعاً
فصاحت وقالت: إن قوماً نالوا هذا منك لأهل فسق وإني لأرجو أن ينتقم اللّه منهم،
فقال لها أبو بكر رضي اللّه عنه: ما فعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟
فقالت: هذه أمك،
قال: فلا عَيْنَ عليك منها أي أنها لا تفشي سرك.
قالت: سالم هو في دار الأرقم.
فقال: واللّه لا أذوق طعاماً ولا أشرب شراباً أو آتي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.
قالت أمه: فأمهلناه حتى إذا هدأت الرِّجل وسكن الناس خرجنا به يتكئ عليَّ حتى دخل على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فرقَّ له رقة شديدة وأكب عليه يقبله وأكب عليه المسلمون كذلك
فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول اللّه ما بي من بأس إلا ما نال الناس من وجهي، وهذه أمي برة بولدها فعسى اللّه أن يستنقذها من النار، فدعا لها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ودعاها إلى الإسلام فأسلمت.
ولما اشتد أذى كفار قريش لم يهاجر أبو بكر إلى الحبشة مع المسلمين بل بقي مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم تاركاً عياله وأولاده


هجرته مع رسول الله صلى الله عليه و سلم

أقام مع رسول الله في الغار ثلاثة أيام؛ قال اللّه تعالى: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا}.
ولما كانت الهجرة جاء رسول اللّه صلى اللّه عليه إلى أبي بكر وهو نائم فأيقظه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: قد أذن لي في الخروج
قالت عائشة: فلقد رأيت أبا بكر يبكي من الفرح،
ثم خرجا حتى دخلا الغار فأقاما فيه ثلاثة أيام. وأن رسول اللّه لولا ثقته التامة بأبي بكر لما صاحبه في هجرته فاستخلصه لنفسه. وكل من سوى أبي بكر فارق رسول اللّه، وإن اللّه تعالى سماه "ثاني اثنين".
قال رسول صلى اللّه عليه وسلم لحسان بن ثابت: "هل قلت في أبي بكر شيئاً؟" فقال: نعم.
فقال: "قل وأنا أسمع".
فقال:
وثاني اثنين في الغار المنيف وقد * طاف العدوّ به إذ صعَّد الجبلا
وكان حِبِّ رسول اللّه قد علموا * من البرية لم يعدل به رجلاً

فضحك رسول اللّه حتى بدت نواجذه، ثم قال: "صدقت يا حسان هو كما قلت".


جهاده بنفسه و ماله
كان النبي صلى اللّه عليه وسلم يكرمه ويجله ويثني عليه في وجهه واستخلفه في الصلاة، وشهد مع رسول اللّه بدراً وأُحداً والخندق وبيعة الرضوان بالحُدَيبية وخيبر وفتح مكة وحُنَيناً والطائف وتَبوك وحَجة الوداع. ودفع رسول اللّه رايته العظمى يوم تبوك إلى أبي بكر وكانت سوداء، وكان فيمن ثبت معه يوم أُحد وحين ولَّى الناس يوم حنين. وهو من كبار الصحابة الذين حفظوا القرآن كله.
وأعتق أبو بكر سبعة ممن كانوا يعذبون في اللّه تعالى وهم: بلال، وعامر بن فهيرة، وزِنِّيرة، والنَّهديَّة، وابنتها، وجارية بني مؤمّل، وأم عُبيس.
وكان أبو بكر إذا مُدح قال: "اللّهم أنت أعلم بي من نفسي وأنا أعلم بنفسي منهم. اللّهم اجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون ولا تؤاخذني بما يقولون".
قال عمر رضي اللّه عنه: أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن نتصدق ووافق ذلك مالاً عندي. فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته، فجئت بنصف مالي.
فقال: ما أبقيت لأهلك؟
قلت: مثله.
وجاء أبو بكر بكل ما عنده.
فقال: يا أبا بكر، ما أبقيت لأهلك؟
قال: أبقيت لهم اللّه ورسوله. قلت: لا أسبقه إلى شيء أبداً.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "ما نفعني مال أحد قطُّ ما نفعني مال أبي بكر"
فبكى أبو بكر وقال: وهل أنا ومالي إلا لك يا رسول اللّه.
ونزل فيه وفي عمر: {وَشَاوِرْهم في الأمر} فكان أبو بكر بمنزلة الوزير من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فكان يشاوره في أموره كلها.


مكانته عند رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً". رواه البخاري ومسلم.
عن عمرو بن العاص: أن النبي عليه السلام بعثه على جيش ذات السلاسل قال: فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ فقال: عائشة.
فقلت: من الرجال؟ فقال: أبوها.
عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال : ‏كنت جالسا عند النبي ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏إذ أقبل ‏‏أبو بكر‏ ‏آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته ، فقال النبي ‏-‏صلى الله عليه وسلم-: ‏‏أما صاحبكم فقد ‏‏غامر ‏‏
فسلم وقال :( إني كان بيني وبين ‏‏ابن الخطاب ‏ ‏شيء ، فأسرعت إليه ثم ندمت ، فسألته أن يغفر لي ، فأبى علي فأقبلت إليك
فقال :( يغفر الله لك يا ‏أبا بكر ‏) ثلاثا ،
ثم إن ‏عمر ‏ندم ، فأتى منزل ‏أبي بكر ‏، ‏فسأل : ( أثم ‏أبو بكر ‏) فقالوا : ( لا )
فأتى إلى النبي ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏فسلم ، فجعل وجه النبي‏ -‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏يتمعر ، حتى أشفق ‏‏أبو بكر ،‏ ‏فجثا ‏‏على ركبتيه فقال :( يا رسول الله ، والله أنا كنت أظلم مرتين )
فقال النبي ‏-‏صلى الله عليه وسلم-:( ‏إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت ، وقال ‏ أبو بكر‏ ‏صدق ، وواساني بنفسه وماله ، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي ) مرتين فما أوذي بعدها


فضائله رضى الله عنه
وعن أبي هريرة: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "من أصبح منكم اليوم صائماً؟ قال أبو بكر: أنا.
قال: فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا.
قال: فمن أطعم منكم اليوم مسكيناً؟ قال أبو بكر: أنا.
قال: فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟ قال أبو بكر: أنا.
فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة"
وعن أبي هريرة: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان على حِرَاء هو وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير. فتحركت الصخرة فقال النبي عليه السلام: "اهدأ فما عليك إلا نبي وصديق وشهيد" رواه مسلم.
وعن حذيفة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "اقتدوا باللذَين من بعدي أبي بكر وعمر" رواه الترمذي.
وعن ابن عمر: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال لأبي بكر: "أنت صاحبي على الحوض وصاحبي في الغار" رواه الترمذي.



ومن فضائله رضي اللّه عنه:
أن عمر بن الخطاب كان يتعاهد عجوزاً كبيرة عمياء في بعض حواشي المدينة من الليل فيستقي لها ويقوم بأمرها. فكان إذا جاء وجد غيره قد سبقه إليها فأصلح ما أرادت. فجاءها غير مرة كيلا يسبق إليها فرصده عمر فإذا الذي يأتيها هو أبو بكر الصديق، وهو خليفة. فقال عمر: أنت هو لعمري.

خلافته
وفي أثناء مرض الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمره أن يصلي بالمسلمين ، وبعد وفاة الرسول الكريم بويع أبوبكر بالخلافة في سقيفة بني ساعدة ، وكان زاهدا فيها ولم يسع اليها ،
وبعد أن تمت بيعة أبي بكر بيعة عامة، صعد المنبر وقال بعد أن حمد اللّه وأثنى عليه:
"أيها الناس قد وُلِّيت عليكم، ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكَذِب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ له حقه، والقوي عندي ضعيف حتى آخذ منه الحق إن شاء اللّه تعالى، لا يدع أحد منكم الجهاد، فإنه لا يدعه قوم إلا ضربهم اللّه بالذل، أطيعوني ما أطعت اللّه ورسوله فإذا عصيت اللّه ورسوله فلا طاعة لي عليكم، قوموا إلى صلاتكم رحمكم اللّه".
فيا لها من كلمات جامعة حوت الصراحة والعدل، مع التواضع والفضل، والحث على الجهاد لنصرة الدين، وإعلاء شأن المسلمين.
دخل عليه ذات يوم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فوجده يبكي ، فساله عن ذلك فقال له : ( يا عمر لا حاجة لي في امارتكم فرد
عليه عمر : ( أين المفر ؟ والله لا نقيلك ولا نستقيلك)


جيش أسامة
وجَّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسامة بن زيد في سبعمائة الى الشام ، فلمّا نزل بـذي خُشُـب -واد على مسيرة ليلة من المدينة- قُبِض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وارتدّت العرب حول المدينة ، فاجتمع إليه أصحاب رسول الله فقالوا : يا أبا بكر رُدَّ هؤلاء ، تُوجِّه هؤلاء الى الروم وقد ارتدت العرب حول المدينة ؟!
فقال : والذي لا إله إلا هو لو جرّت الكلاب بأرجل أزواج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما رَدَدْت جيشاً وجَّهه رسول الله ولا حللت عقدَهُ رسول الله فوجّه أسامة فجعل لا يمر بقبيل يريدون الارتداد إلا قالوا : ( لولا أن لهؤلاء قوّة ما خرج مثل هؤلاء من عندهم ، ولكن ندعهم حتى يلقوا الروم )
فلقوا الروم فهزموهم وقتلوهم ورجعوا سالمين فثبتوا على الإسلام


حروب الردة
بعد وفـاة الرسـول -صلى الله عليه وسلم- ارتدت العرب ومنعت الزكاة ، واختلـف رأي الصحابة في قتالهم مع تكلمهم بالتوحيـد ، قال عمر بن الخطاب : كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا منّي دماءَهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله ؟!
فقال أبو بكر : الزكاة حقُّ المال
وقال : والله لأقاتلن من فرّق الصلاة والزكاة ، والله لو منعوني عَنَاقاً كانوا يُؤدّونها الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقاتلتهم على منعها
ونصب أبو بكر الصديق وجهه وقام وحده حاسراً مشمِّراً حتى رجع الكل الى رأيه ، ولم يمت حتى استقام الدين ، وانتهى أمر المرتدين


جيوش العراق والشام
ولمّا فرغ أبو بكر -رضي الله عنه- من قتال المرتدين بعث أبا عبيدة الى الشام وخالد بن الوليد الى العراق ، وكان لا يعتمد في حروب الفتوحات على أحد ممن ارتدَّ من العرب ، فلم يدخل في الفتوح إلا من كان ثابتا على الإسلام


استخلاف عمر
عقد أبو بكر في مرضه الذي توفي فيه لعمر بن الخطاب عقد الخلافة من بعده، ولما أراد العقد له دعا عبد الرحمن بن عوف. فقال: أخبرني عن عمر.
فقال: يا خليفة رسول اللّه هو واللّه أفضل من رأيك فيه من رجل، ولكن فيه غلظة.
فقال أبو بكر: ذلك لأنه يراني رقيقاً ولو أفضى الأمر إليه لترك كثيراً مما هو عليه. ويا أبا محمد قد رمقته فرأيتني إذا غضبت على الرجل في الشيء، أراني الرضا عنه، وإذا لنت أراني الشدة عليه، لا تذكر يا أبا محمد مما قلت لك شيئاً. قال: نعم.
ودخل على أبي بكر طلحة بن عبيد اللّه. فقال: استخلفت على الناس عمر، وقد رأيت ما يلقى الناس منه وأنت معه، فكيف به إذا خلا بهم، وأنت لاق ربك فسائلك عن رعيتك؟
فقال أبو بكر وكان مضطجعاً: أجلسوني. فأجلسوه. فقال لطلحة: "أباللّه تفرقني أو باللّه تخوفني، إذا لقيت اللّه ربي فساءلني قلت: استخلفت على أهلك خير أهلك"؟.
وأشرف أبو بكر على الناس من حظيرته وأسماء بنت عميس ممسكته موشومة اليدين وهو يقول:
"أترضون بمن أستخلف عليكم فإني واللّه ما ألوت من جهد الرأي، ولا وليت ذا قرابة، وإني قد استخلفت عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا
فقالوا: "سمعنا وأطعنا".
دعا أبو بكر عثمان خالياً. فقال له: اكتب: "بسم اللّه الرحمن الرحيم. هذا ما عهد به أبو بكر ابن أبي قحافة إلى المسلمين. أما بعد" ثم أغمي عليه فذهب عنه. فكتب عثمان: "أما بعد فإني أستخلف عليكم عمر بن الخطاب ولم آلكم خيراً"
ثم أفاق أبو بكر فقال: "اقرأ عليَّ فقرأ عليه فكبَّر أبو بكر وقال:
"أراك خفت أن يختلف الناس إن مت في غشيتي".
قال: نعم. قال: "جزاك اللّه خيراً عن الإسلام وأهله" وأقرها أبو بكر رضي اللّه عنه من هذا الموضع. فأبو بكر كان يرى ويعتقد أن عمر بن الخطاب خير من يتولى الخلافة بعده مع شدته. والحقيقة أنه كان كذلك.‏


وفاته
قيل: إنه اغتسل وكان يوماً بارداً فاصابته الحمى خمسة عشر يوماً لا يخرج إلى الصلاة فأمر عمر أن يصلي بالناس
ولما مرض قال له الناس: ألا ندعو الطبيب؟ فقال: أتاني وقال لي: أنا فاعل ما أريد، فعلموا مراده وسكتوا عنه ثم مات.
وكانت خلافته سنتين وثلاثة أشهر وعشر ليال، وأوصى أن تغسله زوجته أسماء بنت عميس وابنه عبد الرحمن وأن يكفن في ثوبيه ويشتري معهما ثوب ثالث. وقال: الحي أحوج إلى الجديد من الميت إنما هو للمهلة والصَّديد..
مجرد إنساان
مجرد إنساان
Admin
Admin

عدد المساهمات : 360
تاريخ التسجيل : 05/02/2011
العمر : 50

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل


أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 Empty رد: أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!

مُساهمة من طرف مجرد إنساان الأحد مارس 06, 2011 9:21 am

قيس بن سعد رضي الله عنه
قيس بن سعد بن عبادة أدهى العرب { لولا الاسلام أن الجود شيمة أهل هذا البيت } حديث شريف.
إنه الأنصاري الخزرجي ابن سعد بن عبادة زعيم الخزرج، حين أسلم والده أخذ بيده الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائلا: { هذا خادمك يا رسول الله }.
رأى الرسول صلى الله عليه وسلم- فيه سمات التفوق والصلاح، فأدناه منه حتى أصبح بمكان صاحب....
الشرطة من الأمير.
كما قال أنس -رضي الله عنه-، وكان يعامله الأنصار على حداثة سنه كزعيم ويقولون: { لو استطعنا أن نشتري لقيس لحية بأموالنا لفعلنا }.
فلم ينقصه شيء من الزعامة سوى اللحية، فقد كان أجرد.
دهاء قيس لقد كان قيس بن سعد ذكيا، يعامل الناس بفطنة، لذا كان أهل المدينة يحسبون لدهائه ألف حساب، ولكن بعد اسلامه أخذ يعامل الناس باخلاصه لا دهائه ولم يعد ينسج المناورات القاتلة، وعندما يتذكر ماضيه يضحك قائلا: { لولا الاسلام، لمكرت مكرا لا تطيقه العرب }.
جوده وكرمه وكان الشيء الوحيد الذي يفوق ذكاءه هو كرمه وجوده، فهو من بيت جود وكرم، وكان لأسرته مناد يقف فوق مرتفع لهم ينادي الضيفان الى طعامهم نهارا، أو يوقد النار لتهدي الغريب ليلا، وكان الناس يقولون: { من أحب الشحم، واللحم، فليأت أطم دليم بن حارثة }.
ودليم هو الجد الثاني لقيس، ويقول أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما-: { لو تركنا هذا الفتى لسخائه، لأهلك مال أبيه }.
فلما سمعهما والده سعد صاح قائلا: { من يعذرني من أبي قحافة وابن الخطاب، يبخلان علي ابني }.
كما كان قيس اذا جاءه من يرد له دينه يقول: { انا لا نعود في شيء أعطيناه }.
شجاعته تألقت شجاعة قيس -رضي الله عنه- في جميع المشاهد التي صاحب فيها الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو حي، شجاعة نابعة من الصدق مع النفس والاخلاص للحق، تألقت حتى بعد رحيل الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وحين حدث الخلاف بين علي و معاوية بحث قيس -رضي الله عنه- عن الحق مع نفسه حتى وجده مصاحبا لعلي -رضي الله عنه-، فنهض الى جانبه قويا شامخا، فقد تألق في معارك صفين، والجمل، والنهروان، وكان يحمل لواء الأنصار ويصيح قائلا هذا اللواء الذي كنا نحف به.
مع النبي، وجبريل لنا مدد ما ضر من كانت الأنصار عيبته، ألا يكون له من غيرهم أحد وقد ولاه علي حكم مصر، وكانت عين معاوية عليها دوما، فأخذ معاوية يدس الحيل عند علي ضد قيس، حتى استدعاه الأمير، فادرك قيس بذكائه حيلة معاوية ضده، فلم يكترث لعزله من الولاية، وانما زاد ولاء لعلي -كرم الله وجهه-.
وبعد استشهاد علي -رضي الله عنه- بايع قيس الحسن -رضي الله عنه- مقتنعا بأنه الوارث الشرعي للامامة، وحينما حملوا السيوف أمام معاوية يقود قيس خمسة آلاف ممن حلقوا رءوسهم حدادا على علي، ولكن يؤثر الحسن أن يحقن دماء المسلمين، فيبايع معاوية -رضي الله عنه-، وهنا يجد قيس -رضي الله عنه- نفسه أمام جيشه الذي من حقه الشورى في مبايعة معاوية أو الاستمرار في القتال، فاختاروا المبايعة.
موته وفي عام تسع وخمسين للهجرة مات الداهية في المدينة المنورة، بعد أن روض الاسلام دهاءه، مات الرجل الذي يقول: { لولا سمعت الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: المكر والخديعة في النار، لكنت من أمكر هذه الأمة}.


مجرد إنساان
Admin
Admin

عدد المساهمات : 360
تاريخ التسجيل : 05/02/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 Empty رد: أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!

مُساهمة من طرف مجرد إنساان الأحد مارس 06, 2011 9:23 am

عمير بن وهب رضي الله عنه
عمير بن وهب رضي الله عنه { والذي نفسي بيده لخنزير كان أحبَّ إليَّ من عمير حين طلع علينا }.
ولهو اليوم أحبُّ إلي من بعض ولدي عمر بن الخطاب عمير بن وهب الجُمَحي كان يلقبه أهل مكة بشيطان قريش، وبعد إسلامه أصبح حواريّ باسل من حواريِّ الإسلام ولاءه الدائم للرسول -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين.
يوم بدر وفي يوم بدر كان واحدا من قادة المشركين الذين حملوا سيوفهم ليجهزوا على الإسلام، كان حديد البصر محكم التقدير، ندبه فومه ليستطلع لهم عدد المسلميـن، وإذا كان من ورائهم كميـن أو مـدد، فعاد من معسكـر المسلميـن قائلا لقومه: { إنهم ثلاثمائة رجل، يزيدون قليلا أو ينقصون }.
وسألوه: { هل وراءهم أمداد لهم }.
فقال: { لم أجد وراءهم شيئا، ولكن يا معشر قريش رأيت المطايا تحمل الموت الناقع، قوم ليس معهم مَنَعة ولا ملجـأ إلا سيوفهم، والله ما أرى أن يقتل رجـل منهم حتى يقتل رجلا منكم، فإذا أصابوا منكم مثل عددهم، فما خير العيش بعد ذلك ؟ فانظروا رأيكم }.
وتأثر الرجال بقوله وكادوا يعودون الى مكة، لولا أبو جهل الذي أضرم نار الحقد في نفوسهم فكان هو أول قتلاها.
وعادت قريش مهزومة، كما خلّف عمير وراءه ابنه في الأسر.
المؤامرة وذات يوم جلس عمير بن وهب مع ابن عمه صفوان بن أمية، وكان حقد صفوان على المسلمين كبيرا فقد قتل أباه أمية بن خلف في بدر،فقال صفوان وهو يتذكر قتلى بدر: { والله ما في العيش بعدهم خير }.
فقال له عمير: { صدقت، ووالله لولا دَيْن عليّ لا أملك قضاءه، وعيال أخشى عليهم الضيعة بعدي لركبت الى محمد حتى أقتله، فإن لي عنده عِلّة أعتَلّ بها عليه: أقول قدمت من أجل ابني هذا الأسير }.
فاغتنمها صفوان وقال: { عليّ دَيْنك، أنا أقضيه عنك، وعيالُك مع عيالي أواسيهم ما بقوا }.
فقال له عمير: { إذن فاكتم شأني وشأنك }.
ثم أمر عمير بسيفه فشُحذ له وسُمَّ، ثم انطلق حتى قدم المدينة.
قدوم المدينة وبينما عمر بن الخطاب في نفر من المسلمين يتحدثون عن يوم بدر، ويذكرون ما أكرمهم الله به، إذ نظر عمر فرأى عمير بن وهب قد أناخ راحلته على باب المسجد متوشحا سيفه، فقال: { هذا الكلب عدو الله عمير بن وهب، والله ما جاء إلا لشر، فهو الذي حرّش بيننا وحَزَرنا للقوم يوم بدر }.
ثم دخل عمر على الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال: { يا نبي الله هذا عدو الله عمير بن وهب قد جاء مُتَوشحا سيفه }.
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { أدخله علي }.
فأقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عُنُقه، وقال لرجال ممن كانوا معه من الأنصار: { ادخلوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاجلسوا عنده واحذروا عليه من هذا الخبيث، فإنه غير مأمون }.
إسلامه ودخل به عمر على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو آخذ بحمالة سيفه في عُنقه، فلما رآه الرسول قال: { دعه يا عمر، ادْنُ يا عمير }.
فدنا عمير وقال: { انعموا صباحا }.
وهي تحية الجاهلية.
فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير، بالسلام تحية أهل الجنة }.
فقال عمير: { أما والله يا محمد إن كُنتُ بها لَحديث عهد }.
قال الرسول: { فما جاء بك يا عمير ؟}.
قال: { جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم }.
قال النبي: { فما بال السيف في عُنُقك ؟}.
قال عمير: { قبَّحها الله من سيوف، وهل أغنت عنّا شيئا ؟!}.
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { أصدقني يا عمير، ما الذي جئت له ؟}.
قال: { ما جئت إلا لذلك }.
قال الرسول الكريم: { بل قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر فذكرتما أصحاب القليب من قريش، ثم قلت: لولا دَيْن علي وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمدا، فتحمّل لك صفوان بدينك وعيالك على أن تقتلني له، والله حائل بينك وبين ذلك }.
وعندئذ صاح عمير: { أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله، هذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان، فوالله ما أنبأك به إلا الله، فالحمد لله الذي هداني للإسلام }.
فقال الرسول لأصحابه: { فَقِّهوا أخاكم في الدين وأقرئوه القرآن، وأطلقوا له أسيره }.
النبأ المنتظر ومنذ غادر عمير بن وهب مكة الى المدينة راح صفوان ينتظر وهو فرحا مختالا، وكلما سئل عن سبب فرحه يقول: { أبشروا بوقعة يأتيكم نبأها بعد أيام تُنسيكم بدر }.
وكان يخرج كل صباح الى مشارف مكة ويسأل القوافل والركبان: { ألم يحدث بالمدينة أمر ؟}.
حتى لقي مسافر أجابه: { بلى حدث أمر عظيم }.
وتهلَّلت أسارير صفوان وعاد يسأل الرجل: { ماذا حدث اقصص علي ؟}.
فأجابه الرجل: { لقد أسلم عمير بن وهب، وهو هناك يتفقه في الدين ويتعلم القرآن }.
ودارت الأرض بصفوان وأصبح حُطاما بهذا النبأ العظيم.
العودة الى مكة أقبل عمير على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم وقال: { يا رسول الله، إني كنت جاهدا على إطفاء نور الله، شديد الأذى لمن كان على دين الله عز وجل، وإني لأحب أن تأذن لي فأقدُم مكة فأدعوهم الى الله تعالى، والى رسوله والى الإسلام، لعل الله يهديهم، وإلا آذيتهم في دينهم كما كنت أوذي أصحابك في دينهم }.
وبالفعل عاد عمير -رضي الله عنه- الى مكة وأول من لقيه كان صفوان بن أمية، وما كاد يراه حتى هم بمهاجمته، ولكن السيف المتحفز في يد عمير ردَّه الى صوابه، فاكتفى بأن ألقى على سمع عمير بعض شتائمه ومضى في سبيله، ودخل عمير مكة مسلما في روعة صورة عمر بن الخطاب يوم إسلامه، وهكذا راح يعوض ما فاته، فيبشر بالإسلام ليلا نهارا، علانية وجهرا، يدعو الى العدل والإحسان والخير، وفي يمينه سيفه يُرهب به قطاع الطرق الذين يصدون عن سبيل الله من آمن به، وفي بضعة أسابيع كان عدد الذين أسلموا على يد عمير يفوق عددهم كل تقدير، وخرج بهم عمير -رضي الله عنه- الى المدينة بموكب مُهلل مُكبر.
فتح مكة وفي يوم الفتح العظيم، لم ينس عمير صاحبه وقريبه صفوان، فراح إليه يُناشده الإسلام ويدعوه إليه، بيد أن صفوان شدّ رحاله صوب جدّة ليبحر منها الى اليمن، فذهب عمير الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال له: { يا نبي الله، إن صفوان بن أمية سيد قومه، وقد خرج هاربا منك ليقذف نفسه في البحر، فأمِّـنه صلى الله عليك }.
فقال النبي: { هو آمن }.
قال: { يا رسول الله فأعطني آية يعرف بها أمانك }.
فأعطاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- عمامته التي دخل فيها مكة.
فخرج بها عمير حتى أدرك صفوان فقال: { يا صفوان فِداك أبي وأمي، الله الله في نفسك أن تُهلكها، هذا أمان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد جئتك به }.
قال له صفوان: { وَيْحَك، اغْرُب عني فلا تكلمني }.
قال: { أيْ صفوان فداك أبي وأمي، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أفضـل الناس وأبـر الناس، وأحلـم الناس وخيـر الناس، عِزَّه عِزَّك، وشَرَفه شَرَفـك }.
قال: { إنـي أخاف على نفسـي }.
قال: { هو أحلم من ذاك وأكرم }.
فرجع معه حتى وقف به على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال صفوان للنبي الكريم: { إن هذا يزعم أنك قـد أمَّـنْتَنـي }.
قال الرسـول -صلى الله عليه وسلم-: { صـدق }.
قال صفـوان: { فاجعلني فيها بالخيار شهريـن }.
فقـال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { أنت بالخيار فيه أربعة أشهر }.
وفيما بعد أسلم صفوان، وسَعِدَ عمير بإسلامه أيما سعادة.


مجرد إنساان
Admin
Admin

عدد المساهمات : 360
تاريخ التسجيل : 05/02/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 Empty رد: أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!

مُساهمة من طرف مجرد إنساان الأحد مارس 06, 2011 9:24 am

عمير بن سعد رضي الله عنه
عمير بن سعد نسيج وحده يا غُلام وَفَت أذُنُك.
وصَدَّقت ربُّك " حديث شريف عمير بن سعد أبوه سعد القارئ -رضي الله عنه- شهد المشاهد كلها مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-حتى استشهد في معركة القادسية، اصطحب ابنه عمير الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فبايع النبي وأسلم، ومنذ ذلك الوقـت وعمير عابد مقيم في محـراب الله، ودائما في الصفوف الأولى للمسلمين، وكان المسلمون يلقبونه (بنسيج وحده).
قوة إيمانه لقد كان له -رضي الله عنه- في قلوب الأصحاب مكانا وَوُداً فكان قرة أعينهم، كما أن قوة إيمانه وصفاء سنه وعبير خصاله كان يجعله فرحة لكل من يجالسه، ولم يكن يؤثر على دينه أحد ولا شيئا، فقد سمع قريبا له { جُلاس بن سويد بن الصامت } يقول: { لئن كان الرجل صادقا، لنحن شرٌّ من الحُمُر !}.
وكان يعني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان جُلاس دخل الإسلام رَهَبا، سمع عمير بن سعد هذه العبارة فاغتاظ و احتار، الغيظ أتى من واحد يزعم أنه من المسلمين ويقول ذلك عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-بلهجة رديئة، والحيرة أتت من مسئوليته تجاه هذا الذي سمع وأنكر، أينقل ما سمع للرسول ؟.
كيف والمجالس بالأمانة ؟.
أيسكت عما سمع ؟.
ولكن حيرته لم تطل، وعلى الفور تصرف عمير كرجل قوي وكمؤمن تقي، فقال لجُلاس: { والله يا جُلاس إنك لمن أحب الناس إلي، وأحسنهم عندي يدا، واعَزهم عليّ أن يُصيبه شيء يكرهه، ولقد قلت الآن مقالة لو أذَعْتها عنك لآذتك، ولو صمَتّ عليها ليهلكن ديني وإن حق الدين لأولى بالوفاء، وإني مُبلغ رسول الله ما قلت }.
وهكذا أدى عمير لأمانة المجالس حقها، وأدى لدينه حقه، كما أعطى لجُلاس الفرصة للرجوع الى الحق.
بيد أن جُلاس أخذته العزة بالإثم، وغادر عمير المجلس وهو يقول: { لأبلغن رسول الله قبل أن ينزل وحي يُشركني في إثمك }.
وبعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- في طلب جُلاس فأنكر وحلف بالله كاذبا، فنزلت آية تفصل بين الحق والباطل.
قال تعالى: { يحلفون بالله ما قالوا، ولقد قالوا كلمة الكفر، وكفروا بعد إسلامهم وهمّوا بما لم ينالوا، وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله، فإن يتوبوا يَكُ خيرا لهم، وإن يتولّوْا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة، وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير }.
فاعترف جُلاس بمقاله واعتذر عن خطيئته، وأخذ النبي بأُذُن عمير وقال له: { يا غُلام، وَفَت أذُنك، وصَدّقت ربّك }.
الولاية اختار عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عمير واليا على حمص، وحاول أن يعتذر عمير ولكن ألزمه أمير المؤمنين بذلك، فاستخار عمير ربه ومضى الى واجبه، وفي حمص مضى عليه عام كامل، لم يصل الى المدينة منه خراج بل ولم يَبْلُغ أمير المؤمنين منه كتاب، فبعث عمر الى عمير -رضي الله عنهما- ليأتيه الى المدينة،فأتى الى المدينة أشعث أغبر يكاد يقتلع خطاه من الأرض اقتلاعا من طول مالاقى من عناء، على كتفه اليمنى جراب وقَصْعة، وعلى كتفه اليسرى قِرْبة صغيرة فيها ماء، وإنه ليتوكأ على عصا، لا يئودها حمله الضامر الوهنان.
ودخل عمير على مجلس عمر وقال: { السلام عليك يا أمير المؤمنين }.
ويرد عمر السلام ثم يسأله وقد آلمه ما رآه عليه من جهد وإعياء: { ما شأنك يا عمير ؟}.
فقال: { شأني ما ترى، ألست تراني صحيح البدن، طاهر الدم، معي الدنيا أجُرُّها بقَرْنيها ؟}.
قال عمر: { وما معك ؟}.
قال عمير: { معي جرابي أحمل فيه زادي، وقَصْعَتي آكل فيها، وإداوتي أحمل فيها وضوئي وشرابي، وعصاي أتوكأ عليها، وأجاهد بها عدوّا إن عَرَض فوالله ما الدنيا إلا تَبعٌ لمتاعي !}.
قال عمر: { أجئت ماشيا ؟}.
قال عمير: { نعم }.
قال عمر: { أو لم تجد من يعطيك دابة تركبها ؟}.
قال عمير: { إنهم لم يفعلوا، وإني لم أسألهم }.
قال عمر: { فماذا عملت فيما عهدنا إليك به ؟}.
قال عمير: { أتيت البلد الذي بعثتني إليه، فجمعت صُلَحَاء أهله، وولّيتهم جِباية فَيْـئهـم وأموالهم، حتى إذا جمعوها وضعتها في مواضعها، ولو بقـي لك منها شيء لأتيتـك به }.
فقال عمر: {فما جئتنا بشيء ؟}.
قال عميـر: { لا }.
فصاح عمر وهو سعيد: { جدِّدوا لعمير عهدا }.
وأجابه عمير: { تلك أيام قد خلت، لا عَمِلتُ لك ولا لأحد بعدك }.
فضله وبقي عمر بن الخطاب يتمنى ويقول: { وَدِدْتُ لو أن لي رجالا مثل عُمير أستعين بهم على أعمال المسلمين }.
فقد كان عمير بحق (نسيج وحده)، فقد كان يقول من فوق المنبر في حمص: { ألا إن الإسلام حائـط منيع، وباب وثيـق، فحائط الإسـلام العدل، وبابه الحق، فإذا نُقِـضَ الحائط وحُطّـم الباب استُفْتِـح الإسـلام، ولا يزال الإسـلام منيعا ما اشتد السلطان، وليست وليست شدة السلطان قتلا بالسيف ولا ضربا بالسوط، ولكن قضاء بالحـق، وأخذاً بالعـدل }[b]. [/b]


مجرد إنساان
Admin
Admin

عدد المساهمات : 360
تاريخ التسجيل : 05/02/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 Empty رد: أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!

مُساهمة من طرف مجرد إنساان الأحد مارس 06, 2011 9:25 am

عمرو بن العاص رضي الله عنه
عمرو بن العاص رضي الله عنه: { يا عمرو بايع فإن الإسلام يَجُبُّ ما كان قبله }.
حديث شريف كان عمـرو بن العاص أحد ثلاثة في قريش أتعبوا الرسـول -صلى الله عليه وسلم- بعنف مقاومتهم وإيذائهم لأصحابه، وراح الرسول يدعو عليهم ويبتهل لينزل العقاب بهم فنزل الوحي بقوله تعالى.
" لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ مِنْ شيء أوْ يتوبَ عليهم أو يُعَذِّبهم فإنهم ظالمون " وكـف الرسول الكريم عن الدعاء عليهم وترك أمرهـم الى الله، واختار اللـه لعمرو بن العاص طريق التوبة والرحمة، فأسلم وأصبح مسلم مناضل وقائد فذ..
إسلامه:
أسلم عمرو بن العاص -رضي الله عنه- مع (خالد بن الوليد) قُبيل فتح مكة بقليل { شهر صفر سنة ثمان للهجرة } وبدأ إسلامه على يد النجاشي بالحبشة ففي زيارته الأخيرة للحبشة جاء ذكر النبي الجديد ودعوته وما يدعو له من مكارم الأخلاق، وسأل النجاشي عمرا كيف لم يؤمن به ويتبعه وهو رسول الله حقاً، فسأل عمرو النجاشي: { أهو كذلك ؟}.
وأجابه النجاشي: { نعم، فأطِعْني يا عمرو واتبعه، فإنه والله لعلى الحق، ولَيَظْهرنّ على من خالفه }.
وركب عمرو من فوره عائدا لبلاده ومتجها الى المدينة ليسلم لله رب العالمين، وفي طريق المدينة التقى { خالد بن الوليد } الساعي الى الرسول ليعلن إسلامه أيضا، وما كاد الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يراهم حتى تهلل وجهه و قال لأصحابه: { لقد رَمَتْكم مكة بفَلَذات أكبادها }.
وتقدم خالد فبايع، وتقدم عمرو فقال: { إني أبايعك على أن يغفر الله لي ما تقدّم من ذنبي }.
فأجابه الرسول الكريم: { يا عمرو بايع.
فإن الإسلام يَجُبُّ ما كان قبله }.
وبايع عمرو ووضع كل ما يملك في خدمة الدين الجديد.
فضله كان فزعٌ بالمدينة فأتى عمرو بن العاص على سالم مولى أبي حذيفة وهو مُحْتَبٍ بحمائل سيفِه، فأخذ عمرو سيفه فاحتبى بحمائله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: { يا أيها الناس ! ألا كان مفزعكم إلى الله وإلى رسوله }.
ثم قال: { ألا فعلتم كما فَعَل هذان الرجلان المؤمنان }.
مُحَرِّر مِصْر كانت مصر من أهم ولايات الإمبراطورية الرومانية، وقد استغل الروم ثرواتها وحرموا منها السكان واستباحوا أهلها حتى أصبح الناس في ضيق لأن الروم فرضوا عليهم مذهبهم الديني قسرا، فلما بلغ المصريون أنباء الفتوحات الإسلامية وعدالة المسلمين وسماحتهم تطلعت أنظارهم إليهم لتخليصهم مما هم فيه،واتجه عمرو بن العاص سنة (18 هجري) على رأس جيش من أربعة آلاف مقاتل متجها الى مصر، وأمام شدة المقاومة طلب عمرو المدد من أمير المؤمنين فأرسل إليه أربعة آلاف جندي وتقدّم المسلمون وحاصروا حصن بابليون لمدة سبعة أشهر وتمكنوا من فتحه.
ثم اتجهوا الى الإسكندرية فوجدوا مقاومة من حاميتها فامتد حصارها الى أربعة أشهر وأخيرا فتحت الإسكندرية وعقدت معاهدة الإسكندرية، ولقد كان -رضي الله عنه- حريصا على أن يباعد أهل مصر وأقباطها عن المعركة، ليظل القتال محصورا بينه وبين جنود الرومان، وتحدث عمرو مع زعماء الأنصار وكبار أساقفتهم فقال: { إن الله بعث محمدا بالحق وأمره به، وإنه -عليه الصلاة والسلام- قد أدّى رسالته، ومضى بعد أن تركنا على الواضِحَة، وكان مما أمرنا به الإعذار الى الناس، فنحن ندعوكم الى الإسلام، فمن أجابنا فهو مِنّا له مالنا وعليه ما علينا، ومن لم يُجِبنا الى الإسلام عرضنا عليه الجزْية وبذلنا له الحماية والمنعة، ولقد أخبرنا نبينا أن مصر ستفتح علينا، وأوصانا بأهلها خيرا فقال: ستُفْتَح عليكم بعدي مصر، فاسْتَوصوا بِقِبْطها خيرا، فإن لهم ذِمّة ورَحِما }.
فإن أجبتمونا الى ما ندعوكم إليه كانت لكم ذِمّة الى ذِمّة }.
وفرغ عمرو من كلماته فصاح بعض الأساقفة والرهبان قائلا: { إن الرّحِم التي أوصاكم بها نبيكم لهي قرابة بعيدة لا يصل مثلها إلا الأنبياء }.
حُبِّ الإمارة مما امتاز به عمرو بن العاص حُبّه للإمارة، فشكله الخارجي ومشيته وحديثه كلها تدل على أنه خُلِق للإمارة، حتى أن في أحد الأيام رآه أمير المؤمنين عمر وهو مقبل فابتسم لِمَشْيَته وقال: { ما ينبغي لأبي عبد الله أن يمشي على الأرض إلا أميرا }.
والحق أن عمرو لم يُبْخِس نفسه هذا الحق، فمع كل الأحداث الخطرة التي اجتاحت المسلمين، كان عمرو يتعامل معها بأسلوب أمير معه من الذكاء والدهاء ما يجعله واثقا بنفسه مُعْتَزا بتفوقه، وقد أولاه عمر بن الخطاب ولاية فلسطين والأردن، ثم على مصر طوال حياة أمير المؤمنين، وعندما علم ابن الخطاب أن عمراً قد اجتاز حد الرخاء في معيشته أرسل إليه (محمد بن مَسْلمة) وأمره أن يقاسم عمراً جميع أمواله وأشيائه، فيبقى له نصفها ويحمل معه الى بيت مال المسلمين بالمدينة النصف الآخر، ولو علم أمير المؤمنين عمر أن حب عمرو للإمارة سيحمله على التفريط في مسئولياته لما أبقاه في الولاية لحظة واحدة.
ذكاؤه ودهاؤه كان عمـرو بن العاص حاد الذكاء، قوي البديهة عميق الرؤية، حتى أن أمير المؤمنين عمـر كان إذا رأى إنسانا عاجز الحيلة، صـكّ كفيه عَجبا وقال: { سبحان الله! إن خالق هذا وخالق عمرو بن العاص إله واحد }.
كما كان عمرو بن العاص جريئا مِقْداما، يمزج ذكائه بدهائه فيُظَنّ أنه جبان، بيد أنها سعة حيلة يُخرج بها نفسه من المآزق المهلكة، وكان عمر بن الخطاب يعرف ذلك فيه، وعندما أرسله الى الشام قيل له: { إن على رأس جيوش الروم بالشام أرطبونا }.
أي قائدا وأميرا من الشجعان الدُّهاة، فكان جواب أمير المؤمنين: { لقد رمينا أرْطَبون الروم بأرْطَبون العرب، فلننظر عمَّ تنفَرج الأمور }.
ولقد انفرجت عن غلبة ساحقة لأرطبون العرب وداهيتهم عمرو بن العاص على أرطبون الروم الذي ترك جيشه للهزيمة وولى هاربا الى مصر.
ولعل من أشهر المواقف التي يظهر فيها دهاء عمرو موقف التحكيم بين عليا ومعاوية، وموقفه من قائد حصن بابليون.
التحكيم في الخلاف بين علي ومعاوية نصل الى أكثر المواقف شهرة في حياة عمرو، وهو موقفه في التحكيم وكانت فكرة أبو موسى الأشعري (المُمَثِّل لعلي) الأساسية هي أن الخلاف بينهما وصل الى نقطة حرجة، راح ضحيتها الآلاف، فلابد من نقطة بدء جديدة، تعطي المسلمين فرصة للاختيار بعد تنحية أطراف النزاع، وأبوموسى الأشعري على الرغم من فقهه وعلمه فهو يعامل الناس بصدقه ويكره الخداع والمناورة التي لجأ اليها الطرف الآخر ممثلا في عمرو بن العاص (مُمَثِّل معاوية) الذي لجأ الى الذكاء والحيلة الواسعة في أخذ الراية لمعاوية.
ففي اليوم التالي لاتفاقهم على تنحية علي ومعاوية وجعل الأمر شورى بين المسلمين.
دعا أبوموسى عمرا ليتحدث فأبى عمرو قائلا: { ما كنت لأتقدمك وأنت أكثر مني فضلا وأقدم هجرة وأكبر سنا }.
وتقدم أبو موسى وقال: { يا أيها الناس، انا قد نظرنا فيما يجمع الله به ألفة هذه الأمة ويصلح أمرها، فلم نر شيئا أبلغ من خلع الرجلين - علي ومعاوية - وجعلها شورى يختار الناس لأنفسهم من يرونه لها، واني قد خلعت عليا ومعاوية، فاستقبلوا أمركم وولوا عليكم من أحببتم }.
وجاء دور عمرو بن العاص ليعلن خلع معاوية كما تم الاتفاق عليه بالأمس، فصعد المنبر وقال: { أيها الناس، ان أباموسى قد قال ما سمعتم، وخلع صاحبه، ألا واني قد خلعت صاحبه كما خلعه، وأثْبِت صاحبي معاوية، فانه ولي أمير المؤمنين عثمان والمطالب بدمه، وأحق الناس بمقامه !!}.
ولم يحتمل أبوموسى المفاجأة، فلفح عمرا بكلمات غاضبة ثائرة.
فقد أنفذ أبو موسى الإتفاق وقَعَد عمرو عن إنفاذه.
حصن نابليون أثناء حربه مع الرومان في مصر، { وفي بعض الروايات التاريخية أنها وقعت في اليرموك }، دعاه أرطبون الروم وقائدهم لمحادثته، وكان قد أعطى أوامره لرجاله بإلقاء صخرة فوق عمرو إثر إنصرافه من الحصن، ودخل عمرو على القائد لا يريبه منه شيء، وانفض اللقاء، وبينما هو في طريق الخروج لمح فوق أسوار الحصن حركة مريبة حركّت فيه الحرص والحذر، وعلى الفور تصرف بشكل باهر، لقد عاد الى قائد الحصن في خطوات آمنة مطمئنة ولم يثر شكوكه أمر، وقال للقائد: { لقد بادرني خاطر أردت أن أطلعك عليه، إن معي حيث يقيم أصحابي جماعة من أصحاب الرسول السابقين الى الإسلام، لا يقطع أمير المؤمنين أمرا دون مشورتهم، ولا يرسل جيشا من جيوش الإسلام إلا جعلهم على رأس مقاتلته وجنوده، وقد رأيت أن آتيك بهم حتى يسمعوا منك مثل الذي سمعت، ويكونوا من الأمر على مثل ما أنا عليه من بيّنة }.
وأدرك قائد الروم أن عمرا بسذاجة قد منحه فرصة العمر، فليوافقه الآن الرأي، وإذا عاد ومعه هذا العدد من زعماء المسلمين وخيرة رجالهم، أجهز عليهم جميعا، بدلا من أن يجهز على عمرو وحده، وألغيت خطة اغتيال عمرو، وودّع عمرو بحرارة، وابتسم داهية العرب وهو يغادر الحصن، وفي الصباح عاد عمرو على رأس جيشه الى الحصن ممتطيا صهوة فرسه.
وفاته وفي السنة الثالثة والأربعين من الهجرة، أدركت الوفاة عمرو بن العاص بمصر حيث كان واليا عليها، وراح يستعرض في لحظات الرحيل حياته فقال: { كنت أول أمري كافرا، وكنت أشد الناس على رسول الله، فلو مِتّ يومئذ لوجَبَت لي النار، ثم بايعت رسول الله، فما كان في الناس أحد أحبّ إلي منه، ولا أجلّ في عيني منه، ولو سُئِلْتُ أن أنْعَتَه ما استطعت، لأني لم أكن أقدر أن أملأ عيني منه إجلالا له، فلو مِتّ يومئذ لرجوت أن أكون من أهل الجنة، ثم بُليت بعد ذلك بالسلطان، وبأشياء لا أدري أهي لي أم عليّ }.
ثم رفـع بصره الى السماء في ضَراعـة مناجيا ربه الرحيم قائلا: { اللهم لا بريء فأعْتـذِر، ولا عزيز فأنْتَصر، وإلا تُدْركني رحمتك أكن من الهالكين }.
وظل في ضراعاته حتى صعدت الى الله روحه وكانت آخر كلماته: لا إله إلا الله.
وتحت ثَرَى مصر ثَوَى رُفاتُه.


مجرد إنساان
Admin
Admin

عدد المساهمات : 360
تاريخ التسجيل : 05/02/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 Empty رد: أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!

مُساهمة من طرف مجرد إنساان الأحد مارس 06, 2011 9:26 am

عمرو بن الجموح رضي الله عنه
عمرو بن الجموح رضي الله عنه وأيُّ داء أدْوَى من البخل، بل سيدكم الجعد الأبيض " " عمرو بن الجموح.
حديث شريف عمرو بن الجموح هو صهر عبد الله بن عمرو بن حرام إذ كان زوج لأخته هند بنت عمرو وكان ابن جمـوح واحدا من زعماء المدينة وسيد من سادات بني سلمـة، سبقه ابنـه معاذ ابن عمرو للإسلام فكان أحد السبعين في بيعة العقبة الثانية وكان له الفضل بإسلام أبيه.
إسلامه كان عمرو بن الجموح قد اصطنع صنما أقامه في داره وأسماه (منافا)، فاتفق ولده معاذ بن عمرو وصديقه معاذ بن جبل على أن يجعلا من هذا الصنم سُخرية ولعبا، فكانا يدلُجان عليه ليلا فيحملانه ويطرحانه في حفرة يطرح الناس فيها فضلاتهم، ويصبح عمرو فلا يجد (منافا) في مكانه فيبحث عنه حتى يجده طريح تلك الحفرة، فيثور ويقول: { ويلكم من عدا على آلهتنا هذه الليلة ؟}.
ثم يغسله ويطهره ويطيبه، فإذا جاء الليل من جديد صنع الصديقان بالصنم مثل ما صنعا من قبل، حتى إذا سئم عمرو جاء بسيفه ووضعه في عنق (مناف) وقال له: { إن كان فيك خير فدافع عن نفسك }.
فلما أصبح لم يجده مكانه بل وجده بالحفرة نفسها، ولم يكن وحيدا بل كان مشدودا مع كلب ميت في حبل وثيق، وإذا هو في غضبه وأسفه، اقترب منه بعض أشراف المدينة الذين سبقوا إلى الإسلام، وراحوا وهم يشيرون الى الصنم يخاطبون عقل (عمرو بن الجموح)، محدِّثينه عن الإله الحق الذي ليس كمثله شيء، وعن محمد الصادق الأمين وعن الإسلام الذي جاء بالنور، وفي لحظات ذهب عمرو فطهر ثوبه وبدنه، وتطيب وتألق وذهب ليبايع خاتم المرسلين.
جوده أسلم عمرو بن الجموح قلبه وحياته لله رب العالمين، وعلى الرغم من أنه مفطور على الجود والكرم، فإن الإسلام زاد من جوده وعطائه في خدمة الدين والأصحاب، فقد سأل الرسول -صلى الله عليه وسلم- جماعة من بني سلمة قبيلة عمرو: { من سيِّدكم يا بني سلمة ؟}.
قالوا: { الجد بن قيس، على بخـل فيـه }.
فقال عليه السـلام: { وأيُّ داء أدْوَى من البخـل، بل سيدكم الجعـد الأبيـض عمرو بن الجمـوح }.
فكانت هذه الشهـادة تكريما لابن الجموح.
جهاده مثلما كان عمرو -رضي الله عنه- يجود بماله أراد أن يجود بروحه في سبيل الله ولكن كيف ذلك وفي ساقه عرجا شديدا يجعله غير صالح للاشتراك في قتال، وله أربعة أولاد مسلمون، وكلهم كالأسود كانوا يخرجون مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الغزو، وحاول عمرو بن الجموح الخروج يوم بدر فتوسّل أبناؤه للرسول الكريم كي يقنعه بعدم الخروج، وبالفعل أخبره الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأنه معفي من الجهاد لعجزه الماثل بعرجه، وعلى الرغم من إلحاحه ورجائه، أمره الرسول بالبقاء في المدينة.
الشهادة وفي غزوة أحُد ذهب عمرو الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- يتوسل إليه أن يأذن له وقال: { يارسول الله إن بنيّ يريدون أن يحبسوني عن الخروج معك الى الجهاد، ووالله إني لأرجو أن أخْطِرَ بعرجتي هذه في الجنة }.
وأمام إصراره الكبير أذن له الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالخروج فأخذ سلاحه ودعا ربه: { اللهم ارزقني الشهادة ولا تردّني الى أهلي }.
والتقى الجمعان وانطلق عمرو يضرب بسيفه جيش الظلام والشرك، وجاء ما كان ينتظر، ضربة سيف كـُتِبَت له بها الشهادة، وعندما دفن المسلمون شهداءهم أمرهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- قائلا: { انظروا فاجعلوا عبد الله بن عمرو بن حرام وعمرو بن الجموح في قبر واحد، فإنهما كانا في الدنيا متحابين متصافيين }.
السيل وبعد مرور ست وأربعين سنة على دفنهما، نزل سيل شديد غطّى أرض القبور، بسبب عين ماء أجراها هناك معاوية، فسارع المسلمون الى نقل رُفات الشهداء، فإذا هم: { ليّنة أجسادهم، تتثنى أطرافهم }.
وكان جابر بن عبد الله لا يزال حيا، فذهب مع أهله لينقل رُفات أبيه عبد الله بن عمرو بن حرام ورُفات زوج عمته عمرو بن الجموح، فوجدهما في قبرهما كأنهما نائمان، لم تأكل الأرض منهما شيئا، أتَعْجَبون ؟!.
كلا، لا تَعْجَبوا.


مجرد إنساان
Admin
Admin

عدد المساهمات : 360
تاريخ التسجيل : 05/02/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 Empty رد: أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!

مُساهمة من طرف مجرد إنساان الأحد مارس 06, 2011 9:27 am

عِمْران بن حصين رضي الله عنه

عِمْران بن حصين رضي الله عنه ما قدم البصرة من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحد يَفضل عمران بن حصين الحسن البصري، ابن سيرين.
أسلم عِمْران بن حصين في عام خَيْبر، ومنذ وضع يمينه بيمين الرسول -صلى الله عليه وسلم- أصبحت يده اليمين موضع تكريم كبير، فآلى على نفسه ألا يستخدمها إلا في كل عمل طيب وكريم.
إيمانه إيمان عمران بن حصين صورة من صور الصدق والزهد والورع والتفاني وحب الله وطاعته، ومع هذا فهو يبكي و يقول: { يا ليتني كنت رمادا، تذْروه الرياح }.
ذلك أن هؤلاء الرجال كانوا يخافون الله لإدراكهم لعظمته وجلاله، ولإدراكهم لحقيقة عجزهم عن شكره وعبادته، ولقد سأل الصحابة الرسول -صلى الله عليه وسلم- يوما فقالوا: { يا رسول الله، ما لنا إذا كنا عندك رقّت قلوبنا، وزهدنا دنيانا، وكأننا نرى الآخرة رأي العين، حتى إذا خرجنا من عندك، ولقينا أهلنا وأولادنا ودنيانا أنكرنا أنفسنا ؟}.
فأجابهم عليه السلام: { والذي نفسي بيده، لو تدومون على حالكم عندي، لصافحتكم الملائكة عِياناً، ولكن ساعة وساعة }.
وسمع عمران هذا الحديث وأبى أن يعيش حياته ساعة وساعة وإنما ساعة واحدة موصولة النجوى والتبتُّل لله رب العالمين.
البصرة في خلافة عمر بن الخطاب أرسله الخليفة الى البصرة ليُفَقّه أهلها ويعلمهم، وفي البصرة حطّ الرحال، وأقبل عليه أهلها مُذ عرفوه يتبركون به ويستضيئـون بتقواه، قال الحسن البصـري وابن سيرين: { ما قدم البصـرة من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحد يَفضـل عمران بن حصين }.
فقد كان عمران يرفض أن يشغله عن العبادة شاغل، فاستغرق في العبادة حتى صار كأنه لا ينتمي الى عالم الدنيا وإنما ملك يحيا مع الملائكة يحادثهم ويحادثونه، ويصافحهم ويصافحونه.
الفتنة لما وقع النزاع الكبير بين علي بن أبي طالب ومعاوية، وقف عمران بن حصين موقف الحياد، ورفع صوته بين الناس داعيا إياهم أن يكفوا عن الإشتراك في تلك الحروب ويقول: { لأن أرْعى أعنزا حَضنيّات في رأس جبل حتى يدركني الموت، أحب إليَّ من أن أرمي في أحدِ الفريقين بسهم، أخطأ أم أصاب }.
كما كان يوصي من يلقاه من المسلمين قائلا: { الْزم مسجدك، فإن دُخِلَ عليك فالزم بيتك، فإن دَخَل عليك بيتك من يريد نفسك ومالك فقاتِلْه }.
مرضه ووفاته حقق إيمان عمران بن حصين أعظم نجاح حين أصابه مرض موجع لبث معه ثلاثين عاما، ما ضَجِر منه ولا قال أُفّ، بل كان مثابرا على عبادته، وإذا هوّن عليه عواده أمر علته بكلمات مشجعة ابتسم لهم وقال: { إن أحب الأشياء الى نفسي، أحبها الى الله }.
وكانت وصيته لأهله وإخوانه حين أدركه الموت: { إذا رجعتم من دفني، فانحروا وأطعموا }.
أجل فموت مؤمن مثل عمران بن الحصين هو حفل زفاف عظيم، تزفّ فيه روح عالية راضية الى جنة عرضها السموات والأرض.


مجرد إنساان
Admin
Admin

عدد المساهمات : 360
تاريخ التسجيل : 05/02/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 Empty رد: أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!

مُساهمة من طرف مجرد إنساان الأحد مارس 06, 2011 9:28 am

عمار بن ياسر رضي الله عنه
عمار بن ياسر رضي الله عنه { صبرا آل ياسـر فإن موعدكـم الجنـة } حديـث شريـف.
خرج والد عمار بن ياسر من بلده اليمن يريد أخا له، يبحث عنه، وفي مكة طاب له المقام فحالف أبا حذيفة بن المغيرة، وزوجه أبو حذيفة إحدى إمائه (سمية بنت خياط) ورزقا بابنهما (عمار)، وكان إسلامهم مبكرا.
العذاب وشأن الأبرار:
المُبَكّرين أخذوا نصيبهم الأوفى من عذاب قريش وأهوالها، ووُكل أمر تعذيبهم إلى بني مخزوم، يخرجون بهم جميعا ياسر و سمية وعمار كل يوم الى رمضاء مكة الملتهبة ويصبون عليهم من جحيم العذاب، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يخرج كل يوم الى أسرة ياسر مُحييا صمودها وقلبه الكبير يذوب رحمة وحنانا لمشهدهم، وذات يوم ناداه عمار: { يا رسول الله، لقد بلغ منا العذاب كُلَّ مبلغ }.
فناداه الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { صبرا أبا اليَقْظان، صبرا آل ياسر فإن موعـدكم الجنة }.
ولقد وصـف أصحاب عمار العذاب الذي نزل به.
فيقول عمـرو بن ميمون: { أحرق المشركون عمار بن ياسر بالنار، فكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يمر به، ويُمر يده على رأسه ويقول: يا نار كوني بردا وسلاما على عمار كما كنت بردا وسلاما على إبراهيم }.
و يقول عمرو بن الحكم: { كان عمار يعذب حتى لا يدري ما يقول }.
وقد فقد وعيه يوما فقالوا له: { اذكر آلهتنا بخير }.
وأخذوا يقولون له وهو يردد وراءهم من غيـر شعور.
وبعد أن أفاق من غيبوبتـه وتذكر ما كان طار صوابـه، فألفاه الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- يبكي فجعل يمسح دموعه بيده ويقول له: { أخذك الكفار فغطوك في الماء فقلت: كذا وكذا ؟}.
أجاب عمار وهو ينتحب: { نعم يا رسول الله }.
فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو يبتسم: { إن عادوا فقل لهم مثل قولك هذا }.
ثم تلا عليه الآية الكريمة قال تعالى: { إلا من أُكرِه وقلبه مطمئنٌ بالإيمان }.
واسترد عمار سكينة نفسه، وصمد أمام المشركين.
حب الرسول لعمّار استقر المسلمون بعد الهجرة في المدينة، وأخذ عمار مكانه عاليا بين المسلمين، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يحبه حبا عظيما، يقول عنه -صلى الله عليه وسلم- { إن عمّارا مُلِىء إيمانا إلى مُشاشه -تحت عظامه- }.
وحين كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه يبنون المسجد بالمدينة إثر نزولهم، إرتجز علي بن أبي طالب أنشودة راح يرددها ويرددها المسلمون معه،وأخذ عمار يرددها ويرفع صوته،وظن بعض أصحابه أن عمارا يعرض به، فغاضبه ببعض القول فغضب الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال: { ما لهم ولعمّار ؟ يدعوهم الى الجنة ويدعونه الى النار، إن عمّارا جِلْدَة ما بين عيني وأنفي }.
وحين وقع خلاف عابر بين خالد بن الوليد وعمّار قال الرسول: { من عادى عمّارا عاداه الله، ومن أبغض عمّارا أبغضه الله }.
فسارع خالد إلى عمار معتذرا وطامعا بالصفح.
كما قال -عليه أفضل الصلاة والسلام-: { اشتاقت الجنّةِ إلى ثلاثة: إلى علي، وعمّار وبلال }.
إيمانه لقد بلغ عمار في درجات الهدى واليقين ما جعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- يُزَكي إيمانه فيقول: { اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر، واهتدوا بهدي عَمّار }.
كما أن حذيفة بن اليمان وهو يعالج سكرات الموت سأله أصحابه: { بمن تأمرنا إذا اختلف الناس }.
فأجابهم: { عليكم بابن سمية، فإنه لا يفارق الحق حتى يموت }.
نبوءة الرسول أثناء بناء مسجد الرسـول -صلى الله عليه وسلم- أخذ الحنان الرسـول الكريـم الى عمار، فاقترب منه ونفض بيده الغُبار الذي كسـى رأسه، وتأمل الرسول -صلى الله عليه وسلم- وجه عمار الوديع المؤمن ثم قال على ملأ من أصحابه: { وَيْحَ ابن سمية، تقتله الفئة الباغية }.
وتتكرر النبوءة حين يسقط الجدار على رأس عمار فيظن بعض إخوانه أنه مات، فيذهب الى الرسول ينعاه، فيقول الرسول -صلى الله عليه سلم- بطُمأنينة وثقة: { ما مات عمار، تقتل عماراَ الفئة الباغية }.
يوم اليمامة بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- واصل عمار تألقه في مواجهة جيوش الردة والفرس والروم، وكان دوما في الصفوف الأولى، وفي يوم اليمامة انطلق البطل في استبسـال عاصف، وإذا يرى فتـور المسلمين يرسل بين صفوفـهم صياحه المزلزل فيندفعون كالسهام، يقول عبـد الله بن عمـر: { رأيت عمار بن ياسر يوم اليمامة على صخـرة، وقد أشرف يصيح: يا معشر المسلمين أمِـن الجنة تفـرّون ؟ أنا عمار بن ياسر هلُمّـوا إلي، فنظرت إليه فإذا أذنه مقطوعة تتأرجح، وهو يقاتل أشد القتال }.
ولاية الكوفة لفضائله -رضي الله عنه- سارع عمر بن الخطاب واختاره والياً للكوفة وجعل ابن مسعود معه على بيت المال، وكتب الى أهلها مبشرا: { إني أبعث إليكم عمَّار بن ياسر أميرا، وابن مسعود مُعَلما ووزيرا، وإنهما لمن النجباء من أصحاب محمد ومن أهل بدر }.
يقول ابن أبي الهُذَيْل وهو من معاصري عمار في الكوفـة: { رأيت عمار بن ياسر وهو أميـر الكوفة يشتري من قِثائها، ثم يربطها بحبـل ويحملها فوق ظهـره ويمضي بها الى داره }.
كما ناداه أحد العامة يوما: { يا أجدع الأذن }.
فيجيبه الأمير: { خَيْر أذنيّ سببت، لقد أصيبت في سبيل الله }.
عمار والفتنة وجاءت الفتنة ووقع الخلاف بين علي -كرم الله وجهه- ومعاوية، فوقف عمار الى جانب علي بن أبي طالب مُذعنا للحق وحافظا للعهد، وفي يوم صِفِّين عام 37 هجري خرج عمار مع علي بن أبي طالب وكان عمره ثلاثا وتسعين عاما، وقال للناس: { أيها الناس سيروا بنا نحو هؤلاء القوم الذين يزعمون أنهم يثأرن لعثمان، ووالله ما قصدهم الأخذ بثأره، ولكنهم ذاقوا الدنيا، واستمرءوها وعلموا أن الحق يحول بينهم وبين ما يتمرّغون فيه من شهواتهم ودنياهم، وما كان لهؤلاء سابقة في الإسلام يستحقون بها طاعة المسلمين لهم ولا الولاية عليهم، ولا عرفت قلوبهم من خشية الله ما يحملهم على اتباع الحق، وإنهم ليخدعون الناس بزعمهم أنهم يثأرون لدم عثمان، وما يريدون إلا أن يكونوا جبابرة وملوكا }.
ثم أخذ الرايـة بيده ورفعهـا عاليا وصـاح في الناس: { والذي نفسي بيده لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهأنذا أقاتل بها اليوم، والذي نفسي بيده لو هزمونا حتى يبلغوا سعفات هَجَر، لعلمت أننا على الحق وأنهم على الباطل }.
تحقق نبوءة الرسول كان عمار بن ياسر وهو يجول في المعركة يؤمن أنه واحد من شهدائها، وكانت نبوءة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمام عينيه: { تقتل عماراَ الفئة الباغية }.
من أجل هذا كان يغرد قائلا: { اليوم ألقى الأحبة محمدا وصحبه }.
ولقد حاول رجال معاوية أن يتجنبوا عمَّارا ما استطاعوا، حتى لا تقتله سيوفهم فيتبين للناس أنهم الفئة الباغية، ولكن شجاعة عمار ابن الثالث والتسعين وقتاله كجيش لوحده أفقدهم صوابهم حتى إذا تمكنوا منه أصابوه، وانتشر الخبر، وتذكر الناس نبوءة الرسول -صلى الله عليه وسلم- فزادت فريق علي بن أبي طالب إيمانا بأنهم على الحق، وحدثت بلبلة في صفوف معاوية، وتهيأ الكثير منهم للتمرد والإنضمام الى علي، فخرج معاوية خاطبا فيهم: { إنما قتله الذين خرجوا به من داره، وجاءوا به الى القتال }.
وانخدع الناس واستأنفت المعركة.
الشهيد حمل الإمام علي عماراً فوق صدره الى حيث صلى عليه والمسلمـون معه، ثم دفنه في ثيابه، ووقف المسلمون على قبـره يعجبون، فقبل قليـل كان يغـرد: { اليوم ألقى الأحبة محمدا وصحبه }.
وتذكروا قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { اشتاقت الجنة لعمّار }.


مجرد إنساان
Admin
Admin

عدد المساهمات : 360
تاريخ التسجيل : 05/02/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 Empty رد: أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!

مُساهمة من طرف مجرد إنساان الأحد مارس 06, 2011 9:30 am

عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه
عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه (مرحباً بالراكب المهاجر) حديث شريف.
عكرمة بن أبي جهل عمرو بن هشام بن المغيرة القرشيّ المخزومي وكنيته أبو عثمان، أسلم بعد الفتح، فقد كان هارباً الى اليمن وعند عودته قال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: { مرحباً بالراكب المهاجر }.
وقد حسُنَ إسلامه، وشارك في حروب الردة.
الهروب تحولت إلي عكرمة رئاسة بني مخزوم بعد مقتل أبيه { أبو جهل } في غزوة بدر، وكان من رؤوس الكفر والغلاة فيه، فرزقه الله الإسلام.
فقد عهد رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- إلى أمرائه من المسلمين حين أمرهم أن يدخلوا مكة ألا يقتلوا إلا من قاتلهم، إلا أنه قد عهد في نفر سماهم، أمر بقتلهم وإن وجدوا تحت أستار الكعبة منهم عكرمة بن أبي جهل، فركب عكرمة البحر، فأصابهم عاصف، فقال أصحاب السفينة لمن في السفينة: { أخلصوا، فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئاً هاهنا }.
فقال عكرمة: { لئن لم يُنجّني في البحر إلا الإخلاص ما يُنجّيني في البرّ غيره، اللهم إنّ لك علي عهداً إن أنت عافيتني مما أنا فيه، أني آتي محمداً حتى أضع يدي في يده، فلأجدنّه عفواً كريماً }.
الأمان وأسلمت زوجته { أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة } يوم الفتح، فقالت: { يا رسول الله، قد هرب عكرمة منك إلى اليمن، وخاف أن تقتله فآمنهُ }.
فقال رسـول الله -صلى الله عليه وسلم-: { هو آمن }.
فخرجت في طلبه، فأدركته باليمن، فجعلت تلمح إليه وتقول: { يا ابن عم، جئتُك من عند أوصل الناس وأبرّ الناس وخير الناس، لا تهلك نفسك }.
فوقف لها حتى أدركته فقالت: { إني قد استأمنتُ لك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- }.
قال: { أنتِ فعلتِ ؟}.
قالت: { نعم، أنا كلمتُهُ فأمّنَك }.
فرجع معها.
الإسلام قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: { يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمناً مهاجراً، فلا تسبّوا أباه فإن سبّ الميت يؤذي الحي، ولا تبلغ الميت }.
فلمّا جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آمناً على دمه قال له: { مرحباً بالراكب المهاجر أو المسافر }.
فوقف بين يديه ومعه زوجته متنقبة فقال: { يا محمد، إنّ هذه أخبرتني أنك أمّنتني ؟!}.
فقال رسول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم-: { صدقتْ، فأنت آمن }.
قال عكرمة: { فإلام تدعو ؟}.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: { أدعو إلى أن تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، وأن تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتفعل }.
حتى عدّ خصال الإسلام.
فقال عكرمة: { واللـه ما دعوت إلا إلى الحـق، وأمر حسن جميل، قد كنت واللـه فينا قبل أن تدعو إلى ما دعوت إليه وأنتَ أصدقنا حديثاً، وأبرّنا أمانة }.
ثم قال عكرمة: { فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله }.
فسُرّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم قال: { يا رسول الله، علّمني خير شيءٍ أقوله }.
قال: { تقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله }.
ثم قال: { ثم ماذا ؟}.
قال: { تقول: اللهم إني أشهدك أنّي مهاجر مجاهد }.
فقال عكرمة ذلك.
ثم قال النبـي -صلى اللـه عليه وسلم-: { ما أنتَ سائلي شيئاً أعطيه أحداً من الناس إلا أعطيتك }.
فقال: { أمّا إني لا أسألك مالاً، إني أكثر قريش مالاً، ولكن أسألك أن تستغفر لي }.
وقال: { كل نفقة أنفقتُها لأصدّ بها عن سبيل اللـه، فوالله لئن طالت بي حياة لأضعفنّ ذلك كله }.
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: { اللهم اغفر له كلّ عداوةٍ عادانيها، وكل مسير سار فيه إلى موضع يريد بذلك المسير إطفاء نورك، واغفر له ما نال مني ومن عرضٍ في وجهي أو أنا غائب عنه }.
فقال عكرمة: { رضيتُ يا رسول الله }.
وكان إسلام عكرمة سنة ثمان من الهجرة، فأسلم وكان محمود البلاء في الإسلام، وكان إذا اجتهد في اليمين قال: { لا والذي نجّاني يوم بدر }.
المنام وقيل أن رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- قد رأى في منامه أنه دخل الجنة، فرأى فيها عذقاً مذللاً فأعجبه فقيل: { لمن هذا ؟}.
فقيل: { لأبي جهل }.
فشقّ ذلك عليه وقال: { ما لأبي جهل والجنة ؟ والله لا يدخلها أبداً }.
فلمّا رأى عكرمة أتاه مسلماً تأوّل ذلك العذق عكرمة بن أبي جهل.
الأحياء والأموات وقدم عكرمة المدينة، فجعل كلّما مر بمجلس من مجالس الأنصار قالوا: { هذا ابن أبي جهل }.
فيسبّون أبا جهل، فشكا ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال الرسول الكريم: { لا تُؤذوا الأحياء بسبب الأموات }.
وكان عكرمة يضع المصحف على وجهه ويقول: { كلامُ ربي }.
جهاده استعمله أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- على عُمان حين ارتدوا، فقاتلهم وأظفره الله بهم، ولما ندب أبو بكر النّاس لغزو الروم، وقدم الناس فعسكروا بالجُرْفِ -موضع من المدينة نحو الشام- خرج أبو بكر يطوف في معسكرهم، ويقوي الضعيف منهم، فبصر بخباءٍ عظيم، حوله المرابط، ثمانية أفراس ورماح وعـدّة ظاهرة، فانتهى إلى الخبـاء، فإذا خباءُ عكرمة فسلّم عليـه، وجزاه أبو بكر خيـراً، وعرض عليه المعونة، فقال له عكرمة: { أنا غني عنها، معي ألفا دينار، فاصرِفْ معونتك إلى غيري }.
فدعا له أبو بكر بخير.
الشام والشهادة استشهد عكرمة بن أبي جهل في عام 13 هـ في خلافة أبو بكر الصديق يوم (مرج الصُّفَّر).
وقيل في اليرموك سنة (15 هـ) في خلافة عمر، ولم يُعقِب.
فلمّا كان يوم اليرموك نزل فترجّل فقاتل قتالاً شديداً، ولمّا ترجل قال له خالد بن الوليد: { لا تفعل، فإنّ قتلك على المسلمين شديد }.
فقال: { خلّ عني يا خالد، فإنه قد كان لك مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سابقة، وإني وأبي كنّا مع أشد الناس على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-}.
فمشى حتى قُتِل، فوجدوا به بضعةً وسبعين ما بين ضربة وطعنة ورمية.
وقيل أنه قال يوم اليرموك: { قاتلت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في كل موطن، وأفر منكم اليوم ؟!}.
ثم نادى: { مَنْ يُبايع على الموت ؟}.
فبايعه الحارث بن هشام في أربع مائة من وجوه المسلمين وفرسانهم، فقاتلوا حتى أثبتوا جميعاً جراحةً وقُتِلوا إلا من نبأ.


مجرد إنساان
Admin
Admin

عدد المساهمات : 360
تاريخ التسجيل : 05/02/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 Empty رد: أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!

مُساهمة من طرف مجرد إنساان الأحد مارس 06, 2011 9:31 am

عُقبة بن نافع رضي الله عنه
عُقبة بن نافع رضي الله عنه { يا ربِّ لولا هذا البحرُ لمضيتُ في البلاد مُجاهداً في سبيلك، أنشر دينكَ المبين}.
عُقبة بن نافع عُقبة بن نافع بن عبد القيس القرشـيّ، وُلِدَ في عهد الرسول -صلى اللـه عليه وسلم-، خاله عمرو بن العاص، وشهد معه فتح مصر واختطّ بها، ثم ولاهُ يزيد بن معاوية إمرة المغرب، وهو الذي بنى القيروان.
الرفعة والعافية قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في عقبة بن نافع: { رأيتُ كأنّي في دار عُقبة بن نافع، فأتينا برُطَبٍ أبّر -مُلَقّح- طاب، فأوّلتُها: الرفعة والعافية وإنّ دينَنَا قد طاب لنا }.
مصر شَهِدَ عُقبة بن نافع فتح مصر (18-21 هـ)، واختطّ بها، فقد اتّخذ فيها أرضاً ووضع لها علاماً ليعلم أنها ملكه، وقد بعثه عمرو بن العاص إلى القرى التي حولها، فدخلت خيولهم أرض النوبة غزاةً، فلقي المسلمون قتالاً شديداً.
غزوات عُقبة في عام (20 هـ) أرسل عمرو بن العاص عُقبة بن نافع على رأس جيش إسلامي، تمكّن من فتح برقة، وفزان، وزويلة، وقد اتّخذ عُقبة من برقةَ قاعدةً لنشر الإسلام في المناطق الواقعة غرب مصر.
قال خليفة: في سنة إحدى وأربعين ولى عمرو بن العاص، وهو على مصر عقبة بن نافع افريقية، فانتهى إلى قونِية -وهي من أعظم مدن الإسلام ببلاد الروم- وقَراقِيَةَ -على طريق الإسكندرية إلى افريقية- فأطاعوه، ثم كفروا، فغزاهم من سَبْتَةَ فقتل وسبى، وفيها سنة اثنتين وأربعين غزا عقبة بن نافع إفريقية فافتتح غُدامس، وفي سنة ثلاث وأربعين غزا عقبة بن نافع فافتتح كُوراً من بلاد السودان، وافتتح وَدّان، وهي من حيدة برقة، وكلها من بلاد إفريقية.
فتح إفريقية فلمّا ولي معاوية بن أبي سفيان وجّه عُقبة بن نافع إلى افريقية عام (50 هـ)، غازياً في عشرة آلاف من المسلمين، فافتتحها واختطّ قيروانها، وقد كان موضعه بستاناً واسعاً، لا ترام من السباع والحيات وغير ذلك من الدّواب، فدعا الله عليها، فلم يبقَ فيها شيء مما كان فيها إلا خرج هارباً بإذن الله، فقد وقف وقال: { يا أهل الوادي، إنّا حالون -إن شاء الله- فاظعنوا }.
ثلاث مرات، قيل: { فما رأينا حجراً ولا شجراً، إلا يخرج من تحته دابّة حتى هبطن بطنَ الوادي }.
ثم قال للناس: { انزلوا باسم الله }.
فأسلم خلق كبير من البربر، فقد كان عُقبة بن نافع مُجاب الدعوة.
وهكذا أصبحت القيروان قاعدة حربية لتأمين الخطوط الدفاعية الإسلامية في المنطقة، ونقطة إنطلاق لنشر الإسلام بين السكان هناك.
بحر الظلمات ولمّا عادَ عُقبة للولاية ثانيـةً عام (60 هـ) سار بقواتـه غرباً حتى وصل المحيـط الإطلسي { بحر الظلمات } عام (62 هـ)، فتوقّف حينئـذ وقال: { يا ربِّ لولا هذا البحرُ لمضيتُ في البلاد مُجاهداً في سبيلك، أنشر دينكَ المبينَ، رافعاً راية الإسلام فوقَ كل مكانٍ حصينٍ، استعصى على جبابرة الأقدمين }.
الشهادة وفي أثناء عودة عُقبة بن نافع إلى القيروان، فاجأهُ (كُسَيْلةُ) بفريق من البربر وحلفائه البيزنطيين، واشتبكوا معه في معركة انتهت باستشهاده مع عدد من الجنود.
استشهد عُقبة في إفريقيـة سنة (63 هـ)، وأوصى أبناءه ألا يقبلـوا الحديث عن رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- إلا من ثقة، وألا تشغلهم الإمارةُ عن القرآن.


مجرد إنساان
Admin
Admin

عدد المساهمات : 360
تاريخ التسجيل : 05/02/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 Empty رد: أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!

مُساهمة من طرف مجرد إنساان الأحد مارس 06, 2011 9:33 am

عُديّ بن حاتم بن الطائي رضي الله عنه
عُديّ بن حاتم بن الطائي رضي الله عنه (يا عُديّ بن حاتم أسلمْ تسلمْ) حديث شريف.
عُديّ بن حاتم بن عبد الله الطائي وكنيته أبو طريف، ابن حاتم الطائي الذي يضرب بجوده المثل، كان نصرانياً، ووفد على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في سنة سبع فأكرمه واحترمه وحسُنَ إسلامه، ومنع قومه من الردة بقوة إيمانه، وحَسُن رأيه.
إسلامه وقعت أخت عُدي في الأسر، فمنّ عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأتت أخاها في بلاد الشام فكلمته في المجيء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فجاء وأسلم.
قال عُدي: بُعِثَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين بُعث فكرهته أشدّ ما كرهت شيئاً قط، فانطلقتُ حتى إذا كنت في أقصى الأرض ممّا يلي الروم، فكرهتُ مكاني ذلك مثلما كرهته أو أشدّ، فقلتُ: { لو أتيتُ هذا الرجل، فإن كان كاذباً لم يخفَ عليّ، وإن كان صادقاً اتبعته }.
فأقبلتُ فلمّا قدمتُ المدينة استشرفني الناس وقالوا: { عُدي بن حاتم ! عُدي بن حاتم }.
فأتيته فقال لي: { يا عديّ بن حاتم أسلمْ تسلمْ }.
فقلتُ: { إنّ لي ديناً !}.
قال: { أنا أعلم بدينك منك }.
قلتُ: { أنت أعلم بديني مني ؟!}.
قال: { نعم }.
مرّتين أو ثلاثاً قال: { ألست ترأس قومك ؟}.
قلتُ: { بلى }.
قال: { ألستَ رُكوسيّاً -فرقة مترددة بين النصارى والصابئين- ألستَ تأكل المرباع ؟}.
قلتُ: { بلى }.
قال: { فإن ذلك لا يحلّ في دينَك !}.
فنضنضتُ لذلك.
ثم قال: { يا عديّ أسلمْ تسلمْ }.
قلتُ: { قد أرى }.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: { إنّه ما يمنعك أن تسلم إلا غضاضةً تراها ممّن حولي، وأنت ترى الناس علينا إلْباً واحداً ؟}.
قال: { هل أتيتَ الحيرة ؟}.
فقلتُ: { لم آتِها وقد علمتُ مكانها }.
قال: { يُوشك الظعينة أن ترحل من الحيرة بغير جوار، أو حتى تطوف بالبيت، ولتفتحنّ علينا كنوز كسرى بن هرمز }.
قلتُ: { قلتَ كسرى بن هرمز !!}.
قال: { كسرى بن هرمز }.
مرتين أو ثلاثة.
{ وليفيضنّ المالُ حتى يهمَّ الرجل مِنْ يقبلُ صدقتَهُ }.
قال عدي: { فرأيتُ اثنتين: الظعينة -المرأة- في الهودج تأتي حاجةً لا تحتاج إلى جوار، وقد كنتُ في أول خيل أغارت على كنوز كسرى بن هرمز، وأحلف بالله لتجيئنّ الثالثة، إنّه قاله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-}.
فضله قَدِمَ عُدَي بن حاتم على أبي بكر بصدقات قومه، وشهد فتوحَ العراق مع سعد، وكان مع خالد فيمن قطع بدِّيَّة السَّماوة إلى الشام، وشهد كثيراً من فتوحها نزل الكوفة وابتنى بها داراً في طيء.
وقد قَدِمَ على عمر بن الخطاب، فرأى منه جفاءً في العطاء والبشاشة، ولم يلحقه بنظرائه، فقال عدي: { يا أمير المؤنين، أتعرفني !}.
فضحك عمر ثم قال: { نعم، والله إني لأعرفـك، أسلمت إذ كفـروا، وعرفتَ إذْ أنكروا، وأقبلتَ إذْ أدبـروا، ووَفَيْتَ إذْ غدروا، وإنّ أول صدقة بيّضتْ وجْهَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صدقة طيء حيثُ جئتَ بها }.
وأخذ يعتذر منه في فعله لأولئك، فقال عدي: { فلا أبالي إذن }.
عينه يوم مقتـل عثمان قال عُديّ: { لا ينتطح فيها عنـزان }.
ولم يزل مع علي بن أبـي طالب وشهد معه الجمل وصفّين.
فلمّا فقئت عينـه يوم الجمل قيل له: { أما قلت لا ينتطح فيها عنزان ؟!}.
قال: { بلى وتفقأ عيون كثيرة }.
الوفاة توفي أبو طريف مُعَمّراً في عام (68 هـ) في الكوفة.

مجرد إنساان
مجرد إنساان
Admin
Admin

عدد المساهمات : 360
تاريخ التسجيل : 05/02/2011
العمر : 50

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 Empty رد: أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!

مُساهمة من طرف مجرد إنساان الأحد مارس 06, 2011 9:34 am


عثمان بن مظعون رضي الله عنه
عثمان بن مظعون رضي الله عنه {إنّ ابن مظعون لحييٌّ ستّيْرٌ} حديث شريف.
عثمان بن مظعون بن حبيب الجمحيّ (أبو السائب) من أوائل المسلمين وأغلـب الظـن الرابع عشر ترتيبـاً، وناله ما ينال المسلمين من أذى المشركين وصبـر،، وكان ممن حرّم الخمـر على نفسه قبل تحريمها وكان أمير المهاجرين الأوائل الى الحبشـة مصطحبا ابنه السائب معـه وكان أول المهاجرين وفاة بالمدينة، وأولهم دفنا بالبقيع.
إسلامه انطلق عثمان بن مظعون، وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، وعبد الرحمن بن عوف وأبو سلمة بن عبد الأسد، وأبو عبيدة بن الجراح، حتى أتوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعَرَض عليهم الإسلام، وأنبأهم بشرائعه، فأسلموا جميعاً في ساعةٍ واحدةٍ، وذلك قبل دخول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دار الأرقم، وقبل أن يدعو فيها.
جوار الله بلغ أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذين خرجوا الى الحبشة أن أهل مكة قد أسلموا، فغادروا الحبشة عائدين، ولكن حين دنو من مكة علموا بأن هذا النبأ خاطيء، فلم يدخل أحد منهم الى مكة إلا بجوار أو مستخفيا وكانوا ثلاثة وثلاثون منهم عثمان بن مظعون الذي دخل بجوار من الوليد بن المغيرة.
ولكن لما رأى -رضي الله عنه- ما فيه أصحـاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-من البلاء وهو يغـدو ويروح في أمـان من الوليد بن المغيرة قال: { والله إن غدوي ورواحي آمنا بجوار رجل من الشرك، وأصحابي وأهل ديني يلقون من البلاء والأذى ما لا يصيبني لنقص كبير في نفسي }.
فمشى الى الوليد بن المغيرة فقال له: { يا أبا عبد شمس، وَفَت ذمتك، قد رددت إليك جوارك }.
فقال له: { يا ابن أخي لعله آذاك أحد من قومي }.
قال: { لا، ولكني أرضى بجوار الله ولا أريد أن أستجير بغيره }.
فقال: { فانطلق الى المسجد فاردد علي جواري علانية كما أجرتك علانية }.
فانطلقا حتى أتيا المسجد فقال الوليد: { هذا عثمان قد جاء يرد عليّ جواري }.
قال عثمان: { صدق قد وجدته وفيا كريم الجوار ولكني أحببت أن لا أستجير بغير الله، فقد رددت عليه جواره }.
ثم انصرف عثمان، ولبيـد بن ربيعة في مجلس من قريش يُنشـدهم، فجلس معهم عثمان، فقل لبيـد: { ألا كل شيء ما خلا الله باطـل }.
قال عثمان: { صدقت }.
قال لبيد: { وكل نعيم لا محالة زائل }.
قال عثمان: { كذبت، نعيم الجنة لا يزول }.
قال لبيد: { يا معشر قريش، والله ما كان يؤذى جليسكم، فمتى حدث هذا فيكم ؟}.
فقال رجل من القوم: { إن هذا سفيه من سفهاء معه، قد فارقوا ديننا فلا تجدن في نفسك من قوله }.
فرد عثمان عليه حتى شري أمرهم، فقام إليه ذلك الرجل فلطم عينه فخضّرها والوليد بن المغيرة قريب يرى ما بلغ من عثمان، فقال: { أما والله يا ابن أخي، إن كانت عينك عما أصابها لغنية، لقد كنت في ذمة منيعة }.
فقال عثمان: { بل والله إن عيني الصحيحة لفقيرة الى مثل ما أصاب أختها في الله وإني لفي جوار من هو أعز منك وأقدر يا أبا عبد شمس }.
فقال الوليد: { هلم يا ابن أخي، إن شئت فعد الى جوارك }.
فقال عثمان: { لا }.
الراهب الجليل وهاجر عثمان بن مظعـون الى المدينة مع الرسـول -صلى الله عليه وسلم- والمسلميـن، وظهرت حقيقته الطاهرة، فهو راهـب الليل والنهار وفارسهمـا معا، تفرغ للعبادة وانقطع عن مناعم الحياة فلا يلبس إلا الخشـن ولا يأكل إلا الطعام الجشِب، فقد دخل يوما المسجد، وكان يرتدي لباسا تمزق، فرقعه بقطعة من فروة، فرق له قلب النبي -صلى الله عليه وسلم- ودمعت عيون الصحابة فقال لهم الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { كيف أنتم يوم يغدو أحدكم في حُلّة، ويروح في أخرى، وتوضع بين يديه قصعة وترفع أخرى، وسَتَرتم بيوتكم كما تستر الكعبة ؟}.
قال الأصحاب: { وَدِدْنا أن ذلك يكون يا رسول الله، فنُصيب الرخاء والعيش }.
فأجابهم الرسول الكريم: { إن ذلك لكائن، وأنتم اليوم خير منكم يومئـذ }.
البيت واتّخَذَ عثمان بن مظعون بيتاً فقعد يتعبّد فيه، فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فأتاه، فأخذ بعِضادتَيْ باب البيت الذي هو فيه فقال: { يا عثمان إن الله لم يبعثني بالرهبانيّة، مرّتين أو ثلاثاً، وإنّ خيرَ الدّين عند الله الحنيفيّة السمحة }.
الأسوة الحسنة وحين سمع ابـن مظعـون ذلك زاد هربا من النعيم، بل حتى الرفث الى زوجته نأى عنه وانتهى، فقد دخلت امرأةُ عثمان على نساء النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- فَرَأيْنها سيّئة الهيئة، فقُلن لها: { مَا لكِ ؟ فما في قريش أغنى من بعلِك ؟}.
قالت: { ما لنا منه شيءٌ، أمّا ليلهُ فقائمٌ، وأمّا نهارَهُ فصائم }.
فدخل النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- فذكَرْنَ ذلك له، فلقيهُ فقال: { يا عثمان بن مظعون أمَا لكَ بي أسوة }.
فقال: { بأبي وأمي، وما ذاك ؟}.
قال: { تصوم النهار وتقومُ الليلَ ؟!}.
قال: { إنّي لأفعل }.
قال: { لا تفعلْ، إنّ لعينيك عليك حقّاً، وإن لجسدك حقّاً، وإن لأهلك حقّاً، فصلّ ونمْ، وصُم وأفطر }.
فأتت امرأته على زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك عطرةُ عروس، فقُلنَ لها: { مَهْ ؟!}.
قالت: { أصابنا ما أصاب الناس }.
الحياء أتى عثمان بن مظعون النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: { يا رسول الله إنّي لا أحبّ أن ترى امرأتي عورتي }.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: { ولِمَ ؟}.
قال: { أستحيي من ذلك وأكرهه }.
قال -صلى الله عليه وسلم-: { إنّ الله جعلها لك لباساً، وجعلك لها لباساً، وأهلي يرون عورتي، وأنا أرى ذلك منهم }.
قال: { أنت تفعلُ ذلك يا رسول الله ؟}.
قال: { نعم }.
قال: { فمِنْ بعدِك }.
فلمّا أدبر قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: { إنّ ابن مظعون لَحَييٌّ سِتّيرٌ }.
وفاته وحين كانت روحه تتأهب للقاء ربها وليكون صاحبها أول المهاجرين وفاة بالمدينة سنة { 2 هـ }، كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى جانبه يقبل جبينه ويعطره بدموعه وودعه الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- قائلا: { رحمك الله أبا السائب، خرجت من الدنيا وما أصبت منها ولا أصابت منك }.
ولم ينسه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك أبدا حتى حين ودع ابنته رقية حين فاضت روحها قال لها: { الحقي بسلفنا الخيِّر، عثمان بن مظعون }.
الرثاء وقالت امرأته ترثيه:

يا عينُ جودي بدمعٍ غيـر ممنُونِ = على رزية عثمان بن مظعـون

على امرىءٍ فـي رضوانِ خالقـه = طُوبى له من فقيد الشخص مدفونِ


طاب البقيـعُ له سكنى وغرقـده = وأشرقتْ أرضُهُ من بعد تعييـن


وأورثَ القلبَ حُزْناً لا انقطاع له = حتى الممات فما تَرقَى له شوني
مجرد إنساان
مجرد إنساان
Admin
Admin

عدد المساهمات : 360
تاريخ التسجيل : 05/02/2011
العمر : 50

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 Empty رد: أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!

مُساهمة من طرف مجرد إنساان الأحد مارس 06, 2011 9:35 am

عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه
عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه يا رسول الله إني قد رأيتُ هذا الغلام منهم من " " أحرصهم على التفقهِ في الإسلام وتعلّم القرآن أبو بكر الصديق رضي الله عنه....
عثمان بن أبي العاص بن بشر الثقفيّ الطائفيّ، قدِمَ مع وفد ثقيف سنة تسع على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان أصغرهم سنّاً، فأسلموا وأمّرَهُ عليهم، ثم أمّـره أبو بكر على الطائـف، واستعمله عمر على عُـمان و البحرين، ثم قـدّمه على جيـش فافتتـح (توّج) بفارس سنة 21 هـ ومصّرها، ثم سكن البصرة.
وفد ثقيف عن عثمان بن أبي العاص قال: قدمت في وفد ثقيف حين قدموا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلمّا حللنا بباب النبي -صلى الله عليه وسلم- قالوا: { من يمسك لنا رَوَاحِلَنَا ؟}.
فكل القوم أحب الدخول على النبي -صلى الله عليه وسلم- وكره التخلف عنه.
قال عثمان: وكنت أصغرهم فقلت: { إنْ شئتم أمسكتُ لكم على أن لي عليكم عهد الله لتمسكنّ لي إذا خرجتم }.
قالوا: { فذلك لك }.
فدخلوا عليه، ثم خرجوا فقالوا: { انطلق بنا }.
قلتُ: { أين ؟}.
قالوا: { إلى أهلك }.
فقلتُ: { ضربتُ من أهلي حتى إذا حللتُ بباب النبي -صلى الله عليه وسلم- أرجع ولا أدخل عليه ؟! وقد أعطيتموني ما قد علمتم !}.
قالوا: { فأعجل فإنا قد كفيناك المسألة، لم ندع شيئاً إلا سألناه عنه }.
فدخلتُ فقلتُ: { يا رسول الله، ادعُ الله لي أن يفقهني في الدّين ويعلمني }.
قال: { ماذا قلت ؟}.
فأعدتُ عليه القول، فقال: { لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحدٌ من أصحابك، فأنت أميرٌ عليهم وعلى من يَقْدِمُ عليه من قومِكَ }.
ولمّا أسلم القوم، وأرادوا الرجوع إلى قومهم، قام الرسول -صلى الله عليه وسلم- على المنبر وبيده كتابٌ قاضاهم عليه، فقال: { لأعطينَّ هذا الكتاب رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، قُمْ يا عثمان بن أبي العاص }.
فقام عثمان بن أبي العاص، فدفعه إليه.
أمير الطائف قال عثمان بن أبي العاص: { استعملني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الطائف، فكان آخر ما عهد إليّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنْ قال: { خفّفْ عن الناس الصلاة -حتى وقف أو وقت- ثم اقرَأ باسم ربّك الذي خلق، وأشباهها من القرآن }.
فلم يزل عثمان بن أبي العاص على الطائف حتى قُبِضَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وخلافة أبي بكر الصديق، وخلافة عمر بن الخطاب، وعثمان بن أبي العاص هو الذي منع أهل الطائف من الردّة بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- فأطاعوه.
حتى إذا أراد عمر أن يستعمل على البحرين فسمّوا له عثمان بن أبي العاص، فقال: { ذلك أميرٌ أمّرهُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الطائف فلا أعزله }.
قالوا له: { يا أميـر المؤمنيـن تأمره يستخلف على عمله من أحبّ، وتستعين به فكأنّك لم تعزله }.
فقال: { أمّا هذا فنعم }.
فكتب إليه: { أن خلّف على عملك من أحببتَ وأقْدِمْ عليّ }.
فخلّف أخاه الحكم بن أبي العاص على الطائف، وقدم على عمر بن الخطاب، فولاه البحرين.
توّج استعمل عمر بن الخطاب عثمان بن أبي العاص سنة (15هـ) على عُمان والبحرين، وسار إلى (توج) فافتتحها، ومصّرَها، وقتل ملكها (شهرك) سنة (21هـ) وكان يغزو سنوات في خلافة عمر وعثمان، يغزو صيفاً ويشتو بتوج.
شط عثمان ولمّا عُزِلَ عثمان عن البحرين نزل البصرة هو وأهل بيته، وشرفوا بها، والموضع الذي بالبصرة يُقال له شط عثمان إليه ينسب.
البطل المقدام وكان عُثمان بن أبي العاص بطلاً مقداماً، كان قد شدّ في الجاهلية على عمرو بن معد يكرب، فهرب عمرو فقال عثمان.
لَعَمْرُكَ لولا الليلُ قامتْ مآتم ***** حَواضِرُ يخمنَ الوجوه على عمرو فأفْلتنَـا فَوْتَ الأسنّـة بعدما ***** رأى الموتَ والخطى أقربَ من شبر العشّار ومرّ عثمان بن أبي العاص بكلاب بن أميّة بن الأسكر، وهو بالأبلّة - بلدة بجانب البصرة - فقال: { ما يحبسـك هاهنـا ؟}.
قال: { على هذه القرية }.
قال عثمان: { أعشّارٌ ؟}.
قال: { نعم }.
قال: إنّي سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: { إذا انتصف الليل أمر الله تعالى منادياً ينادي: هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من داعٍ فأجيبه ؟ هل من سائل فأعطيه ؟ فما تردّ دعوةُ داعٍ إلا زانية بفرجها أو عشّار }.
الوفاة توفي عثمان بن أبي العاص -رضي الله عنه- سنة (51 هـ).

مجرد إنساان
مجرد إنساان
Admin
Admin

عدد المساهمات : 360
تاريخ التسجيل : 05/02/2011
العمر : 50

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 Empty رد: أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!

مُساهمة من طرف مجرد إنساان الأحد مارس 06, 2011 9:37 am

عتبة بن غزوان رضي الله عنه
[b]عتبة بن غزوان رضي الله عنه " غدا ترون الأمراء من بعدي " عتبة بن غزوان عتبة بن غزوان هو سابع سبعـة أسلموا وبايعوا وتحـدوا قريشا، ولما أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالهجرة الى الحبشة خرج مع إخوانه مهاجرا ولكن عاد مجددا الى مكة، وصمد مع الرسول الكريم والمسلمين الى أن سُمِحَ لهم بالهجـرة الى المدينـة فكان من الرماة الأفـذاذ الذين أبلـوا في سبيـل اللـه بـلاء حسنـا في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وبعد وفاته.
فتـح الأبُـلّـة أرسله أمير المؤمنين الى الأبُلّة ليفتحها ويطهرها من الفرس، وقال له عمر وهو يودّعه وجيشه: { انطلق أنت ومن معك حتى تأتوا أقصى بلاد العرب وأدنى بلاد العجـم، وسر على بركة الله ويُمنـه، ادْعُ إلى الله من أجابـك، ومن أبى فالجزيـة، وإلا فالسيف في غير هوادة، كابِـد العدو، واتق الله ربـك }.
ومضى عُتبة على رأس جيشهم الذي لم يكن كبيرا حتى قدِمَ الأبُلّة، وكان الفرس يحشدون جيشا من أقوى جيوشهم، فنظم عتبة جيشه ووقف في المقدمة حاملا رُمْحَه بيده، وصاح بالجيش: { الله أكبر، صدق وعده }.
فما هي إلا جولات ميمونة حتى استسلمت الأبُلّة وتحرر أهلها من جنود الفرس.
البصرة والإمارة اختطّ عتبة -رضي الله عنه- مكان الأبُلّة مدينة البصرة، وعمّرها وبنى مسجدها العظيم، وأراد العودة الى المدينة هروبا من الإمارة، لكن أمره أمير المؤمنين عمر بالبقاء، فبقي عُتبة يصلي بالناس ويفقههم في دينهم، ويحكم بينهم بالعدل زاهدا ورِعا بسيطا.
ووقف يحارب الترف والسِّرف فقد كان يخاف الدنيا على نفسه وعلى المسلمين، وقف خاطبا يوما: { والله لقد رأيتني مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سابع سبعة وما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى قرحت أشداقُـنا، ولقد رزقت يوما بُرْدَة فشققتها نصفين، أعطيت نصفها سعد بن مالك ولبست نصفها الآخر }.
وحاول المترفون ممن تعودوا على المظاهر المتعالية تغير عتبة وزهده فكان يجيبهم: { إني أعوذ بالله أن أكون في دنياكم عظيما، وعند الله صغيرا }.
ولما شعر بضيق من حوله قال: { غدا ترون الأمراء من بعدي }.
موسم الحج وجاء موسم الحج، فاستخلف عتبة على البصرة أحد إخوانه وخرج حاجّاً، ولمّا قضى حجّه توجه الى المدينة، وحاول أن يعتذر عن الإمارة، ولكن لم يرضى عمر أن يعفيه عن الإمارة وبالذات أن عتبة مـن الزاهدين الورعيـن، وكان يقـول عمر لولاتـه: { تضعون أماناتكم فوق عنقي، ثم تتركوني وحدي ؟ ا والله لا أعفيكم أبداً }.
وفاته أطاع عتبة أمير المؤمنين واستقبل راحلته ليركبها راجعا الى البصرة، ولكن قبل ركوبها دعا ربه ضارعا ألا يرُدَّه الى البصرة ولا إلى الإمارة، واستجيب دعاؤه فبينما هو في طريق عودته أدركه الموت، وفاضت روحه الى بارئها.

[/b]
مجرد إنساان
مجرد إنساان
Admin
Admin

عدد المساهمات : 360
تاريخ التسجيل : 05/02/2011
العمر : 50

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 Empty رد: أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!

مُساهمة من طرف مجرد إنساان الأحد مارس 06, 2011 9:38 am


عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
عبد الله بن مسعود صاحب السَّواد ما أعرف أحدا أقرب سمتا ولا هديا ودلا بالنبي -صلى الله عليه "وسلم- من ابن أم عبد حذيفة بن اليمان هو عبدالله بن مسعود بن غافل الهذلي، وكناه النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا عبدالرحمـن مات أبوه في الجاهلية، وأسلمت أمه وصحبت النبي -صلى الله عليه وسلم- لذلك كان ينسب الى أمه أحيانا فيقال: (ابن أم عبد).
وأم عبد كنية أمه -رضي الله عنهما-.
أول لقاء مع الرسول يقول -رضي الله عنه- عن أول لقاء له مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { كنت غلاما يافعا أرعى غنما لعقبة بن أبي مُعَيْط، فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكـر فقالا: { يا غلام، هل عندك من لبن تسقينـا ؟}.
فقلت: { إني مؤتمـن ولست ساقيكما }.
فقال النبـي -صلى الله عليه وسلم-: { هل عندك من شاة حائل، لم يَنْزُ عليها الفحل ؟}.
قلت: { نعم }.
فأتيتهما بها، فاعتقلها النبي ومسح الضرع ودعا ربه فحفل الضرع، ثم أتاه أبو بكر بصخرة متقعّرة، فاحتلب فيها فشرب أبوبكر، ثم شربت ثم قال للضرع: { اقْلِص }.
فقلص، فأتيت النبي بعد ذلك فقلت: { علمني من هذا القول }.
فقال: { إنك غلام مُعَلّم }.
إسلامه لقد كان عبدالله بن مسعود من السابقين في الاسلام، فهو سادس ستة دخلوا في الاسلام، وقد هاجر هجرة الحبشة وهجرة المدينة، وشهد بدرا والمشاهد مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهو الذي أجهز على أبي جهل، ونَفَلَه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سيفَ أبي جهل حين أتاه برأسه.
وكان نحيل الجسم دقيق الساق ولكنه الايمان القوي بالله الذي يدفع صاحبه الى مكارم الأخلاق، وقد شهد له النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- بأن ساقه الدقيقة أثقل في ميزان الله من جبل أحد، وقد بشره الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- بالجنة.
فقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- ابن مسعود فصعد شجرةً وأمَرَه أن يأتيه منها بشيء، فنظر أصحابُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى ساقه حين صعد فضحكوا من حُموشَةِ ساقه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: { مَمّ تضحكون ؟ لَرِجْلُ عبد الله أثقلُ في الميزان يوم القيامة من أحُدٍ }.
جهره بالقرآن وعبد الله بن مسعود -رضي اللـه عنه- أول من جهر بالقرآن الكريم عند الكعبة بعد رسول اللـه -صلى الله عليه وسلم-، اجتمع يوماً أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: { والله ما سمعت قريشُ هذا القرآن يُجهرُ لها به قط، فمَنْ رجلٌ يُسمعهم ؟}.
فقال عبد الله بن مسعود: { أنا }.
فقالوا: { إنّا نخشاهم عليك، إنّما نريدُ رجلاً له عشيرة تمنعه من القوم إن أرادوه }.
فقال: { دعوني فإنّ الله سيمنعني }.
فغدا عبد الله حتى أتى المقام في الضحى وقريش في أنديتها، حتى قام عبد الله عند المقام فقال رافعاً صوته: {
بسم الله الرحمن الرحيم: (( الرَّحْمَنُ )) * (( عَلَّمَ الْقُرْآنَ )) * (( خَلَقَ الإِنسَانَ )) * (( عَلَّمَهُ الْبَيَانَ )) [الرحمن:1-4]^ }.
فاستقبلها فقرأ بها، فتأمّلوا فجعلوا يقولون ما يقول ابن أم عبد، ثم قالوا: { إنّه ليتلوا بعض ما جاء به محمد }.
فقاموا فجعلوا يضربونه في وجهه، وجعل يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ، ثم انصرف إلى أصحابه وقد أثروا بوجهه، فقالوا: { هذا الذي خشينا عليك }.
فقال: { ما كان أعداء الله قط أهون عليّ منهم الآن، ولئن شئتم غاديتهم بمثلها غداً ؟!}.
قالوا: { حسبُكَ قد أسمعتهم ما يكرهون }.
حفظ القرآن أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- عبد الله بن مسعود أن يقرأ عليه فقال: {اقرأ علي}.
قال: {يا رسول الله أقرأعليك وعليك أنزل ؟}.
فقال -صلى اللـه عليه وسلم-: {إني أحب أن أسمعه من غيري}.
قال ابن مسعود: { فقرأت عليه من سورة النسـاء حتى وصلت إلى قوله تعالى: (( فكَيْفَ إذَا جِئْنَـا مِنْ كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيـد وجِئْنَـا بِكَ عَلى هَـؤلاءِ شَهِيـداً ))[النساء:41].
فقال له النبي –صلى الله عليه وسلـم-: حسبـك.
قال ابن مسعود: فالتفت اليه فاذا عيناه تذرفان }.
كان ابن مسعود من علماء الصحابة -رضي الله عنهم- وحفظة القرآن الكريم البارعين، فيه انتشر علمه وفضله في الآفاق بكثرة أصحابه والآخذين عنه الذين تتلمذوا على يديه وتربوا، وقد كان يقول: { أخذت من فم رسـول اللـه -صلى اللـه عليه- سبعين سورة لا ينازعني فيها أحد }.
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- {استقرئـوا القرآن من أربعة من عبـدالله بن مسعود وسـالم مولى أبى حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل }.
كمـا كان يقول: { من أحب أن يسمع القرآن غضاً كما أُنزل فليسمعه من ابن أم عبد }.
قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: { استخلفتَ }.
فقال: { إنّي إنْ استخْلِفُ عليكم فعصيتم خليفتي عُذّبتُم، ولكم ما حدّثكم به حُذيفة فصدِّقوه، وما أقرأكم عبد الله بن مسعود فاقْرَؤُوه }.
وحين أخذ عثمان بن عفان من عبد الله مصحفه، وحمله على الأخذ بالمصحف الإمام الذي أمر بكتابته، فزع المسلمون لعبد الله وقالوا: { إنّا لم نأتِكَ زائرين، ولكن جئنا حين راعنا هذا الخبر }.
فقال: { إنّ القرآن أُنزِلَ على نبيّكم -صلى الله عليه وسلم- من سبعة أبواب على سبعة أحرف، وإنّ الكتاب قبلكم كان ينزل -أو نزل- من باب واحد على حرف واحد، معناهما واحد }.
قربه من الرسول وابن مسعود صاحب نعلى النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدخلهما في يديه عندما يخلعهما النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو كذلك صاحب وسادة النبي -صلى الله عليه وسلم- ومطهرته.
أجاره الله من الشيطان فليس له سبيل عليه.
وابن مسعود صاحب سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي لا يعلمه غيره، لذا كان اسمه { صاحب السَّواد }.
حتى قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { لو كنت مؤمرا أحدا دون شورى المسلمين لأمَّرت ابن أُم عبد }.
كما أعطي مالم يعط لغيره حين قال له الرسول: { إذْنُكَ علي أن ترفع الحجاب }.
فكان له الحق بأن يطرق باب الرسول الكريم في أي وقت من الليل أو النهار.
يقول أبو موسى الأشعري: { لقد رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وما أرى إلا ابن مسعود من أهله }.
مكانته عند الصحابة قال عنه أمير المؤمنين عمر: { لقد مُليء فِقْهاً }.
وقال أبو موسى الأشعري: { لا تسألونا عن شيء ما دام هذا الحَبْرُ فيكم }.
ويقول عنه حذيفة: { ما أعرف أحدا أقرب سمتا ولا هديا ودلا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- من ابن أم عبد }.
واجتمع نفر من الصحابة عند علي بن أبي طالب فقالوا له: { يا أمير المؤمنين، ما رأينا رجلا كان أحسن خُلُقا ولا أرفق تعليما، ولا أحسن مُجالسة ولا أشد وَرَعا من عبد الله بن مسعود }.
قال علي: { نشدتكم الله، أهو صدق من قلوبكم ؟}.
قالوا: { نعم }.
قال: { اللهم إني أُشهدك، اللهم إني أقول فيه مثل ما قالوا، أو أفضل، لقد قرأ القرآن فأحل حلاله، وحرم حرامه، فقيه في الدين عالم بالسنة }.
وعن تميم بن حرام قال: { جالستُ أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما رأيتُ أحداً أزهدَ في الدنيا ولا أرغبَ في الآخرة، ولا أحبّ إليّ أن أكون في صلاحه، من ابن مسعود }.
ورعه كان أشد ما يخشاه ابن مسعود -رضي الله عنه- هو أن يحدث بشيء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيغير شيئا أو حرفا.
يقول عمرو بن ميمون: { اختلفت الى عبد الله بن مسعود سنة، ما سمعته يحدث فيها عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إلا أنه حدّث ذات يوم بحديث فجرى على لسانه: قال رسول الله، فعلاه الكـرب حتى رأيت العـرق يتحدر عن جبهتـه، ثم قال مستدركا: قريبا من هذا قال الرسـول }.
ويقول علقمـة بن قيـس: { كان عبد الله بن مسعود يقوم عشية كل خميس متحدثا، فما سمعته في عشية منها يقول: قال رسول الله غير مرة واحدة، فنظرت إليه وهو معتمد على عصا، فإذا عصاه ترتجف وتتزعزع }.
حكمته كان يملك عبدالله بن مسعود قدرة كبيرة على التعبير والنظر بعمق للأمور فهو يقول عما نسميه نِسبية الزمان: { إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار، نور السموات والأرض من نور وجهه }.
كما يقول عن العمل: { إني لأمقت الرجل إذ أراه فارغا، ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة }.
ومن كلماته الجامعة: { خير الغنى غنى النفس، وخير الزاد التقوى، وشر العمى عمى القلب، وأعظم الخطايا الكذب، وشر المكاسب الربا، وشر المأكل مال اليتيم، ومن يعف يعف الله عنه، ومن يغفر يغفر الله له }.
وقال عبدالله بن مسعود: { لو أنّ أهل العلم صانوا العلم ووضعوه عند أهله لسَادوا أهل زمانهم، ولكنّهم وضعوه عند أهل الدنيا لينالوا من دنياهم، فهانوا عليهم، سمعتُ نبيّكم -صلى الله عليه وسلم- يقول: { مَنْ جعلَ الهمومَ همّاً واحداً، همّه المعاد، كفاه الله سائرَ همومه، ومَنْ شعّبَتْهُ الهموم أحوال الدنيا لم يُبالِ الله في أي أوديتها هلك }.
أمنيته يقول ابن مسعود: { قمت من جوف الليل وأنا مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك، فرأيت شعلة من نار في ناحية العسكر فاتبعتها أنظر إليها، فإذا رسول الله وأبو بكر وعمر، وإذا عبد الله ذو البجادين المزني قد مات، وإذا هم قد حفروا له، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حفرته وأبو بكر وعمر يدلِّيَانه إليه، والرسول يقول: أدنيا إلي أخاكما.
فدلياه إليه، فلما هيأه للحده قال: اللهم إني أمسيت عنه راضيا فارض عنه.
فيا ليتني كنت صاحب هذه الحفرة.
أهل الكوفة ولاه أمير المؤمنين عمر بيت مال المسلمين بالكوفة، وقال لأهلها حين أرسله إليهم: { إني والله الذي لا إله إلا هو قد آثرتكم به على نفسي، فخذوا منه وتعلموا }.
ولقد أحبه أهل الكوفة حبا لم يظفر بمثله أحد قبله.
حتى قالوا له حين أراد الخليفة عثمان بن عفان عزله عن الكوفة: { أقم معنا ولا تخرج ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه منه }.
ولكنه أجاب: { إن له علي الطاعة، وإنها ستكون أمور وفتن، ولا أحب أن أكون أول من يفتح أبوابها }.
المرض قال أنس بن مالك: دخلنا على عبد اللـه بن مسعود نعوده في مرضه، فقلنا: { كيف أصبَحتَ أبا عبد الرحمن ؟}.
قال: { أصبحنا بنعمة اللـه إخوانا }.
قلنا: { كيف تجدُكَ يا أبا عبد الرحمن ؟}.
قال: { إجدُ قلبي مطمئناً بالإيمان }.
قلنا له: { ما تشتكي أبا عبد الرحمن ؟}.
قال: { أشتكي ذنوبي و خطايايَ }.
قلنا: { ما تشتهي شيئاً ؟}.
قال: { أشتهي مغفرة اللـه ورضوانه }.
قلنا: { ألا ندعو لك طبيباً ؟}.
قال: { الطبيب أمرضني -وفي رواية أخرى الطبيب أنزل بي ما ترون }.
ثم بكى عبد الله، ثم قال: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: { إنّ العبد إذا مرض يقول الرّب تبارك وتعالى: { عبدي في وثاقي }.
فإن كان نزل به المرض في فترةٍ منه قال: { اكتبوا له من الأمر ما كان في فترته }}.
فأنا أبكي أنّه نزل بي المرض في فترةٍ، ولوددتُ أنّه كان في اجتهادٍ منّي }.
الوصية لمّا حضر عبد الله بن مسعود الموتُ دَعَا ابْنَه فقال: { يا عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، إنّي موصيك بخمس خصال، فاحفظهنّ عنّي: أظهر اليأسَ للناس، فإنّ ذلك غنىً فاضل، ودعْ مطلبَ الحاجات إلى الناس، فإنّ ذلك فقرٌ حاضر، ودعْ ما يعتذر منه من الأمور، ولا تعملْ به، وإنِ استطعتَ ألا يأتي عليك يوم إلا وأنتَ خير منك بالإمس فافعل، وإذا صليتَ صلاةً فصلِّ صلاةَ مودِّع كأنّك لا تصلي صلاة بعدها }.
الحلم لقي رجل ابن مسعود فقال: لا تعدم حالِماً مذكّراً: { رأيتُكَ البارحة، ورأيتُ النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- على منبر مرتفع، وأنتَ دونه وهو يقول: { يابن مسعود هلُمّ إليّ، فلقد جُفيتَ بعدي }.
فقال عبد الله: { آللّهِ أنتَ رأيتَهُ ؟}.
قال: { نعم }.
قال: { فعزمتُ أن تخرج من المدينة حتى تصلي عليّ }.
فما لبث إلا أياماً حتى مات -رضي الله عنه- فشهد الرجل الصلاة عليه.
وفاته وفي أواخر عمره -رضي الله عنه- قدم الى المدينة على ساكنها أفضل الصلاة و أتم التسليم.
توفي سنة اثنتين و ثلاثين للهجرة في أواخر خلافة عثمان.
رضي الله عن ابن أم عبد و أمه صاحبي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجعلهما رفيقيه في الجنة مع الخالدين.
مجرد إنساان
مجرد إنساان
Admin
Admin

عدد المساهمات : 360
تاريخ التسجيل : 05/02/2011
العمر : 50

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 Empty رد: أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!

مُساهمة من طرف مجرد إنساان الأحد مارس 06, 2011 9:42 am

عبد الله بن عمر رضي الله عنه
[b]عبد الله بن عمر رضي الله عنه (نِعـْمَ الرجل عبـد اللـه لو كان يصلـي من الليل فيكثـر) حديـث شريـف.
عبد الله بن عمر بن الخطاب بدأت علاقته مع الإسلام منذ أن هاجر مع والده الى المدينة وهو غلام صغير، ثم وهو في الثالثة عشر من عمره حين صحبه والده لغزوة بدر لولا أن رده الرسـول -صلى الله عليه وسلم- لصغر سنه، تعلم من والده عمر بن الخطاب خيرا كثيرا، وتعلم مع أبيه من الرسول العظيم الخير كله، فأحسنا الإيمان.
محاكاة الرسول كان عبد الله بن عمر (أبو عبد الرحمن) حريصا كل الحرص على أن يفعل ما كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يفعله، فيصلي في ذات المكان، ويدعو قائما كالرسول الكريم، بل يذكر أدق التفاصيل ففي مكة دارت ناقة الرسول -صلى الله عليه وسلم- دورتين قبل أن ينزل الرسول من على ظهرها ويصلي ركعتين، وقد تكون الناقة فعلت ذلك بدون سبب لكن عبد الله لا يكاد يبلغ نفس المكان في مكة حتى يدور بناقته ثم ينيخها ثم يصلي لله ركعتين تماما كما رأى الرسول -صلى الله عليه وسلم- يفعل، وتقول في ذلك أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها -: { ما كان أحد يتبع آثار النبي -صلى الله عليه وسلم- في منازله كما كان يتبعه ابن عمر }.
حتى أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- نزل تحت شجرة، فكان ابن عمر يتعاهد تلك الشجرة فيصبُّ في أصلها الماء لكيلا تيبس، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { لو تركنا هذا الباب للنّساء }.
فلم يدخل فيه ابن عمر حتى مات.
الجهاد أول غزوات عبد الله بن عمر كانت غزوة الخندق، فقد اسْتُصْغِرَ يوم أحد، ثم شهد ما بعدها من المشاهد، وخرج إلى العراق وشهد القادسية ووقائع الفرس، وورَدَ المدائن، وشهد اليرموك، وغزا إفريقية مرتين.
يقول عبد الله: { عُرضتُ على النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم بدر وأنا ابن ثلاث عشرة فردّني، ثم عرضتُ عليه يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة فردّني ثم عرضت عليه يوم الخندق وأنا ابن خمسَ عشرة فأجازني }.
وكان ابن عمر رجلاً آدم جسيماً ضخماَ، يقول ابن عمر: { إنّما جاءتنا الأدْمة من قبل أخوالي، والخال أنزعُ شيء، وجاءني البُضع من أخوالي، فهاتان الخصلتان لم تكونا في أبي رحمه الله، كان أبي أبيض، لا يتزوّج النساء شهوةً إلا لطلب الولد }.
قيام الليل يحدثنا ابن عمر -رضي الله عنهما-: { رأيت على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كأن بيدي قطعة إستبرق، وكأنني لا أريد مكانا من الجنة إلا طارت بي إليه، ورأيت كأن اثنين أتياني وأرادا أن يذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، فإذا لها قرنان كقرني البئر، فرأيت فيها ناساً قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار أعوذ بالله من النار }.
فلقينا ملك فقال: { لا تُرَع }.
فخليا عني، فقصت حفصة أختي على النبي -صلى الله عليه سلم- رؤياي فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: { نِعْمَ الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل فيكثر }.
ومنذ ذلك اليوم الى أن لقي ربه لم يدع قيام الليل في حلِّه أو ترحاله.
القرآن كان عبد الله مثل أبيه -رضي الله عنهما- تهطل دموعه حين يسمع آيات النذير في القرآن، فقد جلس يوما بين إخوانه فقرأ: (( وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ )) * (( الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ )) * (( وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ )) * (( أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ )) * (( لِيَوْمٍ عَظِيمٍ )) * (( يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ )) [المطففين:1-6].
ثم مضى يردد: { يوم يقوم الناس لرب العالمين }.
ودموعه تسيل كالمطر، حتى وقع من كثرة وجده وبكائه.
قال ابن عمر: { مكثتُ على سورة البقرة ثماني سنين أتعلّمها }.
وقال: { لقد عشنا بُرهةً من دهرنا وأحدنا يرى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على محمد -صلى الله عليه وسلم- فتعلّم حلالها وحرامها، وأمرها وزاجرها، وما ينبغي أن نقف عنده منها كما تعلّمون أنتم القرآن، ثم رأيتُ اليوم رجالاً لا يرى أحدُهم القرآن قبل الإيمان، فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته، وما يدري ما أمره ولا زاجره، ولا ما ينبغي أن يقف عنده منه، فينثرُ نثرَ الدَّقَل }.
العلم كتب رجل إلى ابن عمر فقال: { اكتبْ إليّ بالعلم كلّه }.
فكتب إليه ابن عمر: { إنّ العلم كثيرٌ، ولكن إن استطعتَ أن تلقى الله خفيفَ الظهر من دماء الناس، خميص البطن من أموالهم، كافاً لسانك عن أعراضهم، لازماً لأمر الجماعة فافعل، والسلام }.
القضاء دعاه يوما الخليفـة عثمـان -رضي اللـه عنهما- وطلب منه أن يشغل منصـب القضـاء، فاعتذر وألح عليه عثمـان فثابر على اعتذاره، وسأله عثمان: { أتعصيني ؟}.
فأجاب ابن عمر: { كلا ولكن بلغني أن القضاة ثلاثة، قاض يقضي بجهل فهو في النار، وقاض يقضي بهوى فهو في النار، وقاض يجتهد ويصيب فهو كفاف لا وزر ولا أجر، وإني لسائلك بالله أن تعفيني }.
وأعفاه عثمان بعد أن أخذ عليه عهدا ألا يخبر أحدا، لأنه خشي إذا عرف الأتقياء الصالحون أن يتبعوه وينهجوا نهجه.
حذره كان -رضي الله عنه- شديد الحذر في روايته عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فقد قال معاصروه: { لم يكن من أصحاب رسول الله أحد أشد حذرا من ألا يزيد في حديث رسول الله أو ينقص منه من عبد الله بن عمر }.
كما كان شديد الحذر والحرص في الفُتيا، فقد جاءه يوما سائل يستفتيه في سؤال فأجابه قائلا: { لا علم لي بما تسأل }.
وذهب الرجل الى سبيله، ولا يكاد يبتعد بضع خطوات عن ابن عمر حتى يفرك ابن عمر كفيه فرحا ويقول لنفسه: { سئل ابن عمر عما لا يعلم، فقال لا يعلم }.
وسأل رجلٌ ابن عمر عن مسألة فطأطأ ابن عمر رأسه، ولم يُجبه حتى ظنّ الناس أنّه لم يسمع مسألته، فقال له: { يرحمك الله ما سمعت مسألتي ؟}.
قال: { بلى، ولكنكم كأنّكم ترون أنّ الله ليس بسائلنا عما تسألونا عنه، اتركنا يرحمك الله حتى نتفهّم في مسألتك، فإن كان لها جوابٌ عندنا، وإلا أعلمناك أنه لا علم لنا به }.
جوده كان ابن عمر -رضي الله عنه- من ذوي الدخول الرغيدة الحسنة، إذ كان تاجراً أميناً ناجحاً، وكان راتبه من بيت مال المسلمين وفيرا، ولكنه لم يدخر هذا العطاء لنفسه قط، إنما كان يرسله على الفقراء والمساكين والسائلين، فقد رآه { أيوب بن وائل الراسبي } وقد جاءه أربعة آلاف درهم وقطيفة، وفي اليوم التالي رآه في السوق يشتري لراحلته علفاً ديناً، فذهب أيوب بن وائل الى أهل بيت عبد الله وسألهم، فأخبروه: { إنه لم يبت بالأمس حتى فرقها جميعا، ثم أخذ القطيفة وألقاها على ظهره و خرج، ثم عاد وليست معه، فسألناه عنها فقال إنه وهبها لفقير }.
فخرج ابن وائل يضرب كفا بكف، حتى أتـى السوق وصاح بالناس: { يا معشر التجار، ما تصنعون بالدنيا، وهذا ابن عمر تأتيه آلاف الدراهم فيوزعها، ثم يصبح فيستـدين علفاً لراحلته !!}.
كما كان عبد الله بن عمر يلوم أبناءه حين يولمون للأغنياء ولا يأتون معهم بالفقراء ويقول لهم: { تَدْعون الشِّباع وتَدَعون الجياع }.
زهده أهداه أحد إخوانه القادمين من خُراسان حُلة ناعمة أنيقة وقال له: { لقد جئتك بهذا الثوب من خراسان، وإنه لتقر عيناي إذ أراك تنزع عنك ثيابك الخشنة هذه، وترتدي هذا الثوب الجميل }.
قال له ابن عمر: { أرِنيه إذن }.
ثم لمسه وقال: { أحرير هذا ؟}.
قال صاحبه: { لا، إنه قطن }.
وتملاه عبد الله قليلا، ثم دفعه بيمينه وهو يقول: { لا إني أخاف على نفسي، أخاف أن يجعلني مختالا فخورا، والله لا يحب كل مختال فخور }.
وأهداه يوما صديق وعا مملوءاً، وسأله ابن عمر: { ما هذا ؟}.
قال: { هذا دواء عظيم جئتك به من العراق }.
قال ابن عمر: { وماذا يُطَبِّب هذا الدواء ؟}.
قال: { يهضم الطعام }.
فابتسم ابن عمر وقال لصاحبه: { يهضم الطعام ؟.
إني لم أشبع من طعام قط منذ أربعين عاما }.
لقد كان عبد الله -رضي الله عنه- خائفا من أن يقال له يوم القيامة: { أَذْهَبتم طيّباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها }.
كما كان يقول عن نفسه: { ما وضعت لَبِنَة على لَبِنَة ولا غرست نخلة منذ توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-}.
ويقول ميمون بن مهران: { دخلت على ابن عمر، فقوّمت كل شيء في بيته من فراش ولحاف وبساط، ومن كل شيء فيه، فما وجدته يساوي مائة درهم }.
خوفه كان إذا ذُكِّر عبد الله بن عمر بالدنيا ومتاعها التي يهرب منها يقول: { لقد اجتمعت وأصحابي على أمر، وإني لأخاف إن خالفتهم ألا ألحق بهم }.
ثم يخبر الآخرين أنه لم يترك الدنيا عجزا، فيرفع يديه الى السماء ويقول: { اللهم إنك تعلم أنه لولا مخافتك لزاحمنا قومنا قريشاً في هذه الدنيا }.
قال ابن عمر: { لقد بايعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما نكثتُ ولا بدّلتُ إلى يومي هذا، ولا بايعتُ صاحب فتنة، ولا أيقظت مؤمناً من مرقده }.
الخلافة عرضت الخلافة على ابن عمر -رضي الله عنه- عدة مرات فلم يقبلها، فهاهو الحسن -رضي الله عنه- يقول: { لما قُتِل عثمان بن عفان، قالوا لعبد الله بن عمر: { إنك سيد الناس وابن سيد الناس، فاخرج نبايع لك الناس }.
قال: { إني والله لئن استطعت، لا يُهـْرَاق بسببي مِحْجَمَـة من دم }.
قالوا: { لَتَخْرُجَنّ أو لنقتُلك على فراشك }.
فأعاد عليهم قوله الأول.
فأطمعوه وخوفوه فما استقبلوا منه شيئاً }.
فقد كان ابن عمر يأبى أن يسعى الى الخلافة إلا إذا بايعه المسلمون جميعا طائعين وليس بالسيف، فقد لقيه رجلا فقال له: { ما أحد شر لأمة محمـد منك }.
قال ابن عمر: { ولم ؟.
فوالله ما سفكت دماءهـم ولا فرقـت جماعتهم ولا شققت عصاهـم }.
قال الرجل: { إنك لو شئت ما اختلف فيك اثنـان }.
قال ابن عمر: { ما أحب أنها أتتني، ورجل يقول: لا، وآخر يقول: نعم }.
واستقر الأمر لمعاوية ومن بعده لابنه يزيد ثم ترك معاوية الثاني ابن يزيد الخلافة زاهدا فيها بعد أيام من توليها، وكان عبد الله بن عمر شيخا مسناً كبيراً فذهب إليه مروان وقال له: { هَلُمّ يدك نبايع لك، فإنك سيد العرب وابن سيدها }.
قال له ابن عمر: { كيف نصنع بأهل المشرق ؟}.
قال مروان: { نضربهم حتى يبايـعوا }.
قال ابن عمـر: { والله ما أحـب أنها تكون لي سبعيـن عاما، ويقتـل بسببـي رجل واحد }.
فانصـرف عنه مـروان.
موقفه من الفتنة رفض -رضي الله عنه- استعمال القوة والسيف في الفتنة المسلحة بين علي ومعاوية، وكان الحياد شعاره ونهجه: { من قال حيّ على الصلاة أجبته، ومن قال حيّ على الفلاح أجبته، ومن قال حيّ على قَتْل أخيك المسلم وأخذ ماله قلت: لا }.
يقول أبو العالية البراء: { كنت أمشي يوما خلف ابن عمر وهو لا يشعر بي فسمعته يقول: { واضعين سيوفهم على عَوَاتِقِهم يقتل بعضهم بعضا يقولون: ياعبد الله بن عمر أَعْطِ يدك }}.
وقد سأله نافع: { يا أبا عبد الرحمن، أنت ابن عمر، وأنت صاحب الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأنت وأنت فما يمنعك من هذا الأمر -يعني نصرة علي- ؟}.
فأجابه قائلا: { يمنعني أن الله تعالى حرّم عليّ دم المسلم، لقد قال عزّ وجل: { قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله }.
ولقد فعلنا وقاتلنا المشركين حتى كان الدين لله، أما اليوم ففيم نُقاتل ؟.
لقد قاتلت والأوثان تملأ الحرم من الركن الى الباب، حتى نضاها الله من أرض العرب، أفأُقاتل اليوم من يقول: لا إله إلا الله ؟!}.
الوصية ذُكرت الوصية لابن عمر في مرضه فقال ابن عمر -رضي الله عنه-: { أمّا مالي فالله أعلم ما كنت أفعل فيه، وأمّا رباعي وأرضي فإنّي لا أحب أن يُشارك ولدي فيها أحد }.
ولمّا حضر ابن عمر الموت قال: { ما آسى على شيءٍ من الدنيا إلا على ثلاث: ظمأ الهواجر، ومكابدة الليل، وأني لم أقاتل هذه الفئة التي نزلت بنا }.
يعني الحجاج.
وفاته وقد كف بصر عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- آخر عمره، وفي العام الثالث والسبعين للهجرة توفي -رضي الله عنه- بمكة وهو في الخامسة والثمانين من عمره.

[/b]
مجرد إنساان
مجرد إنساان
Admin
Admin

عدد المساهمات : 360
تاريخ التسجيل : 05/02/2011
العمر : 50

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 Empty رد: أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!

مُساهمة من طرف مجرد إنساان الأحد مارس 06, 2011 9:44 am

عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه
[b]عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه فهل لك إذن في خير الصيام، صيام داود " " كان يصوم يوماً ويفطر يوماً حديث شريف عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل القرشـي، يُقال كان اسمه العاص فسمّاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- عبدالله، وقد سبق أباه عمرو بن العاص للإسلام ومنذ أن أسلم لم يعد الليل والنهار يتّسعان لتعبّـده ونسكـه، فعكـف على القرآن يحفظه ويفهمه، وجلس في المسجد متعبدا، وفي داره صائما و قائما، لا ينقطع عن الذكر أبدا، وإذا خرج المسلمون لقتال المشركين خرج معهم طالبا للشهادة.
تَعَبُّدِه كان عبد الله -رضي الله عنه- إذا لم يكن هناك خروج لغزو يقضي أيامه من الفجر الى الفجر في عبادة موصولة، صيام وصلاة وتلاوة القرآن، ولسانه لا يعرف إلا ذكر الله وتسبيحه واستغفاره، فعلم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بإيغال عبد الله بالعبادة، فاستدعاه وراح يدعوه الى القصد في العبادة فقال الرسول الكريم: { ألَم أخْبَر أنك تصوم النهار لا تفطر، وتصلي الليل لا تنام ؟ فحَسْبُك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام }.
فقال عبد الله: { إني أطيق أكثر من ذلك }.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: { فحسبك أن تصوم من كل جمعة يومين }.
قال عبد الله: { فإني أطيق أكثر من ذلك }.
قال رسول الله: { فهل لك إذن في خير الصيام، صيام داود، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً }.
وعاد الرسول -صلى الله عليه وسلم- يسأله قائلا: { وعلمت أنك تجمع القرآن في ليلة، وإني أخشى أن يطول بك العمر وأن تملَّ قراءته.
اقرأه في كل شهر مرة.
اقرأه في كل عشرة أيام مرة.
اقرأه في كل ثلاثٍ مرة }.
ثم قال له: { إني أصوم وأفطر، وأصلي وأنام، وأتزوج النساء، فمن رغِبَ عن سُنَّتي فليس مني }.
ولقد عَمَّـرَ عبد الله بن عمـرو طويلا، ولمّا تقدمـت به السـن ووَهَـن منه العظـم، كان يتذكر دائما نُصْـحَ الرسول فيقول: { يا ليتني قبلـت رُخصـة رسـول اللـه }.
الكتابـة قال عبدالله بن عمرو: { كنتُ أكتب كلَّ شيءٍ أسمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أريد حفظه، فنهتني قريش فقالوا: { إنّك تكتب كلَّ شيءٍ تسمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورسول الله بشرٌ يتكلم في الغضب والرضى }.
فأمسكت عن الكتاب، فذكرت ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: { اكتب، فوالذي نفسي بيده ما خرج منّي إلا حق }.
قال أبو هريرة: { ما كان أحدٌ أحفظ لحديث رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- منّي إلا عبدالله بن عمرو، فإنّي كنت أعي بقلبي، ويعي بقلبه ويكتب }.
وعن مجاهد قال: دخلتُ على عبدالله بن عمرو بن العاص، فتناولتُ صحيفةً تحت رأسه، فتمنّع عليّ فقلتُ: { تمنعني شيئاً من كتبك ؟}.
فقال: { إنّ هذه الصحيفة الصادقة التي سمعتُها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليس بيني وبينه أحد، فإذا سَلِمَ لي كتاب الله، وسلمتْ لي هذه الصحيفة، والوَهْط -وهو بستان عظيم كان بالطائف لعبد الله- لم أبالِ ما صنعتِ الدنيا }.
فضله قال عبد الله بن عمرو بن العاص: { ابن عباس أعلمنا بما مضى، وأفقهنا فيما نزل مما لم يأت فيه شيئاً }.
قال عكرمة: فأخبرتُ ابن عباس بقوله فقال: { إنّ عنده لعلماً، ولقد كان يسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الحلال والحرام }.
علمه قال عبد الله بن عمرو: { إنّ هذا الدّينَ متينٌ فأوغلوا فيه برفق، ولا تُبَغِّضوا إلى أنفسكم عبادة الله عزّ وجلّ، فإنّ المنبتَّ لا بلغ بُعْداً، ولا أبقى ظهراً، واعملْ عملَ امرىءٍ يظنّ ألا يموت إلا هَرِماً، واحذرْ حذرَ امرىءٍ يحسب أنّه يموتُ غداً }.
وقال: { لأن أكون عاشرَ عشرةٍ مساكين يوم القيامة أحبُّ إليّ من أكون عاشر عشرة أغنياء، فإنّ الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال: هكذا وهكذا، يقول: يتصدق يميناً وشمالاً }.
وقال عبد الله: { ما أعطي إنسانٌ شيئاً خيراً من صحّةٍ وعِفّةٍ، وأمانةٍ وفقهٍ }.
وقال عمرو بن العاص لإبنه: { يا بُنيّ، ما الشرف ؟ }.
قال: { كفّ الأذى، وبذلُ الندَى }.
قال: { فما المروءة ؟}.
قال: { عرفان الحق، وتعاهد الصنعة }.
قال: { فما المجد ؟}.
قال: { احتمال المغارم وابتناء المكارم }.
وسأله: { ما الغيّ ؟}.
قال: { طاعةُ المُفْسِدِ، وعصيانُ المُرْشِدِ }.
قال: { فما البله ؟}.
قال: { عَمى القلب، وسرعة النسيان }.
خشية الله مرّ العلاء بن طارق بعبد الله بن عمرو بن العاص بينما كان يُصَلّي وراء المقام وهو يبكي، وقد كَسَفَ القمر -أو خَسَفَ القمر- فوقف يسمع فقال: { ما توقفك يابن أخي ؟ تعجب من أنّي أبكي ؟ والله إنّ هذا القمر يبكي من خشية الله، أمَا والله لو تعلمون علم اليقين لبكى أحدكم حتى ينقطع صوته، ولسجد حتى ينقطع صلبه }.
الوصية الغالية رأينا كيف كان عبد الله بن عمرو مقبلا على العبادة إقبالا كبيرا، الأمر الذي كان يشغل بال أبيه عمرو بن العاص دائما، فيشكوه الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- كثيرا، وفي المرة الأخيرة التي أمره الرسول فيها بالقصد في العبادة وحدّد له مواقيتها كان عمرو حاضرا، فأخذ الرسول يد عبد الله ووضعها في يد عمرو بن العاص أبيه وقال الرسول له: { افعل ما أمرتك، وأطِعْ أباك }.
فكان لهذا العبارة تأثيرا خاصا على نفس عبد الله -رضي الله عنه- وعاش عمره الطويل لا ينسى لحظة تلك العبارة الموجزة.
موقعة صِفّين عندما قامت الحرب بين طائفتين من المسلمين، علي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان اختار عمرو بن العاص طريقه الى جوار معاوية، وكان يدرك مدى حب المسلمين وثقتهم بابنه عبد الله، فحين همّ بالخروج الى صِفّين دعاه إليه ليحمله على الخروج الى جانب معاوية فقال له: { يا عبد الله تهيأ للخروج، فإنك ستقاتل معنا }.
وأجاب عبد الله: { كيف ؟.
وقد عهد إليّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألا أضع سيفا على عنق مسلم أبدا }.
وحاول عمرو أن يقنعه بأنهم إنما يريدون الخروج ليصلوا الى قتلة عثمان وأن يثأروا لدمه الطاهر ثم ألقى مفاجأته على ابنه قائلا: { أتذكر يا عبد الله آخر عهد عهده إليك النبي -صلى الله عليه وسلم- حين أخذ بيدك فوضعها في يدي وقال لك: أطِعْ أباك ؟.
فإني أعزم عليك الآن أن تخرج معنا وتقاتل }.
وخرج عبد الله بن عمرو طاعة لأبيه، وفي عزمه ألا يحمل سيفا ولا يقاتل مسلما، ونشب القتال حاميا ويختلف المؤرخون فيما إذا كان عبد الله قد اشترك في بداية القتال أم لا، ونقول ذلك لأنه ما لبث أن حدث شيء عظيم جعل عبد الله يغير موقفه ويصبح ضد معاوية.
مقتل عمّار لقد قاتل عمّار بن ياسر مع علي بن أبي طالب وقُتِلَ على يد جند معاوية، ومن المعلوم لعبد الله بن عمرو بن العاص أن عمّارا ستقتله الفئة الباغية، فقد تنبأ بذلك الرسول الكريم حينما كانوا يبنون مسجد الرسول في المدينة، وكان عمّار يحمل الحجارة فرحا فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعيناه تدمعان: { ويْحُ ابن سُميّة، تقتله الفئة الباغية }.
وسمع ذلك الصحابة وعبد الله معهم، وهاهو عمّار تواصى بقتله جماعة من جيش معاوية فسدّدوا نحوه رمية آثمة، استشهد منها عمّار بن ياسر، وسرى خبر مقتله كالريح، فانتفض عبد الله بن عمرو ثائرا مُهْتاجا: { أوَ قد قُتِلَ عمّار ؟.
وأنتم قاتلوه ؟.
إذن أنتم الفئة الباغية، أنتم المقاتلون على ضلالة !!}.
وانطلق في جيش معاوية كالنذير، يُثيِط عزائمهم، ويهتف بأنهم بغاة لأنهم قتلوا عمّاراً، وتحققت نبوءة الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
عبد الله و معاوية وحُمِلَت مقالة عبد الله الى معاوية، فدعا عمرو وابنه عبد الله وقال لعمرو: { ألا تكُفَّ عنا مجنونك هذا ؟}.
قال عبد الله: { ما أنا بمجنون، ولكني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لعمار تَقْـتُـلُكَ الفئة الباغية }.
قال له معاوية: { فلم خَرَجْت معنا ؟}.
قال عبد الله: { لأن رسول الله أمرني أن أطيع أبي، وقد أطعتُه في الخروج، ولكني لا أقاتل معكم }.
وإذ هُما يتحاوران دخل على معاوية من يستأذن لقاتل عمّار في الدخول، فصاح عبد الله بن عمرو: { ائذن له، وبشّره بالنار }.
وأفلتت مغايظ معاوية على الرغم من طول أناته وسعة حِلُمه وصاح بعمرو: { أوتَسْمَع ما يقول }.
وعاد عبد الله الى هدوء المتقين مؤكدا لمعاوية أنه لم يقل إلا الحق، والتفت صوب أبيه وقال: { لولا أن رسول الله أمرني بطاعتك ما سرت معك هذا المسير }.
وعاد عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- الى مسجده وعبادته، ونجح معاوية وعمرو من السيطرة على الجيش وإفهامه أن من قتل عمّارا هم من خرجوا به الى القتال، واستأنف الفريقان القتال.
الندم وعاش عبد الله -رضي الله عنه- حياته لا يملؤها بغير مناسكه وتعبُّده، غير أن خروجه الى صفّين ظل مبعث قلق له على الدوام، وكلما تذكر يبكي ويقول: { مالي ولِصِفّين ؟.
مالي ولقِتال المسلمين ؟}.
ذات يوم، وهو جالس في مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع بعض أصحابه مر بهم { الحسين بن علي } فتبادلا السلام، ولما مضى عنهم قال عبد الله لمن معه: { أتحبون أن أخبركم بأحب أهل الأرض الى أهل السماء ؟.
إنه هذا الذي مرَّ بنا الآن، وإنه ما كلمني منذ صفّين، ولأن يرضى عني، أحب إلي من حُمر النَّعَم }.
واتفق مع أبي سعيد الخدري على زيارة الحسين، وهناك تم لقاء الأكرمين، وعندما ذُكِرَت صفّين، سأله الحسين معاتبا: { ما الذي حملك على الخروج مع معاوية ؟}.
قال عبد الله: { ذات يوم شكاني عمرو بن العاص الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال له: { إن عبد الله يصوم النهار كله، ويقوم الليل كله، فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: { يا عبد الله صلّ ونم، وصُم وأفطر، وأطِع أباك }، ولما كان يوم صفّين أقسم علي أبي أن أخرج معهم، فخرجت و لكن والله، ما اختَرَطْت سيفا، ولا طعنت برمح، ولا رميت بسهم }.
الكعبة المشرفة دخل عبد الله بن عمرو بن العاص المسجد الحرام، والكعبة مُحَرّقة حين أدبر جيش الحصين بن نمير، والكعبة تتناثر حجارتها، فوقف ومعه ناسٌ غير قليل، فبكى وقال: { والله لو أنّ أبا هريرة أخبركم أنّكم قاتلو ابن نبيّكم، ومحرّقُوا بيتَ ربّكم لقلتم: ما أحد أكذب من أبي هريرة، أنحن نقتل ابنَ نبيّنا، ونحرق بيتَ ربّنا عزّ وجلّ ؟!.
فقد والله فعلتم، فانتظروا نقمة الله عزّ وجلّ، فوالذي نفسي بيده ليَلْبِسَنَّكُمُ الله شِيَعاً، ويُذيقُ بعضَكم بأسَ بعضٍ }.
قالها ثلاثاً ثم نادى بصوتٍ فأسمع: { أين الآمرون بالمعروف ؟ والناهون عن المنكر ؟ والذي نفسُ عبد الله بيده لقد ألبسَكم الله شيعاً، وأذاق بعضكم بأس بعض، لبطنُ الأرض خيرٌ لمن عليها لمن لم يأمر بالمعروف ولم ينهَ عن المنكر }.
وفاته وحين بلوغه الثانية والسبعين من عمره المبارك، وإذ هو في مُصلاّه، يتضرع الى ربه، ويسبح بحمده، دُعيَ الى رحلة الأبد، فذهبت روحه تسعى وتطير الى لقاء الأحبة، توفي عبد الله بن عمرو بن العاص ليالي الحرّة سنة ( 63 هـ) من شهر ذي الحجة.

[/b]
مجرد إنساان
مجرد إنساان
Admin
Admin

عدد المساهمات : 360
تاريخ التسجيل : 05/02/2011
العمر : 50

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 Empty رد: أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!

مُساهمة من طرف مجرد إنساان الأحد مارس 06, 2011 9:45 am

عبد الله بن طارق رضي الله عنه
[b]عبد الله بن طارق رضي الله عنه يوم الرجيع في سنة ثلاث للهجرة، قدم على الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد أحد نفر من عضل والقارة فقالوا: { يا رسول الله، إن فينا إسلاما، فابعث معنا نفراً من أصحابك يفقهوننا في الدين، ويقرئوننا القرآن ويعلموننا شرائع الإسلام }....
فبعث معهم مرثد بن أبي مرثد، وخالد بن البكير، وعاصم بن ثابت، وخبيب بن عدي، وزيد بن الدثنة، وعبدالله بن طارق، وأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- على القوم مرثد بن أبي مرثد، فخرجوا حتى إذا أتوا على الرجيع { وهو ماء لهذيل بناحية الحجاز على صدور الهدأة } غدروا بهم، فاستصرخوا عليهم هذيلا، ووجد المسلمون أنفسهم وقد أحاط بهم المشركين، فأخذوا سيوفهم ليقاتلوهم فقالوا لهم: { إنا والله ما نريد قتلكم، ولكنا نريد أن نصيب بكم شيئا من أهل مكة، ولكم عهد الله وميثاقه ألا نقتلكم } فأما مرثد بن أبي مرثد وخالد بن البكير وعاصم بن ثابت فقالوا: { والله لا نقبل من مشرك عهدا ولا عقدا أبدا }.
ثم قاتلوا القوم وقتلوا.
وأما زيد بن الدثنة وخبيب بن عدي وعبدالله بن طارق فلانوا ورقوا فأسروا وخرجوا بهم الى مكة ليبيعوهم بها، حتى إذا كانوا بالظهران انتزع عبدالله بن طارق يده من القِران وأخذ سيفه واستأخر عنه القوم فرموه بالحجارة حتى قتلوه، فقبره رحمه الله بالظهران.
وفي مكة باعوا خبيب بن عدي لحجير بن أبي إهاب لعقبة بن الحارث ابن عامر ليقتله بأبيه، وأما زيد بن الدثنة فابتاعه صفوان بن أمية ليقتله بأبيه أمية بن خلف..

[/b]
مجرد إنساان
مجرد إنساان
Admin
Admin

عدد المساهمات : 360
تاريخ التسجيل : 05/02/2011
العمر : 50

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 Empty رد: أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!

مُساهمة من طرف مجرد إنساان الأحد مارس 06, 2011 9:46 am

عبد الله بن العباس رضي الله عنه
[b]عبد الله بن العباس حَبْرُ هذه الأمّة (نِعْمَ ترجُمانُ القرآنِ أنتَ) حديث شريف.
يُشبه ابن عباس (عبد الله بن الزبير) في أنه أدرك الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعاصره وهو غلام، ومات الرسول الكريم قبل أن يبلغ ابن عباس سن الرجولة لكنه هو الآخر تلقى في حداثته كلّ خامات رجولته ومباديء حياته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي علّمه الحكمة الخالصة، وبقوة إيمانه و خُلُقه وغزارة عِلمه اقْتعَد ابن عباس مكانا عاليا بين الرجال حول الرسول.
طفولته هو ابن العباس بن عبد المطلب بن هاشم، عم الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وكنّيَ بأبيه العباس، وهو أكبر ولده ولد بمكة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- وأهل بيته بالشعب من مكة، فأتِيَ به النبي فحنّكه بريقه، وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين، وعلى الرغم من أنه لم يجاوز الثالثة عشر من عمره يوم مات الرسول الكريم، فأنه لم يُضيُّـع من طفولته الواعيـة يوما دون أن يشهد مجالس الرسـول ويحفظ عنه ما يقول، فقد أدناه الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- منه وهو طفل ودعا لـه: { اللهم فقّهْه في الدين وعَلّمه التأويل }.
فأدرك ابن عباس أنه خُلِق للعلم والمعرفة.
فضله رأى ابن العباس جبريل -عليه السلام- مرّتين عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، فهو ترجمان القرآن، سمع نجوى جبريل للرسول -صلى الله عليه وسلم- وعايَنَه، ودعا له الرسول الكريم مرّتين، وكان ابن عبّاس يقول: { نحن أهل البيت، شجرة النبوّة، ومختلف الملائكة، وأهل بيت الرسالة، وأهل بيت الرّحمة، ومعدن العلم }.
وقال: { ضمّني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: اللهم علِّمه الحكمة }.
قال ابن عساكر: { كان عبد الله أبيض طويلاً مشرباً صفرة، جسيماً وسيماً، صبيح الوجه، له وفرة يخضب الحناء، وكان يُسمّى: الحَبْرُ والبحر، لكثرة علمه وحِدّة فهمه، حَبْرُ الأمّة وفقيهها، ولسان العشرة ومنطيقها، محنّكٌ بريق النبوة، ومدعُوّ له بلسان الرسالة: اللهم فقّهه في الدين، وعلّمه التأويل }.
وعن عمر قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: { إنّ أرْأفَ أمّتي بها أبو بكر، وإنّ أصلبَها في أمر الله لعمر، وإنّ أشدّها حياءً لعثمان، وإنّ اقرأها لأبيّ، وإنّ أفرضَها لزَيَد، وإنْ أقضاها لعليّ، وإنّ أعلمَها بالحلال والحرام لمعاذ، وإن أصدقها لهجة لأبو ذرّ، وإنّ أميرَ هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح، وإنْ حَبْرَ هذه الأمة لعبد الله بن عبّاس }.
وكان عمـر بن الخطاب -رضي اللـه عنه- يحرص على مشورته، وكان يلقبه { فتى الكهـول }.
وقد سئل يوما: { أنَّى أصَبْت هذا العلم ؟}.
فأجاب: { بلسان سئول، وقلب عقول }.
وكان عمر إذا جاءته الأقضية المعضلة قال لابن عبّاس: { إنّها قد طرأت علينا أقضية وعضل فأنت لها ولأمثالها }.
ثم يأخذ بقوله.
قال ابن عبّاس: { كان عمـر بن الخطاب يأذن لأهل بـدرٍ ويأذن لي معهم }.
فذكـر أنه سألهم وسأله فأجابـه فقال لهم: { كيف تلومونني عليه بعد ما ترون ؟!}.
وكان يُفتي في عهد عمر وعثمان إلى يوم مات.
عِلْمه وبعد ذهاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى الرفيق الأعلى، حرص ابن عباس على أن يتعلم من أصحاب الرسول السابقين ما فاته سماعه وتعلمه من الرسول نفسه، فهو يقول عن نفسه: { أن كُنتُ لأسأل عن الأمر الواحد ثلاثين من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- }.
كما يصور لنا اجتهاده بطلب العلم فيقول: { لما قُبِض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قلت لفتى من الأنصار: { هَلُـمَّ فَلْنَسأل أصحاب رسول الله فإنهم اليوم كثيـر }.
فقال: { يا عَجَبا لك يا ابن عباس !! أترى الناس يفتقرون إليك وفيهم من أصحاب رسول الله ما ترى ؟}.
فترك ذلك وأقبلت أنا أسأل أصحاب رسول الله، فإن كان لَيَبْلُغني الحديث عن الرجل، فآتي إليه وهو قائل في الظهيرة، فأتوسَّد ردائي على بابه، يسْفي الريح عليّ من التراب، حتى ينتهي من مَقيله ويخرج فيراني فيقول: { يا ابن عم رسول الله ما جاء بك ؟ هلا أرسلت إليّ فآتيك ؟}.
فأقول: { لا، أنت أحق بأن أسعى إليك، فأسأله عن الحديث وأتعلم منه }.
وهكذا نمت معرفته وحكمته وأصبح يملك حكمة الشيوخ وأناتهم.
وعن عبد الله بن عباس قال: { كنتُ أكرمُ الأكابرَ من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من المهاجرين والأنصار، وأسألهم عن مغازي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وما نزل من القرآن في ذلك، وكنتُ لا آتي أحداً منهم إلا سُرَّ بإتياني لقُربي من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجعلت أسأل إبيّ بن كعب يوماً عمّا نزل من القرآن بالمدينة، فقال: { نزل سبعٌ وعشرون سورة، وسائرها بمكة }.
وكان ابن عبّاس يأتي أبا رافع، مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيقول: { ما صنع النبي- -صلى الله عليه وسلم- يوم كذا وكذا ؟}.
ومع ابن عبّاس ألواحٌ يكتب ما يقول.
وعن ابن عبّاس قال: { ذللْتُ طالباً لطلب العلم، فعززتُ مطلوباً }.
مما قيل بابن عباس قال علي بن أبي طالب في عبد الله بن عبّاس: { إنّه ينظر إلى الغيب من سترٍ رقيقٍ، لعقله وفطنته بالأمور }.
وصفه سعد بن أبي وقاص فقال: { ما رأيت أحدا أحْضَر فهما، ولا أكبر لُبّا، ولا أكثر علما، ولا أوسع حِلْما من ابن عباس، ولقد رأيت عمر يدعوه للمعضلات، وحوله أهل بدْر من المهاجرين والأنصار فيتحدث ابن عباس ولا يُجاوز عمر قوله }.
وقال عنه عُبيد الله بن عتبة: { ما رأيت أحدا كان أعلم بما سبقه من حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ابن عباس، ولا رأيت أحدا أعلم بقضاء أبي بكر وعمر وعثمان منه، ولا أفْقَه في رأي منه، ولا أعْلم بشعر ولا عَربية، ولا تفسير للقرآن ولا بحساب وفريضة منه، ولقد كان يجلس يوما للفقه، ويوما للتأويل، ويوما للمغازي، ويوما للشعر، ويوما لأيام العرب وأخبارها، وما رأيت عالما جلس إليه إلا خضع له، ولا سائلا سأله إلا وجد عنده عِلما }.
وقال عُبيد الله بن أبي يزيد: { كان ابن عبّاس إذا سُئِلَ عن شيءٍ، فإن كان في كتاب الله عزّ وجلّ قال به، وإنْ لم يَكُن في كتاب الله عزّ وجل وكان عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيه شيء قال به، فإن لم يكن من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيه شيءٌ قال بما قال به أبو بكر وعمر، فإن لم يكن لأبي بكر وعمر فيه شيء قال برأيه }.
ووصفه مسلم من البصرة: { إنه آخذ بثلاث، تارك لثلاث، آخذ بقلوب الرجال إذا حدّث، وبحُسْن الإستماع إذا حُدِّث، وبأيسر الأمرين إذا خُولِف، وتارك المِراء ومُصادقة اللئام وما يُعْتَذر منه }.
قال مجاهد: { كان ابن عبّاس يسمى البحر من كثرة علمه }.
وكان عطاء يقول: { قال البحرُ وفعل البحر }.
وقال شقيق: { خطب ابن عباس وهو على الموسم، فافتتح سورة البقرة، فجعل يقرؤها ويفسّر، فجعلت أقول: ما رأيت ولا سمعت كلامَ رجلٍ مثله، لو سَمِعَتْهُ فارس والروم لأسلمتْ }.
تنوع ثقافته حدَّث أحد أصحابه ومعاصريه فقال: لقد رأيت من ابن عباس مجلسا، لو أن جميع قريش فخُرَت به لكان لها به الفخر، رأيت الناس اجتمعوا على بابه حتى ضاق بهم الطريق، فما كان أحد يقدر أن يجيء ولا أن يذهب، فدخلت عليه فأخبرته بمكانهم على بابه، فقال لي: { ضَعْ لي وضوءاً }.
فتوضأ وجلس، و قال: { اخرج إليهم، فادْعُ من يريد أن يسأل عن القرآن وتأويله }.
فخرجت فآذَنْتُهم، فدخلوا حتى ملئُوا البيت، فما سألوا عن شيء إلا أخبرهم وزادهم، ثم قال لهم: { إخوانكم }.
فخرجوا ليُفسِحوا لغيرهم، ثم قال لي: { اخرج فادْعُ من يريد أن يسأل عن الحلال والحرام }.
فخرجت فآذَنْتُهم، فدخلوا حتى ملئُوا البيت، فما سألوا عن شيء إلا أخبرهم وزادهم، ثم قال: { إخوانكم }.
فخرجوا ثم قال لي: { ادْعُ من يريد أن يسأل عن الفرائض }.
فخرجت فآذَنْتُهم، فدخلوا حتى ملئُوا البيت، فما سألوا عن شيء إلا أخبرهم وزادهم، ثم قال لي: { ادْعُ من يريد أن يسأل عن العربيّة والشّعر }.
فآذَنْتُهم، فدخلوا حتى ملئُوا البيت، فما سألوا عن شيء إلا أخبرهم وزادهم.
دليل فضله كان أناسٌ من المهاجرين قد وجدوا على عمرفي إدنائه ابن عبّاس دونَهم، وكان يسأله، فقال عمر: { أمَا إنّي سأريكم اليومَ منه ما تعرفون فضله }.
فسألهم عن هذه السورة.
(( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً )) [النصر:1-2].
قال بعضهم: { أمرَ الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- إذا رأى الناس يدخلون في دين الله أفواجاً أن يحمدوه ويستغفروه }.
فقال عمر: { يا ابن عبّاس، ألا تكلّم ؟}.
قال: { أعلمه متى يموتُ، قال إذا جَاءَ نَصْرُ اللهِ والفَتْحُ، والفتح فتح مكة ورأيتَ النّاسَ يدخلونَ في دينِ اللهِ أفْواجاً، فهي آيتُكَ من الموت فسَبِّح بِحَمْدِ رَبِّكَ واسْتَغْفِرهُ إنّهُ كانَ تَوّاباً }.
ثم سألهم عن ليلة القدر فأكثروا فيها، فقال بعضهم: { كُنّا نرى أنّها في العشر الأوسط، ثم بلغنا أنّها في العشر الأواخر }.
وقال بعضهم: { ليلة إحدى وعشرين }.
وقال بعضهم: { ثلاث و عشريـن }.
وقال بعضهم: { سبع وعشريـن }.
فقال بعضهم لابـن عباس: { ألا تكلّم !}.
قال: { الله أعلم }.
قال: { قد نعلم أن الله أعلم، إنّما نسألك عن علمك }.
فقال ابن عبّاس: { الله وترٌ يُحِبُّ الوترَ، خلق من خلقِهِ سبع سموات فاستوى عليهنّ، وخلق الأرض سبعاً، وخلق عدّة الأيام سبعاً، وجعل طوافاً بالبيت سبعاً، ورمي الجمار سبعاً، وبين الصفا والمروة سبعاً، وخلق الإنسان من سبع، وجعل رزقه من سبعٍ }.
قال عمر: { وكيف خلق الإنسان من سبعٍ، وجعل رزقه من سبعٍ ؟ فقد فهمت من هذا أمراً ما فهمتُهُ ؟}.
قال ابن عباس: { إن الله يقول: (( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ )) [المؤمنون:12-14].
ثم قرأ: (( أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبّاً )) * (( ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقّاً )) * (( فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً )) * (( وَعِنَباً وَقَضْباً )) * (( وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً )) * (( وَحَدَائِقَ غُلْباً )) * (( وَفَاكِهَةً وَأَبّاً )) [عبس:25-31]^، وأمّا السبعة فلبني آدم، والأبّ فما أنبتت الأرض للأنعام، وأمّا ليلة القدر فما نراها إن شاء الله إلا ليلة ثلاثٍ وعشرين يمضينَ وسبعٍ بقين }.
المنطق والحُجّة بعث الإمام علي -كرم الله وجهه- ابن عباس ذات يوم الى طائفة من الخوارج، فدار بينه وبينهم حوار طويل، ساق فيه الحجة بشكل يبهر الألباب فقد سألهم ابن عباس: { ماذا تنقمون من علي ؟}.
قالوا: { ـ نَنْقِم منه ثلاثا: أولاهُن أنه حكَّم الرجال في دين الله، والله يقول: إن الحكْمُ إلا لله، والثانية أنه قاتل ثم لم يأخذ من مقاتليه سَبْيا ولا غنائم، فلئن كانوا كفارا فقد حلّت له أموالهم، وإن كانوا مؤمنين فقد حُرِّمَت عليه دماؤهم، والثالثة رضي عند التحكيم أن يخلع عن نفسه صفة أمير المؤمنين استجابة لأعدائه، فإن لم يكن أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين }.
وأخذ ابن عباس يُفَنّد أهواءهم فقال: { أمّا قولكم إنه حَكّم الرجال في دين الله فأي بأس ؟
إن الله يقول: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنْ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ )) [المائدة:95] }.
فَنَبئوني بالله أتحكيم الرجال في حَقْن دماء المسلمين أحق وأوْلى، أم تحكيمهم في أرنب ثمنها درهم ؟!.
وأما قولكم إنه قاتل فلم يسْبُ ولم يغنم، فهل كنتم تريدون أن يأخذ عائشة زوج الرسول وأم المؤمنين سَبْياً ويأخذ أسلابها غنائم ؟؟.
وأما قولكم أنه رضى أن يخلع عن نفسه صفة أمير المؤمنين حتى يتم التحكيم، فاسمعوا ما فعله رسول الله يوم الحديبية، إذ راح يُملي الكتاب الذي يقوم بينه وبين قريش فقال للكاتب: { اكتب: هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله}.
فقال مبعوث قريش: { والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صَدَدْناك عن البيت ولا قاتلناك، فاكتب: هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله }.
فقال لهم الرسول: { والله إني لرسول الله وإن كَذَّبْتُم }.
ثم قال لكاتب الصحيفة: { اكتب ما يشاءون، اكتب: هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله }.
واستمر الحوار بين ابن عباس والخوارج على هذا النسق الباهر المعجز، وما كاد ينتهي النقاش حتى نهض منهم عشرون ألفا معلنين اقتناعهم، وخروجهم من خُصومة الإمام علي.
أخلاق العلماء لقد كان ابن عباس -رضي الله عنه- حَبْر هذه الأمة يمتلك ثروة كبيرة من العلم ومن أخلاق العلماء، وكان يفيض على الناس بماله بنفس السماح الذي يفيض به علمه، وكان معاصروه يقولون: { ما رأينا بيتا أكثر طعاما، ولا شرابا ولا فاكهة ولا عِلْما من بيت ابن عباس }.
وكان قلبه طاهر لا يحمل الضغينة لأحد ويتمنى الخير للجميع، فهو يقول عن نفسه: { إني لآتي على الآية من كتاب الله فأود لو أن الناس جميعا علموا مثل الذي أعلم، وإني لأسمع بالحاكم من حكام المسلمين يقضي بالعدل ويحكم بالقسط فأفرح به وأدعو له، ومالي عنده قضية، وإني لأسمع بالغيث يصيب للمسلمين أرضا فأفرح به ومالي بتلك الأرض سائِمَة }.
وهو عابد قانت يقوم الليل ويصوم الأيام وكان كثير البكاء كلما صلى وقرأ القرآن.
ركب زيد بن ثابت فأخذ ابن عبّاس بركابه فقال: { لا تفْعل يا ابن عمّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- }.
قال: { هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا }.
فقال له زيد: { أرني يديك }.
فأخرج يديه فقبّلهما وقال: { هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبيّنا -صلى الله عليه وسلم- }.
موقفه من الفتنة لقد كان لابن عباس أراء في الفتنة بين علي ومعاوية، أراء ترجو السلام لا الحرب، والمنطق لا القَسْر، على الرغم من أنه خاض المعركة مع الإمام علي ضد معاوية، فقد شهد مع علي { الجمل } و { صفين }، لأنه في البداية كان لابد من ردع الشقاق الذي هدد وحدة المسلمين، وعندما هَمّ الحسين -رضي اللـه عنه- بالخروج الى العـراق ليقاتل زيادا ويزيـد، تعلّق ابن عباس به واستماتَ في محاولـة منعه، فلما بلغه نبأ استشهاده، حـزِنَ عليه ولزم داره.
البصرة وكان ابن عباس أمير البصرة، وكان يغشى الناس في شهر رمضان، فلا ينقضي الشهر حتى يفقههم، وكان إذا كان آخر ليلة من شهر رمضان يعظهم ويتكلّم بكلام يروعهم ويقول: { مَلاكُ أمركم الدّين، ووصلتكم الوفاء، وزينتكم العلم، وسلامتكم الحِلمُ وطَوْلكم المعروف، إن الله كلّفكم الوسع، اتقوا الله ما استطعتم }.
الوصية قال جُندُب لابن عباس: { أوصني بوصية، قال: أوصيك بتوحيد الله، والعمل له، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، فإن كل خير أنتَ آتيه بعد هذه الخصال منك مقبول، وإلى الله مرفوع، يا جُندُب إنّك لن تزداد من يومك إلا قرباً، فصلّ صلاة مودّع، وأصبح في الدنيا كأنّك غريب مسافر، فإنّك من أهل القبور، وابكِ على ذنبك، وتُبْ من خطيئتك، ولتكن الدنيا أهون عليك من شِسْعِ نَعْلَيك، وكأنّ قد فارقتها، وصرت إلى عدل الله، ولن تنتفع بما خلّفت، ولن ينفعك إلا عملك }.
اللسان قال ابن بُرَيْدة: { رأيت ابن عباس آخذاً بلسانه، وهو يقول: { وَيْحَكَ، قُلْ خيراً تغنمْ أوِ اسكتْ عن شرّ تسلم، وإلا فاعلم أنك ستندم }.
فقيل له: { يا ابن عباس ! لم تقول هذا ؟}.
قال: { إنّه بلغني أنّ الإنسان ليس على شيءٍ من جسده أشدَّ حنقاً أو غيظاً يوم القيامة منه على لسانه، إلا قال به خيراً أو أملى به خيراً }.
المعروف وقال ابن عبّاس: { لا يتمّ المعروف إلا بثلاثة: تعجيله، وتصغيرُه عنده وسَتْرُهُ، فإنه إذا عجَّله هيّأهُ، وإذا صغّرهُ عظّمَهُ، وإذا سَتَرهُ فخّمَهُ }.
معاوية وهرقل كتب هرقل إلى معاوية وقال: { إن كان بقي فيهم من النبوة فسيجيبون عمّا أسألهم عنه }.
وكتب إليه يسأله عن المجرّة وعن القوس وعن البقعة التي لم تُصِبْها الشمس إلا ساعة واحدة، فلمّا أتى معاوية الكتاب والرسول، قال: { هذا شيء ما كنت أراه أسأل عنه إلى يومي هذا ؟}.
فطوى الكتاب وبعث به إلى ابن عباس، فكتب إليه: { إنّ القوس أمان لأهل الأرض من الغرق، والمجرّة باب السماء الذي تنشق منه، وأمّا البقعة التي لم تُصبْها الشمس إلا ساعة من نهار فالبحر الذي انفرج عن بني إسرائيل }.
وفاته وفي آخر عمره كُفَّ بصره، وفي عامه الحادي والسبعين دُعِي للقاء ربه العظيم، ودُفِنَ في مدينة الطائف سنة (68 هـ).

[/b]
مجرد إنساان
مجرد إنساان
Admin
Admin

عدد المساهمات : 360
تاريخ التسجيل : 05/02/2011
العمر : 50

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 Empty رد: أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!

مُساهمة من طرف مجرد إنساان الأحد مارس 06, 2011 9:48 am

عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه
[b]عبد الرحمن بن عوف أحد العشرة المبشرين بالجنة يا بن عوف إنك من الأغنياء، وإنك ستدخل الجنة " " حَبْوا، فأقرض الله يُطلق لك قدميك حديث شريف عبد الرحمن بن عوف أحد الثمانية السابقين الى الإسلام، عرض عليه أبو بكر الإسلام فما غُـمَّ عليه الأمر ولا أبطأ، بل سارع الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- يبايعه.
وفور إسلامه حمل حظـه من اضطهاد المشركين، هاجر الى الحبشة الهجـرة الأولى والثانيـة، كما هاجر الى المدينـة مع المسلميـن وشهـد المشاهد كلها، فأصيب يوم أُحُد بعشريـن جراحا إحداها تركت عرجا دائما في ساقه، كما سقطت بعـض ثناياه فتركت هتما واضحا في نطقه وحديثه.
التجارة كان -رضي الله عنه- محظوظا بالتجارة إلى حد أثار عَجَبه فقال: { لقد رأيتني لو رفعت حجرا لوجدت تحته فضة وذهبا }.
وكانت التجارة عند عبد الرحمن بن عوف عملاً وسعياً لا لجمع المال ولكن للعيش الشريف، وهذا ما نراه حين آخى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار، فآخى بين عبد الرحمن بن عوف و سعد بن ربيع،فقال سعد لعبد الرحمن: { أخي أنا أكثر أهل المدينة مالا، فانظر شطر مالي فخذه، وتحتي امرأتان، فانظر أيتهما أعجب لك حتى أطلّقها وتتزوجها }.
فقال عبد الرحمن: { بارك الله لك في أهلك ومالك، دُلوني على السوق }.
وخرج الى السوق فاشترى وباع وربح.
حق الله كانت تجارة عبد الرحمن بن عوف ليست له وحده، وإنما لله والمسلمون حقا فيها، فقد سمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول يوما: { يا بن عوف إنك من الأغنياء، وإنك ستدخل الجنة حَبْوا، فأقرض الله يُطلق لك قدميك }.
ومنذ ذاك الحين وهو يقرض الله قرضـا حسنا، فيضاعفـه الله له أضعافـا، فقد باع يوما أرضا بأربعين ألف دينار فرّقها جميعا على أهله من بني زُهرة وأمهات المسلمين وفقراء المسلمين،وقدّم خمسمائة فرس لجيوش الإسلام، ويوما آخر ألفا وخمسمائة راحلة، وعند موته أوصى بخمسين ألف دينار في سبيل الله، وأربعمائة دينار لكل من بقي ممن شهدوا بدرا حتى وصل للخليفة عثمان نصيبا من الوصية فأخذها وقال: { إن مال عبد الرحمن حلال صَفْو، وإن الطُعْمَة منه عافية وبركة }.
وبلغ من جود عبد الرحمن بن عوف أنه قيل: { أهل المدينة جميعا شركاء لابن عوف في ماله، ثُلث يقرضهم، وثُلث يقضي عنهم ديونهم، وثلث يصِلَهم ويُعطيهم }.
وخلّف بعده ذهبُ كثير، ضُرب بالفؤوس حتى مجلت منه أيدي الرجال.
قافلة الإيمان في أحد الأيام اقترب على المدينة ريح تهب قادمة اليها حسبها الناس عاصفة تثير الرمال، لكن سرعان ما تبين أنها قافلة كبيرة موقَرة الأحمال تزحم المدينة وترجَّها رجّا، وسألت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: { ما هذا الذي يحدث في المدينة ؟}.
وأُجيبت أنها قافلة لعبد الرحمن بن عوف أتت من الشام تحمل تجارة له فَعَجِبَت أم المؤمنين: { قافلة تحدث كل هذه الرجّة ؟}.
فقالوا لها: { أجل يا أم المؤمنين، إنها سبعمائة راحلة }.
وهزّت أم المؤمنين رأسها وتذكرت: { أما أني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: { رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حَبْوا }.
ووصلت هذه الكلمات الى عبد الرحمن بن عوف، فتذكر أنه سمع هذا الحديث من النبي -صلى الله عليه وسلم- أكثر من مرة، فحثَّ خُطاه الى السيدة عائشة وقال لها: { لقد ذكَّرتني بحديث لم أنسه }.
ثم قال: { أما إني أشهدك أن هذه القافلة بأحمالها وأقتابها وأحْلاسِها في سبيل الله }.
ووزِّعَت حُمولة سبعمائة راحلة على أهل المدينة وما حولها.
الخوف وثراء عبد الرحمن -رضي الله عنه- كان مصدر إزعاج له وخوف، فقد جيء له يوما بطعام الإفطار وكان صائما، فلما وقعت عليه عيناه فقد شهيته وبكى ثم قال: { استشهد مصعب بن عمير وهو خير مني فكُـفّـن في بردة إن غطّت رأسه بدت رجلاه، وإن غطّت رجلاه بدا رأسه، واستشهد حمزة وهو خير مني، فلم يوجد له ما يُكَـفّـن فيه إلا بردة، ثم بُسِـطَ لنا في الدنيا ما بُسـط، وأعطينا منها ما أعطينا وإني لأخشى أن نكون قد عُجّلـت لنا حسناتنا }.
كما وضع الطعام أمامه يوما وهو جالس مع أصحابه فبكى، وسألوه: { ما يبكيك يا أبا محمد ؟}.
قال: { لقد مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما شبع هو وأهل بيته من خبز الشعير، ما أرانا أخّرنا لما هو خير لنا }.
وخوفه هذا جعل الكبر لا يعرف له طريقا، فقد قيل: { أنه لو رآه غريب لا يعرفه وهو جالس مع خدمه، ما استطاع أن يميزه من بينهم }.
الهروب من السلطة كان عبد الرحمن بن عوف من الستة أصحاب الشورى الذين جعل عمر الخلافة لهم من بعده قائلا: { لقد توفي رسول الله وهو عنهم راض }.
وأشار الجميع الى عبد الرحمن في أنه الأحق بالخلافة فقال: { والله لأن تُؤخذ مُدْية فتوضع في حَلْقي، ثم يُنْفَذ بها إلى الجانب الآخر، أحب إليّ من ذلك }.
وفور اجتماع الستة لإختيار خليفة الفاروق تنازل عبد الرحمن بن عوف عن حقه الذي أعطاه إياه عمر، وجعل الأمر بين الخمسة الباقين، فاختاروه ليكون الحكم بينهم وقال له علي -كرم الله وجهه-: { لقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصفَك بأنك أمين في أهل السماء، وأمين في أهل الأرض }.
فاختار عبد الرحمن بن عوف { عثمان بن عفان } للخلافة، ووافق الجميع على إختياره.
وفاته في العام الثاني والثلاثين للهجرة جاد بأنفاسه -رضي الله عنه- وأرادت أم المؤمنين أن تخُصَّه بشرف لم تخصّ به سواه، فعرضت عليه أن يُدفن في حجرتها الى جوار الرسول وأبي بكر وعمر، لكنه استحى أن يرفع نفسه الى هذا الجوار، وطلب دفنه بجوار عثمان بن مظعون إذ تواثقا يوما أيهما مات بعد الآخر يدفن الى جوار صاحبه.
وكانت يتمتم وعيناه تفيضان بالدمع: { إني أخاف أن أحبس عن أصحابي لكثرة ما كان لي من مال }.
ولكن سرعان ما غشته السكينة واشرق وجهه وأرْهِفَت أذناه للسمع كما لو كان هناك من يحادثه، ولعله سمع ما وعده الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { عبد الرحمن بن عوف في الجنة }.

[/b]
مجرد إنساان
مجرد إنساان
Admin
Admin

عدد المساهمات : 360
تاريخ التسجيل : 05/02/2011
العمر : 50

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 Empty رد: أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!

مُساهمة من طرف مجرد إنساان الأحد مارس 06, 2011 9:49 am

عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنه
عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنه ارجع إليه وقل: (إن عبد الرحمن لايبيع دينه بدنياه).
بينما كان أبو بكر أول المؤمنين والصدّيق الذي آمن بالله ورسولـه وثاني اثنين إذ هما في الغار، كان ابنه عبد الرحمن صامدا كالصخر مع دين قومه وأصنامهم.
ما قبل الإسلام يوم بدر خرج عبد الرحمن مقاتلا مع جيش المشركين، وفي غزوة أحد كان مع الرماة الذين جنّدتهم قريش لمحاربة المسلمين، وعند بدأ القتال بالمبارزة وقف عبد الرحمـن يدعو إليه من المسلميـن من يبارزه، ونهـض أبوه أبو بكر الصديق ليبارزه لكن الرسـول الكـريم حال بينه وبين مبارزة ابنـه، وحين أذن الله للهدى أن ينزل على عبد الرحمن، رأى الحقيقة واضحة أمامه منيرة له دربه فسافر الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- مبايعاً معوضاً باذلاً أقصى جهد في سبيل الله.
ما بعد الإسلام منذ أن أسلم عبد الرحمن بن أبي بكر - رضي الله عنهما- لم يتخلف عن غزو أو جهاد أو طاعة، ويوم اليمامة أبلى فيه بلاء لا مثيل له فهو الذي أجهز على حياة (محكم بن الطفيل)
العقل المدبر لمسيلمة الكذاب، وصمد مع المسلمين حتى قضوا على جيش الردة والكفر.
قوة شخصيته لقد كان جوهر شخصيته -رضي الله عنه- الولاء المطلق لما يقتنع به، ورفضه للمداهنة في أي ظرف كان، ففي يوم أن قرر معاوية أخذ البيعة لابنه يزيد بحد السيف، كتب الى مروان عامله على المدينة كتاب البيعة وأمره أن يقرأه على المسلمين في المسجد، وفعل مروان ولم يكد يفرغ من القراءة حتى نهض عبد الرحمن محتجا قائلا: { والله ما الخيار أردتم لأمة محمد، ولكنكم تريدون أن تجعلوها هَرَقِليَّة، كلما مات هِرقْل قام هِرَقْل }.
وأيده على الفور فريق من المسلمين من بينهم الحسين بن علي، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر، ولكن الظروف القاهرة جعلتهم يصمتون على البيعة فيما بعد، لكن عبد الرحمن بن أبي بكر بقي معارضا لها جاهرا برأيه، فأراد معاوية أن يرضيه بمائة ألف درهم بعثها له مع أحد رجاله، فألقاها عبد الرحمن بعيدا وقال لرسول معاوية: { ارجع إليه وقل له: إن عبد الرحمن لا يبيع دينه بدنياه }.
ولما علم أن معاوية يشد الرحال قادما الى المدينة غادرها من فوره الى مكة.
وفاته وأراد الله أن يكفي عبد الرحمن فتنة هذا الموقف وسوء عقباه، فلم يكد يبلغ مشارف مكة ويستقر بها قليلا حتى فاضت إلى الله روحه، وحمله الرجال إلى أعالي مكة حيث دُفِن هناك.

مجرد إنساان
مجرد إنساان
Admin
Admin

عدد المساهمات : 360
تاريخ التسجيل : 05/02/2011
العمر : 50

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 Empty رد: أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!

مُساهمة من طرف مجرد إنساان الأحد مارس 06, 2011 9:51 am

طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه
[b]طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين بالجنة (من سره أن ينظر إلى رجل يمشي على الأرض وقد قضى نحبه، فلينظر الى طلحة) حديث شريف.
طلحة بن عبيـد اللـه بن عثمان التيمـي القرشي المكي المدني، أبو محمـد.
لقد كان في تجارة له بأرض بصرى، حين لقي راهبا من خيار رهبانها، وأنبأه أن النبي الذي سيخرج من أرض الحرم، قد أهل عصره، ونصحه باتباعه.
وعاد الى مكـة ليسمع نبأ الوحي الذي يأتي الصادق الأميـن، والرسالة التي يحملها، فسارع الى أبي بكر فوجـده الى جانب محمد مؤمنا، فتيقن أن الاثنان لن يجتمعا الا علـى الحق، فصحبه أبـو بكر الى الرسـول -صلى الله عليه وسلم- حيث أسلم وكان من المسلمين الأوائل.
ايمانه لقد كان طلحة -رضي الله عنه- من أثرياء قومه ومع هذا نال حظه من اضطهاد المشركين، وهاجر الى المدينة وشهد المشاهد كلها مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- الا غزوة بدر، فقد ندبه النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعه سعيد بن زيد الى خارج المدينة، وعند عودتهما عاد المسلمون من بدر، فحزنا الا يكونا مع المسلمين، فطمأنهما النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن لهما أجر المقاتلين تماما، وقسم لهما من غنائم بدر كمن شهدها.
وقد سماه الرسول الكريم يوم أحُد (طلحة الخير).
وفي غزوة العشيرة (طلحة الفياض).
ويوم حنين (طلحة الجود).
بطولته يوم أحد في أحد.
أبصر طلحة -رضي الله عنه- جانب المعركة الذي يقف فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلقيه هدفا للمشركين، فسارع وسط زحام السيوف والرماح الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرآه والدم يسيل من وجنتيه، فجن جنونه وقفز أمام الرسول -صلى الله عليه وسلم- يضرب المشركين بيمينه ويساره، وسند الرسول -صلى الله عليه وسلم وحمله بعيدا عن الحفرة التي زلت فيها قدمه، ويقول أبو بكر -رضي الله عنه- عندما يذكر أحدا: { ذلك كله كان يوم طلحة، كنت أول من جاء الى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال لي الرسول ولأبي عبيدة بن الجراح: "دونكم أخاكم.
" ونظرنا، واذا به بضع وسبعون بين طعنة وضربة ورمية، واذا أصبعه مقطوعة، فأصلحنا من شأنه }.
وقد نزل قوله تعالى: (( مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً )) [الأحزاب:23].
تلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه الآية أمام الصحابة الكرام، ثم أشار الى طلحة قائلا: { من سره أن ينظر الى رجل يمشي على الأرض، وقد قضى نحبه، فلينظر الى طلحة }.
ما أجملها من بشرى لطلحة -رضي الله عنه-، فقد علم أن الله سيحميه من الفتنة طوال حياته وسيدخله الجنة فما أجمله من ثواب.
عطائه وجوده وهكذا عاش طلحة -رضي الله عنه- وسط المسلمين مرسيا لقواعد الدين، مؤديا لحقوقه، واذا أدى حق ربه اتجه لتجارته ينميها، فقد كان من أثرى المسلمين، وثروته كانت دوما في خدمة الدين، فكلما أخرج منها الشيء الكثير، أعاده الله اليه مضاعفا، تقول زوجته سعدى بنت عوف: { دخلت على طلحة يوما فرأيته مهموما، فسألته: ما شأنك ؟.
فقال: المال الذي عندي، قد كثر حتى أهمني وأكربني.
وقلت له: ما عليك، اقسمه.
فقام ودعا الناس، وأخذ يقسمه عليهم حتى ما بقي منه درهما }.
وفي احدى الأيام باع أرضا له بثمن عال، فلما رأى المال أمامه فاضت عيناه من الدمع وقال: { ان رجلا تبيت هذه الأموال في بيته لا يدري مايطرق من أمر، لمغرور بالله }.
فدعا بعض أصحابه وحملوا المال معه ومضى في الشوارع يوزعها حتى أسحر وما عنده منها درهما.
وكان -رضي الله عنه- من أكثر الناس برا بأهله وأقاربه، وكان يعولهم جميعا، لقد قيل: { كان لا يدع أحدا من بني تيم عائلا الا كفاه مئونته، ومئونة عياله }.
{ وكان يزوج أياماهم، ويخدم عائلهم، ويقضي دين غارمهم }.
ويقول السائب بن زيد: { صحبت طلحة بن عبيد الله في السفر و الحضر فما وجدت أحدا، أعم سخاء على الدرهم، والثوب، والطعام من طلحة }.
طلحة والفتنة عندما نشبت الفتنة في زمن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أيد طلحة حجة المعارضين لعثمان، وزكى معظمهم فيما ينشدون من اصلاح، ولكن أن يصل الأمر الى قتل عثمان -رضي الله عنه-، لا.
لكان قاوم الفتنة، وما أيدها بأي صورة، ولكن ماكان كان، أتم المبايعة هو والزبير لعلي -رضي الله عنهم جميعا- وخرجوا الى مكة معتمرين، ومن هناك الى البصرة للأخذ بثأر عثمان.
وكانت (وقعة الجمل) عام 36 هجري.
طلحة والزبير في فريق وعلي في الفريق الآخر، وانهمرت دموع علي -رضي الله عنه- عندما رأى أم المؤمنين (عائشة) في هودجها بأرض المعركة، وصاح بطلحة: { يا طلحة، أجئت بعرس رسول الله تقاتل بها، وخبأت عرسك في البيت ؟}.
ثم قال للزبير: { يا زبير: نشدتك الله، أتذكر يوم مر بك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن بمكان كذا، فقال لك: يا زبير، الا تحب عليا ؟؟.
فقلت: ألا أحب ابن خالي، وابن عمي، ومن هو على ديني ؟؟.
فقال لك: يا زبير، أما والله لتقاتلنه وأنت له ظالم.
فقال الزبير: نعم أذكر الآن، وكنت قد نسيته، والله لاأقاتلك }.
الشهادة وأقلع طلحـة و الزبيـر -رضي الله عنهما- عن الاشتراك في هذه الحرب، ولكن دفعـا حياتهما ثمنا لانسحابهما، و لكن لقيا ربهما قريرة أعينهما بما قررا، فالزبير تعقبه رجل اسمه عمرو بن جرموز وقتله غدرا وهو يصلي، وطلحة رماه مروان بن الحكم بسهم أودى بحياته.
وبعد أن انتهى علي -رضي الله عنه- من دفنهما ودعهما بكلمات أنهاها قائلا: { اني لأرجو أن أكون أنا وطلحـة والزبيـر وعثمـان من الذين قال الله فيهم: { ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين }.
ثم نظر الى قبريهما وقال: { سمعت أذناي هاتان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: { طلحة و الزبير، جاراي في الجنة }.
قبر طلحة لمّا قُتِلَ طلحة دُفِنَ الى جانب الفرات، فرآه حلماً بعض أهله فقال: { ألاّ تُريحوني من هذا الماء فإني قد غرقت }.
قالها ثلاثاً، فأخبر من رآه ابن عباس، فاستخرجوه بعد بضعة وثلاثين سنة، فإذا هو أخضر كأنه السِّلْق، ولم يتغير منه إلا عُقْصته، فاشتروا له داراً بعشرة آلاف ودفنوه فيها، وقبره معروف بالبصرة، وكان عمره يوم قُتِلَ ستين سنة وقيل أكثر من ذلك.

[/b]
مجرد إنساان
مجرد إنساان
Admin
Admin

عدد المساهمات : 360
تاريخ التسجيل : 05/02/2011
العمر : 50

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 Empty رد: أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!

مُساهمة من طرف مجرد إنساان الأحد مارس 06, 2011 9:52 am

صهيب بن سنان رضي الله عنه
[b]صهيب بن سنان رضي الله عنه (ربح البيع أبا يحيى).
لقد كان والده حاكم (الأبله) ووليا عليهـا لكسرى، فهو من العرب الذين نزحوا الى العراق قبل الاسلام بعهد طويل، وله قصـر كبير على شاطئ الفرات، فعاش صهيب....
طفولة ناعمة سعيدة، الى أن سبي بهجوم رومي، وقضى طفولته وصدر شبابه في بلاد الروم، وأخذ لسانهم ولهجتهم، وباعه تجار الرقيق أخيرا لعبد اللـه بن جدعان في مكة وأعجب سيده الجديد بذكائه ونشاطه واخلاصه، فاعتقه وحرره، وسمح له بالاتجار معه اسلامه يقول عمار بن ياسر -رضي الله عنه-: { لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيها.
فقلت له: ماذا تريد ؟.
فأجابني: ماذا تريد أنت ؟.
قلت له: أريد أن أدخل على محمد، فأسمع ما يقول.
قال: وأنا أريد ذلك.
فدخلنا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعرض علينا الاسلام، فأسلمنا ثم مكثنا على ذلك حتى أمسينا، ثم خرجنا، ونحن مستخفيان }.
فكان إسلامهما بعد بضعة وثلاثين رجلاً.
هجرته الى المدينة عندما هم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالهجرة، علم صهيب بها، وكان من المفروض ان يكون ثالث الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر، ولكن أعاقه الكافرون، فسبقه الرسول -صلى الله عليه وسلم-وأبو بكر، وحين استطاع الانطلاق في الصحراء، أدركه قناصة قريش، فصاح فيهم: { يا معشر قريش، لقد علمتم أني من أرماكم رجلا، وأيم الله لا تصلون الي حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي، حتى لا يبقى في يدي منه شيء، فأقدموا ان شئتم، وان شئتم دللتكم على مالي وتتركوني وشأني}.
فقبل المشركين المال وتركوه قائلين: { أتيتنا صعلوكا فقيرا، فكثر مالك عندنا، وبلغت بيننا ما بلغت، والآن تنطلق بنفسك و بمالك ؟؟}.
فدلهم على ماله وانطلق الى المدينة، فأدرك الرسول -صلى الله عليه وسلم- في قباء ولم يكد يراه الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى ناداه متهللا: { ربح البيع أبا يحيى.
ربح البيع أبا يحيى }.
فقال: { يا رسول الله، ما سبقني إليك أحدٌ، وما أخبرك إلا جبريل }.
فنزل فيه قوله تعالى: (( ومِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفسَهُ ابتغاءَ مَرْضَاةِ اللهِ، واللهُ رءُوفٌ بالعِبادِ )) [البقرة: 207].
صورة ايمانه يتحدث صهيب -رضي الله عنه- عن ولائه للاسلام فيقول: { لم يشهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مشهدا قط، الا كنت حاضره، ولم يبايع بيعة قط الا كنت حاضرها، ولم يسر سرية قط الا كنت حاضرها، ولا غزا غزاة قط، أول الزمان وآخره، الا كنت فيها عن يمينه أو شماله، وما خاف -المسلمون- أمامهم قط، الا كنت أمامهم، ولا خافوا وراءهم، الا كنت وراءهم، وما جعلت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيني وبين العدو أبدا حتى لقي ربه }.
وكان الى جانب ورعه خفيف الروح، حاضر النكتة، فقد رآه الرسول -صلى الله عليه وسلم- يأكل رطبا، وكان باحدى عينيه رمد، فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- ضاحكا: { أتأكل الرطب وفي عينيك رمد }.
فأجاب قائلا: { وأي بأس؟ إني آكله بعيني الأخرى !!}.
الخصال الثلاث قال عمر -رضي الله عنه- لصهيب: { أيُّ رجلٍ أنت لولا خصالٍ ثلاث فيك }.
قال: { وما هُنّ ؟}.
قال: { اكتنيتَ وليس لك ولد، وانتميت إلى العرب وأنت من الروم، وفيك سَرَفٌ في الطعام }.
قال صهيب: { أمّا قولك: اكتنيتَ ولم يولد لك، فإنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كنّاني أبا يحيى، وأمّا قولك: انتميت إلى العرب وأنت من الروم، فإنّي رجل من النّمر بن قاسط، سبتني الروم من الموصل بعد إذ أنا غلام قد عرفت نسبي، وأمّا قولك: فيك سرفٌ في الطعام، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: خياركم من أطعم الطعام }.
فضله قال رسول اللـه -صلى الله عليه وسلم-: { من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليُحبَّ صُهيباً حُبَّ الوالدة لولدها }.
وقال: { لا تُبغضوا صُهيباً }.
وقال الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم-: { السُّبّاق أربعة، أنا سابقُ العرب، وصهيب سابق الروم، وسلمان سابق الفرس، وبلال سابق الحبش }.
وعندما اعتدي على أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه- وصى الأمير أصحابه بأن يصل بالناس صهيبا، حتى يتم اختيار الخليفة الجديد، فكان هذا الاختيار من تمام نعم الله على هذا العبد.
وكان ممن اعتزل الفتنة وأقبل على شأنه.
وفاته توفي في المدينة في شوال عام (8 هـ).

[/b]
مجرد إنساان
مجرد إنساان
Admin
Admin

عدد المساهمات : 360
تاريخ التسجيل : 05/02/2011
العمر : 50

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 Empty رد: أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!

مُساهمة من طرف مجرد إنساان الأحد مارس 06, 2011 9:54 am

صفوان بن أميّة رضي الله عنه
[b]صفوان بن أميّة رضي الله عنه (ما طابتْ نفسُ أحدٍ بمثل هذا إلا نفسُ نبيّ ).
صفوان بن أميّة بن خلف بن وهب الجمحي القرشي، أسلم بعد فتح مكة قُتِلَ أبوه يوم بدر كافراً، وكان من كبراء قريش، وكان صفوان أحد العشرة الذين انتهى إليهم شَرَفُ الجاهلية، ووصله لهم الإسلام من عشر بطون، شهد اليرموك وكان أميراً على كُرْدُوس من الجيش.
دعوة الرسول كان صفوان بن أمية من الذين دَعَا عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الحارث بن هاشم وسهيل بن عمرو فنزلت الآية الكريمة.
قال الله تعالى: (( ليس لكَ مِنَ الأمْرِ شيءٌ أو يتوبَ عليهم أو يُعذِّبَهُم فإنّهم ظالمون ))[ آل عمران: 128] فاستبشر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهدايتهم، فتِيْبَ عليهم كلهم.
فتح مكة وفي يوم الفتح العظيم، راح عمير بن وهب يُناشد صفوان الإسلام ويدعوه إليه، بيْد أن صفوان شدّ رحاله صوب جدّة ليبحر منها الى اليمن، فذهب عمير الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال له: { يا نبي الله، إن صفوان بن أمية سيد قومه، وقد خرج هاربا منك ليقذف نفسه في البحر، فأمِّـنه صلى الله عليك }.
فقال النبي: { هو آمن }.
قال: { يا رسول الله فأعطني آية يعرف بها أمانك }.
فأعطاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- عمامته التي دخل فيها مكة.
فخرج بها عمير حتى أدرك صفوان فقال: { يا صفوان فِداك أبي وأمي، الله الله في نفسك أن تُهلكها، هذا أمان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد جئتك به }.
قال له صفوان: { وَيْحَك، اغْرُب عني فلا تكلمني }.
قال: { أيْ صفوان فداك أبي وأمي، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أفضـل الناس وأبـر الناس، وأحلـم الناس وخيـر الناس، عِزَّه عِزَّك، وشَرَفه شَرَفـك }.
قال: { إنـي أخاف على نفسـي }.
قال: { هو أحلم من ذاك وأكرم }.
فرجع معه حتى وقف به على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال صفوان للنبي الكريم: { إن هذا يزعم أنك قـد أمَّـنْتَنـي }.
قال الرسـول -صلى الله عليه وسلم-: { صـدق }.
قال صفـوان: { فاجعلني فيها بالخيار شهريـن }.
فقـال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { أنت بالخيار فيه أربعة أشهر }.
وفيما بعد أسلم صفوان.
يوم حُنَين لمّا أجمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- السير إلى هوازن ليلقاهم، ذُكِرَ له أن عند صفوان بن أمية أدراعاً له وسلاحاً، فأرسل إليه وهو يومئذ مشرك، فقال: { يا أبا أمية، أعرنا سلاحك هذا نلقَ فيه عدونا غداً }.
فقال صفوان: { أغصباً يا محمد ؟}.
قال: { بل عارِيَةٌ ومضمونة حتى نؤديها إليك }.
قال: { ليس بهذا بأس }.
وقد هلك بعضها فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: { إن شئت غَرِمتُها لك ؟}.
قال: { لا، أنا أرغبُ في الإسلام من ذلك }.
إسلامه لمّا فرّق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غنائم حُنَين، رأى صفْوان ينظر إلى شِعْبٍ ملآن نَعماً وشاءً ورعاءَ، فأدام النظر إليه، ورسول الله -صلى اللـه عليه وسلم- يَرْمُقُـهُ فقال: { يا أبا وهب يُعْجِبُـكَ هذا الشّعْبُ ؟}.
قال: { نعم }.
قال: { هو لك وما فيه }.
فقبـض صفوان ما في الشّعْب و قال: { ما طابتْ نفسُ أحدٍ بمثل هذا إلا نفسُ نبيّ، أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبدُهُ ورسوله }.
وأسلم في مكانه.
الهجرة وأقام صفوان بمكة مسلماً بعد عودة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، فقيل له: { لا إسلام لمن لا هجرة له }.
فقدم المدينة فنزل على العباس، فقال: { ذاك أبرَّ قريش بقريش، ارجع أبا وهب، فإنه لا هجرة بعد الفتح.
ولمن لأباطحِ مكة ؟!}.
فرجع صفوان فأقام بمكة حتى مات فيها.
العطاء لمّا أعطى عمر بن الخطاب أوّل عطاء أعطى صفوان، وذلك سنة (15 هـ)، فلمّا دَعا صفوان وقد رأى ما أخذَ أهل بدرٍ، ومن بعدهم إلى الفتح، فأعطاه في أهل الفتح، أقلَّ مما أخذ من كان قبله أبَى أن يقبله و قال: { يا أمير المؤمنين، لست معترفاً لأن يكون أكرم مني أحد، ولستُ آخذاً أقلَّ ممّا أخذ من هو دوني، أو من هو مثلي ؟}.
فقال عمر: { أنّما أعطيتُهُم على السابقة والقدمة في الإسلام لا على الأحساب }.
قال: { فنعم إذن }.
فأخذ وقال: { أهل ذاكَ هُمْ }.
فضله كان صفوان -رضي الله عنه- أحد المطعمين، وكان يُقال له: { سِداد البطحاء }.
وكان من أفصح قريش لساناً.
وفاته توفي صفوان بن أميّة في مكة في نفس سنة مقتل عثمان بن عفان سنة (35 هـ).

[/b]
مجرد إنساان
مجرد إنساان
Admin
Admin

عدد المساهمات : 360
تاريخ التسجيل : 05/02/2011
العمر : 50

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 Empty رد: أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!

مُساهمة من طرف مجرد إنساان الأحد مارس 06, 2011 9:55 am

صفوان بن المعطّل رضي الله عنه
[b]صفوان بن المعطّل رضي الله عنه ) ما علمـتُ عنه إلا خيـراً ( حديث شريف.
صفوان بن المعطّل بن رُبيعة السُّلَميّ الذكوانيّ وكنيته أبو عمـرو قديم الإسلام، شهد الخندق والمشاهد بعدها، وهو الذي رُميت به السيدة عائشة في حادثة الإفك.
حادثة الإفك في غزوة المصطلق سنة ست للهجرة، لما فرغ الرسول -صلى الله عليه وسلم- من سفره ذلك وجّه قافلا حتى إذا كان قريبا من المدينة نزل منزلا فبات به بعض الليل، ثم أذّن في الناس بالرحيل، فارتحل الناس، وخرجت السيدة عائشة لبعض حاجاتها وفي عنقها عقد، فلما فرغت أنسل، فلما رجعت الى الرحل ذهبت تلتمسه في عنقها فلم تجده، فرجعت الى مكانها الذي ذهبت إليه، فالتمسته حتى وجدته، وجاء القوم فأخذوا الهودج وهم يظنون أنها فيه كما كانت تصنع، فاحتملوه فشدوه على البعير، ولم يشكوا أنها فيه، ثم أخذوا برأس البعير فانطلقوا به، فرجعت الى العسكر وما فيه من داع ولا مجيب، قد انطلق الناس.
فتلففت بجلبابها ثم اضطجعت في مكانها، وعرفت أن لو قد افتُقِدت لرُجع إليها، فمر بها صفوان بن المعطّل السُّلَمي، وقد كان تخلف عن العسكر لبعض حاجته، فلم يبت مع الناس، فرأى سوادها فأقبل حتى وقف عليها، وقد كان يراها قبل أن يضرب الحجاب، فلما رآها قال: { إنا لله وإنا إليه راجعون، ظعينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-}.
وقال: { ما خلّفك يرحمك الله ؟}.
فما كلمته، ثم قرب البعير فقال: { اركبي }.
واستأخر عنها، فركبت وأخذ برأس البعير فانطلق سريعاً يطلب الناس، فتكلّم أهل الإفك وجهلوا.
وكان صفوان صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومن صالحي أصحابه، وقد أثنى عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حادثة الإفك، فقد قام الرسول الكريم فحَمَد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: { أمّا بعد: فأشيروا عليّ في أناس أبَنوا -اتهموا- أهلي، وأيْمُ الله إنْ -ما- علمتُ على أهلي من سُوءٍ قطّ، وأبَنوا بِمَن ؟ والله إنْ علمتُ عليه سوْءاً قطّ، ولا دخل على أهلي إلا وأنا شاهِد }.
يعني صفوان بن المعطل.
حسّان بن ثابت وقد أكثر حسان بن ثابت على صفوان بن المعطّل في شأن عائشة، وقال بيت شعر يُعرّض به فيه.
أمسى الجلابيبُ قد عزُّوا وقد كثُرُوا*****وابنُ الفُريعة أمسَى بيضةَ البَلَدِ ويعني بالجلابيب: السفلة، وبابن الفُريعة نفسه، فأمُّهُ الفُريعة، وبيضة البلد أي أنه وحيد، تشبيه بيضة النعامة التي تتركها في الفلاة فلا تحضنها، فغضب صفوان وحلف لئن أنزل الله عذرَه ليضربنّ حسان ضربة بالسيف، وبالفعل بعد نزول البراءة وقف له ليلةً فضربه ضربة كشط جلدة رأسه، فأخذ ثابت بن قيس صفوان وجمع يديه الى عنقه بحبل وانطلق إلى دار بني حارثة، فلقيه عبدالله بن رواحة فقال له: { ما هذا ؟!}.
فقال: { ما أعجبك عَدَا على حسّان بالسيف، فوالله ما أراه إلا قد قتله }.
فقال: { هل علم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما صنعت به ؟}.
فقال: { لا }.
فقال: { والله لقد اجترأت، خلِّ سبيله، فسنغدو على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنعلمه أمره }.
فخلى سبيله.
فلمّا أصبحوا غدوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكروا له ذلك فقال: { أين ابن المعطل ؟}.
فقام إليه فقال: { ها أنا يا رسول الله }.
فقال: { ما دَعاك إلى ما صنعت }.
فقال: { يا رسول الله، آذاني وكثّر عليّ، ثم لم يرضَ حتى عرّض في الهجاء، فاحتملني الغضب، وهذا أنا، فما كان عليّ من حقّ فخذني به }.
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: { ادعُ لي حسّان }.
فأتيَ به فقال: { يا حسّان أتشوّهت على قومٍ أن هداهُمُ اللـه للإسلام ؟ أحْسِن فيما أصابك }.
فقال: { هي لك يا رسـول اللـه }.
فأعطاه رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- سيرين القبطية فولدت له عبدالرحمن.
وفاته استشهد في خلافة عمر بن الخطاب في معركة أرمينية عام (19 هـ / 640 م)، وقيل توفي بالجزيرة في ناحية سُمَيْساط -على شاطيء الفرات في غربيه في طرف بلاد الروم-، وقيل أنه غزا الروم في خلافة معاوية، فاندقّت ساقه، ولم يزل يُطاعن حتى مات سنة (58 هـ).

[/b]
مجرد إنساان
مجرد إنساان
Admin
Admin

عدد المساهمات : 360
تاريخ التسجيل : 05/02/2011
العمر : 50

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 Empty رد: أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!

مُساهمة من طرف مجرد إنساان الأحد مارس 06, 2011 9:57 am


شيبة بن عثمان رضي الله عنه
شيبة بن عثمان رضي الله عنه " اللهم اهدِ شيبة " حديث شريف شيبة بن عثمان بن أبي طلحة القرشيّ العبدريّ، تأخر إسلامه إلى ما بعد الفتح وكان حاجب الكعبة المعظّمة.
يوم الفتح دفع الرسول -صلى الله عليه وسلم- لشيبة عام الفتح مفتاح الكعبة، وإلى ابن عمه عثمان بن طلحة بن أبي طلحة وقال: { خُذُوها خالدة مخلّدَة تَالِدَة إلى يوم القيامة، يا بني أبي طلحة، لا يأخذها منكم إلا ظالم}.
الثأر و الإيمان في يوم حنين أراد شيبة بن عثمان الأخذ بالثأر لمقتل أبيه يوم أحد كافراً، يقول شيبة: { اليوم أقتُل محمداً، فأدرتُ برسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأقتله، فأقبل شيءٌ حتى تغشّى فؤادي، فلم أطقْ ذلك، فعلمت أنه ممنوع }.
فقد قذف اللـه بقلبه الرعب، قال شيبة: { يا نبي اللـه إنّي لأرى خيلاً بُلقاً ؟!}.
قال: { يا شيبة ! إنه لا يراها إلا كافر }.
فضرب بيده على صدر شيبة و قال: { اللهم اهدِ شيبة }.
وفعل ذلك ثلاثاً، يقول شيبة: { فما رفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يده عن صدري الثالثة حتى ما أجد من خلقِ الله أحبَّ إلي منه }.
وثبت الإيمان في قلبه، وقاتل بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم-.
ويقول شيبة أيضا في ذلك: { لمّا اختلط الناس اقتحم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن بغلته، وأصلتَ السيف، ودنوتُ أريد منه ما أريد منه، ورفعت سيفي حتى كدّت أسوّره، فرُفِعَ لي شُواظٌ من نار كالبرق كاد يمحشني، فوضعت يدي على بصري خوفاً عليه، والتفت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنادى: { يا شيبة آدْنُ مني }.
فدنوت، فمسح صدري ثم قال: { اللهم أعذه من الشيطان }.
فوالله لهو كان ساعة إذ أحب إلي من سمعي وبصري ونفسي، وأذهب الله ما كان بي، ثم قال: { ادْنُ فقاتل }.
فتقدّمت أمامه أضرب بسيفي، الله يعلم أنّي أحبُّ أن أقيه بنفسي كلَّ شيء، ولو لقيت تلك الساعة أبي، لو كان حيّاً، لأوقعت به السيف، فجعلتُ ألزمه فيمن لزمه حتى تراجع المسلمون، فكرّوا كرّة رجلٍ واحدٍ، وقربت بغلة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاستوى عليها، فخرج في إثرهم حتى تفرّقوا في كل وجه، ورجع إلى معسكره فدخل خِباءه، فدخلتُ عليه، ما دخل عليه غيري حبّاً لرؤية وجهه وسروراً به، فقال: { يا شيبة ! الذي أراد الله بك خيراً مما أردت بنفسك }.
ثم حدّثني بكل ما ضمرتُ في نفسي ممّا لم أذكره لأحدٍ قطٌ، فقلت: { أشهد أن لا إله إلا وأنك رسول الله }.
ثم قلت: { استغفر لي يا رسول الله }.
فقال: { غفر الله لك }.
وفاته توفي شيبة -رضي الله عنه- سنة تسع وخمسين في آخر خلافة معاوية.
مجرد إنساان
مجرد إنساان
Admin
Admin

عدد المساهمات : 360
تاريخ التسجيل : 05/02/2011
العمر : 50

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 Empty رد: أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!

مُساهمة من طرف مجرد إنساان الأحد مارس 06, 2011 9:59 am

شجاع بن وَهْب بن ربيعة بن أسد رضي الله عنه
[b]شجاع بن وَهْب بن ربيعة بن أسد رضي الله عنه صاحب سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، من السابقين الى الإسلام.
الهجرة:
هاجر الى الحبشة، الهجرة الثانية ثم عاد الى مكة لمّا بلغهم أن أهل مكة أسلموا، ثم هاجر الى المدينة، وآخى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بينه وبين أوس بن خَوْليّ.
جهاده:
شهد شجاع بن وهب بدراً هو و أخوه عقبة بن وهب، وشهد المشاهد كلّها مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأرسله الرسول الكريم الى المنذر بن الحارث بن أبي شمر الغسّاني، وإلى جبلة بن الأيهم الغسّاني.
وقد بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم-شجاع بن وهب في سريّة في أربعة وعشرين رجلاً الى جمع هوازن بالسِّيّ من أرض بني عامر ناحية ركيّة، وأمره أن يُغيرَ عليهم، فصبّحهُم وهم غارّون، فأصابوا نَعَماً وشاءً كثيراً.
الشهادة:
استشهد شجاعُ -رضي الله عنه- يوم اليمامة، وهو ابن بضع وأربعين سنة.

[/b]
مجرد إنساان
مجرد إنساان
Admin
Admin

عدد المساهمات : 360
تاريخ التسجيل : 05/02/2011
العمر : 50

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 Empty رد: أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!

مُساهمة من طرف مجرد إنساان الأحد مارس 06, 2011 10:01 am

سهيل بن عمرو رضي الله عنه
[b]سهيل بن عمرو رضي الله عنه والله لا أدع موقفا مع المشركين، إلا وقفت مع المسلمين " مثله، ولا نفقة أنفقتها مـع المشركيـن، إلا أنفقـت مع " المسلمـين مثلها، لعل أمـري أن يتلـو بعضه بعضا.
سهيل بن عمرو في غزوة بدر وقع سهيل بن عمرو أسيرا بأيدي المسلمين فقال عمر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: { يا رسول الله دعني أنزع ثنيتي سهيل بن عمرو حتى لا يقوم عليك خطيبا بعد اليوم }.
فأجابه الرسول العظيم: { لا أمثل بأحد، فيمثل الله بي، وإن كنت نبيا }.
ثم أدنى عمر منه وقال: { يا عمر لعل سهيلاً يقف غدا موقفاً يسرك !!}.
وتحققت النبـوءة وتحول أعظم خطباء قريش سهيـل بن عمرو الى خطيب باهر من خطباء الإسلام.
صلح الحديبية خرج الرسول -صلى الله عليه وسلم- بمن معه من المهاجرين والأنصار ومن لحق به من العرب يريد العمرة، فمنعتهم قريش من ذلك، فنزل الرسول الكريم ومن معه في الحديبية، وأرسلت قريش رسلها للمسلمين، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يجيبهم جميعا بأنه لم يأت للحرب وإنما لزيارة البيت العتيق، حتى بعث الرسول { عثمان بن عفان } لقريش فسرت شائعة بأنه قتل، فبايع المسلمون الرسول -صلى الله عليه وسلم- على الموت في بيعة الرضوان.
فبعثت قريش سهيل بن عمرو الى الرسول مفاوضا، فلما رآه الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: { قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل }.
فلما انتهى سهيل الى الرسول تكلما وأطالا حتى تم الصلح الذي أظهر التسامح الكبير والنبيل للرسول -صلى الله عليه وسلم-.
ودعا الرسول علي بن أبي طالب ليكتب الصلح فقال: { اكتب بسم الله الرحمن الرحيم }.
فقال سهيل: { لا أعرف هذا، ولكن اكتب باسمك اللهم } فكتبها.
ثم قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو }.
فقال سهيل: { لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك }.
فقال الرسول: { اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو }.
وهكذا حتى تم ما قد اتفق عليه.
دعوة الرسول كان سهيل بن عمرو من الذين دَعَا عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الحارث بن هاشم وصفوان بن أمية فنزلت الآية الكريمة.
قال الله تعالى: (( ليس لكَ مِنَ الأمْرِ شيءٌ أو يتوبَ عليهم أو يُعذِّبَهُم فإنّهم ظالمون )) [آل عمران:128] فاستبشر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهدايتهم، فتِيْبَ عليهم كلهم.
فتح مكة وإسلامه وفي يوم الفتح الكبير.
فتح مكة، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأهل مكة: { يا معشر قريش، ما تظنون أني فاعل بكم ؟}.
هنالك تقدم سهيل بن عمرو وقال: { نظن خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم }.
وتألقت الإبتسامة على وجه الرسول الكريم وقال: { اذهبوا فأنتم الطلقاء }.
وفي هذه اللحظة التي سبقها الخوف والرهبة ثم تلاها الخجل والندم تألقت مشاعر سهيل بن عمرو وامتلأت عظمة وأسلم لرب العالمين.
فأصبح من الذين نقلهم الرسول بعفوه من الشرك الى الإيمان.
قوة إيمانه لقد أصبح سهيل -رضي الله عنه- بعد إسلامه في عام الفتح سمحاً كثير الجود، كثير الصلاة والصوم والصدقة وقراءة القرآن والبكاء خشية الله، وأخذ على نفسه عهداً فقد قال: { والله لا أدع موقفا مع المشركين، إلا وقفت مع المسلمين مثله، ولا نفقة أنفقتها مـع المشركيـن، إلا أنفقـت مع المسلمـين مثلها، لعل أمـري أن يتلـو بعضه بعضا }.
وفاة الرسول عندما توفي الرسول -صلى الله عليه وسلم- هم أكثر أهل مكة بالرجوع عن الإسلام حتى خافهم والي مكة آنذاك (عتاب بن أسيد) فقام سهيل بن عمرو وقد كان مقيما بمكة آنذاك، فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال: { إن ذلك لم يزد الإسلام إلا قوة، فمن رابنا ضربنا عنقه }.
فتراجع الناس وكفوا عما هموا به، وتحققت نبوءة الرسول -صلى الله عليه وسلم- حين قال لعمر: { إنه عسى أن يقوم مقاما لا تذمه }.
وحين بلغ ذلك أهل المدينة تذكر عمر حديث الرسول الكريم له فضحك طويلا.
باب عُمَر حضر باب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- جماعة من مشيخة الفتح وغيرهم، فيهم سُهيل بن عمرو، وعيينة بن حصن والأقرع بن حابس، فخرج الآذن فقال: { أين صُهيب ؟ أين عمّار ؟ أين سليمان ؟ ليدخلوا !}.
فتمعّرت وجُوه القوم، فقال سهيل: { لِمَ تمعُّر وجوهكم ؟ دُعوا ودُعينا، فأسرعوا وأبطأنا، فلئن حسدتموهم على باب عمر، فما أعدّ الله لهم في الجنة أكثر من هذا !}.
الرباط أخذ سهيل بن عمرو مكانه في جيش المسلمين مقاتلا شجاعا، وخرج معهم الى الشام مقاتلا، وأبى أن يرجع الى مكة وطنه الحبيب وقال: سمعت الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: { مقام أحدكم في سبيل الله ساعة خير له من عمله طوال عمره، وإني لمرابط في سبيل الله حتى أموت، ولن أرجع مكة }.
وظل مرابطاً حتى وافته المنية.
الشهادة استشهد سهيل بن عمرو في اليرموك سنة (15 هـ) وكان له قصة في ذلك، فقد كام ممن استشهد معه عكرمة بن أبي جهل، والحارث بن هشام وجماعة من بينهم المغيرة، فأُتوا بماء وهم صَرْعى، فتدافعُوهُ حتى ماتوا ولم يذوقوه، فقد أتي عكرمة بالماء فنظر الى سهيل بن عمرو ينظر إليه فقال: { ابدؤوا بهذا }.
فنظر سهيل إلى الحارث بن هشام ينظر إليه فقال: { ابدؤوا بهذا }.
فماتوا كلهم قبل أن يشربوا، فمرّ بهم خالـد بن الوليـد فقال: { بنفسي أنتم }

[/b]
مجرد إنساان
مجرد إنساان
Admin
Admin

عدد المساهمات : 360
تاريخ التسجيل : 05/02/2011
العمر : 50

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 Empty رد: أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!

مُساهمة من طرف مجرد إنساان الأحد مارس 06, 2011 10:02 am

زيـد بن ثابت رضي الله عنه
[b]زيـد بن ثابت جامع القرآن لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد أن زيد بن ثابت كان من الراسخين في العلم ابن عباس زيد بن ثابت بن الضحّاك الأنصاري من المدينة، يوم قدم الرسول -صلى الله عليه وسلم- للمدينـة كان يتيمـاً (والده توفي يوم بُعاث) و سنه لا يتجاوز إحدى عشرة سنة، وأسلـم مع أهلـه وباركه الرسول الكريم بالدعاء.
الجهاد صحبه أباؤه معهم الى غزوة بدر، لكن الرسول -صلى الله عليه وسلم- رده لصغر سنه وجسمه، وفي غزوة أحد ذهب مع جماعة من أترابه الى الرسول -صلى الله عليه وسلم-يرجون أن يضمهم للمجاهدين وأهلهم كانوا يرجون أكثر منهم، ونظر إليهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- شاكرا وكأنه يريد الإعتذار، ولكن (رافع بن خديج) وهو أحدهم تقدم الى الرسول الكريم وهو يحمل حربة ويستعرض بها قائلا: { إني كما ترى، أجيد الرمي فأذن لي }.
فأذن الرسول -صلى الله عليه وسلم- له، وتقدم (سمرة بن جندب) وقال بعض أهله للرسول: { إن سمرة يصرع رافعا }.
فحياه الرسول وأذن له.
وبقي ستة من الأشبال منهم زيد بن ثابت وعبد الله بن عمر، وبذلوا جهدهم بالرجاء والدمع واستعراض العضلات، لكن أعمارهم صغيرة، وأجسامهم غضة، فوعدهم الرسول بالغزوة المقبلة، وهكذا بدأ زيد مع إخوانه دوره كمقاتل في سبيل الله بدءا من غزوة الخندق، سنة خمس من الهجرة، وكانت مع زيد -رضي الله عنه- راية بني النجار يوم تبوك، وكانت أولاً مع عُمارة بن حزم، فأخذها النبي -صلى الله عليه وسلم- منه فدفعها لزيد بن ثابت فقال عُمارة: { يا رسول الله ! بلغكَ عنّي شيءٌ ؟}.
قال الرسول: { لا، ولكن القرآن مقدَّم }.
العلم لقد كان -رضي الله عنه- مثقف متنوع المزايا، يتابع القرآن حفظا، ويكتب الوحي لرسوله، ويتفوق في العلم والحكمة، وحين بدأ الرسول -صلى الله عليه وسلم- في إبلاغ دعوته للعالم الخارجي، وإرسال كتبه لملوك الأرض وقياصرتها، أمر زيدا أن يتعلم بعض لغاتهم فتعلمها في وقت وجيز.
يقول زيـد: { أُتيَ بيَ النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- مَقْدَمه المدينة، فقيل: هذا من بني النجار، وقد قرأ سبع عشرة سورة }.
فقرأت عليه فأعجبه ذلك، فقال: { تعلّمْ كتاب يهـود، فإنّي ما آمنهم على كتابي ففعلتُ، فما مضى لي نصف شهـر حتى حَذِقْتُـهُ، فكنت أكتب له إليهم، وإذا كتبوا إليه قرأتُ له }.
حفظه للقرآن منذ بدأ الدعوة وخلال إحدى وعشرين سنة تقريبا كان الوحي يتنزل، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يتلو، وكان هناك ثلة مباركة تحفظ ما تستطيع، والبعض الآخر ممن يجيدون الكتابة، يحتفظون بالآيات مسطورة، وكان منهم علي بن أبي طالب، وأبي بن كعب، وعبدالله بن مسعود، وعبدالله بن عباس، وزيد بن ثابت رضي الله عنهم أجمعين.
وبعد أن تم النزول كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقرؤه على المسلمين مرتبا سوره وآياته.
وقد قرأ زيد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في العام الذي توفاه الله فيه مرتين، وإنما سميت هذه القراءة قراءة زيد بن ثابت لأنه كتبها لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقرأها عليه، وشَهِدَ العرضة الأخيرة، وكان يُقرىء الناس بها حتى مات.
بداية جمع القرآن بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- شغل المسلمون بحروب الردة، وفي معركة اليمامة كان عدد الشهداء من حفظة القرآن كبيرا، فما أن هدأت نار الفتنة حتى فزع عمر بن الخطاب الى الخليفة أبو بكر الصديق راغبا في أن يجمع القرآن قبل أن يدرك الموت والشهادة بقية القراء والحفاظ.
واستخار الخليفة ربه، وشاور صحبه ثم دعا زيد بن ثابت وقال له: { إنك شاب عاقل لانتهمك }.
وأمره أن يبدأ جمع القرآن مستعينا بذوي الخبرة.
ونهض زيد -رضي الله عنه- بالمهمة وأبلى بلاء عظيما فيها، يقابل ويعارض ويتحرى حتى جمع القرآن مرتبا منسقا.
وقال زيد في عظم المسئولية: { والله لو كلفوني نقل جبل من مكانه، لكان أهون علي مما أمروني به من جمع القرآن }.
كما قال: { فكنتُ أتبع القرآن أجمعه من الرّقاع والأكتاف والعُسُب وصدور الرجال }.
وأنجز المهمة على أكمل وجه وجمع القرآن في أكثر من مصحف المرحلة الثانية في جمع القرآن في خلافة عثمان بن عفان كان الإسلام يستقبل كل يوم أناس جدد عليه، مما أصبح جليا ما يمكن أن يفضي إليه تعدد المصاحف من خطر حين بدأت الألسنة تختلف على القرآن حتى بين الصحابة الأقدمين والأولين، فقرر عثمان والصحابة وعلى رأسهم حذيفة بن اليمان ضرورة توحيد المصحف، فقال عثمان: { مَنْ أكتب الناس ؟}.
قالوا: { كاتب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زيد بن ثابت }.
قال: { فأي الناس أعربُ ؟}.
قالوا: { سعيد بن العاص }.
وكان سعيد بن العاص أشبه لهجة برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال عثمان: { فليُملِ سعيد وليكتب زيدٌ }.
واستنجدوا بزيـد بن ثابت، فجمع زيد أصحابه وأعوانه وجاءوا بالمصاحف من بيت حفصة بنت عمر -رضي الله عنها- وباشروا مهمتهم الجليلة، وكانوا دوما يجعلون كلمة زيد هي الحجة والفيصل رحمهم الله أجمعين.
فضله تألقت شخصية زيد وتبوأ في المجتمع مكانا عاليا، وصار موضع احترام المسلمين وتوقيرهم.
فقد ذهب زيد ليركب، فأمسك ابن عباس بالركاب، فقال له زيد: { تنح يا بن عم رسول الله }.
فأجابه ابن عباس: { لا، فهكذا نصنع بعلمائنا }.
كما قال (ثابت بن عبيد) عن زيد بن ثابت: { ما رأيت رجلا أفكه في بيته، ولا أوقر في مجلسه من زيد }.
وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يستخلفه إذا حجّ على المدينة، وزيد -رضي الله عنه- هو الذي تولى قسمة الغنائم يوم اليرموك، وهو أحد أصحاب الفَتْوى الستة: عمر وعلي وابن مسعود وأبيّ وأبو موسى وزيد بن ثابت، فما كان عمر ولا عثمان يقدّمان على زيد أحداً في القضاء والفتوى والفرائض والقراءة، وقد استعمله عمر على القضاء وفرض له رزقاً.
قال ابن سيرين: { غلب زيد بن ثابت الناس بخصلتين، بالقرآن والفرائض }.
وفاته توفي -رضي الله عنه- سنة (45 هـ) في عهد معاوية.

[/b]
مجرد إنساان
مجرد إنساان
Admin
Admin

عدد المساهمات : 360
تاريخ التسجيل : 05/02/2011
العمر : 50

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 Empty رد: أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!

مُساهمة من طرف مجرد إنساان الأحد مارس 06, 2011 10:04 am

زيد بن الخطاب رضي الله عنه
[b]زيد بن الخطاب رضي الله عنه رحم الله زيدا، سبقني إلى الحسنين.
أسلم قبلي، واستشهد قبلي عمر بن الخطاب زيد بن الخطاب هو الأخ الأكبر لعمر بن الخطاب، سبقه الى الإسلام، وسبقه الى الشهادة، كان إيمانه بالله تعالى إيمانا قويا، ولم يتخلف عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مشهد ولا في غزاة.
غزوة أحد في كل مشهد كان زيد - رضي الله عنه- يبحث عن الشهادة أكثر من النصر، ففي يوم أحد وحين حمي القتال بين المسلمين والمشركين، سقط درعه منه، فرآه أخوه عمر فقال له: { خذ درعي يا زيد فقاتل بها }.
فأجابه زيد: { إني أريد من الشهادة ما تريده يا عمر }.
وظل يقاتل بغير درع في فدائية باهرة.
يوم اليمامة لقد كان زيد بن الخطاب يتحرق شوقا للقاء (الرّجال بن عنفوة) وهو المسلم المرتد الذي تنبأ به الرسول -صلى الله عليه وسلم- يوما حين كان جالسا مع نفر من المسلمين حيث قال: { إن فيكم لرجلا ضرسه في النار أعظم من جبل أحد }.
وتحققت النبوة حين ارتد (الرّجال) ولحق بمسيلمة الكذاب، وكان خطره على الإسلام أكبر من مسيلمة نفسه، لمعرفته الجيدة بالإسلام والقرآن والمسلمين.
وفي يوم اليمامة دفع خالد بن الوليد بلواء الجيش الى زيد بن الخطاب، وقاتل أتباع مسيلمة قتالا مستميتا، ومالت المعركة في بدايتها على المسلمين، وسقط منهم شهداء كثيرون، ورأى زيد مشاعر الخوف عند المسلمين فعلا ربوة وصاح: { أيها الناس، عَضُوا على أضراسكم، واضربوا في عدوكم، وامضوا قدما، والله لا أتكلم حتى يهزمهم الله، أو ألقاه سبحانه فأكلمه بحجتي }.
ونزل من فوق الربوة عاضا على أضراسه، زاما شفتيه لايحرك لسانه بهمس، وتركز مصير المعركة لديه في مصير (الرّجال).
وهناك راح يأتيه من يمين ومن شمال حتى أمسكه بخناقه وأطاح بسيفه رأسه المغرور، وهذا أحدث دمارا كبيرا في نفوس أتباع مسيلمة، وقوّى في الوقت ذاته عزائم المسلمين.
استشهاده رفع زيد بن الخطاب يديه الى السماء مبتهلا لربه شاكرا نعمته، ثم عاد الى سيفه وصمته، وتابع القتال والنصر بات للمسلمين، هنالك تمنى زيد-رضي الله عنه- أن يختم حياته بالشهادة، وتم له ما أراد فقد رزقه الله بالشهادة.
وبينما وقف عمر بن الخطاب يستقبل مع أبوبكر العائدين الظافرين، دنا منه المسلمون وعزّوه بزيد، فقال عمر: { رحم الله زيدا، سبقني إلى الحسنين، أسلم قبلي، واستشهد قبلي }.

[/b]
مجرد إنساان
مجرد إنساان
Admin
Admin

عدد المساهمات : 360
تاريخ التسجيل : 05/02/2011
العمر : 50

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 Empty رد: أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!

مُساهمة من طرف مجرد إنساان الأحد مارس 06, 2011 10:05 am

خالد بن سعيد رضي الله عنه
[b]خالد بن سعيد رضي الله عنه ( لن أدع الإسلام لشيء، وسأحيا به وأموت عليه ).
خالد بن سعيد هو خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، والده زعيم في قريش، كان شابا هادىء السمت، ذكي الصمت، منذ بدأ أخبار الدين الجديد كان النور يسري إلى قلبه، وكتم ما في نفسه خوفا من والده الذي لن يتوانى لحظة عن تقديمه قربانا لآلهة عبد مناف.
اسلامه ذات ليلة رأى خالد بن سعيد في منامه أنه واقف على شفير نار عظيمة، وأبوه من ورائه يدفعه نحوها بكلتا يديه، ويريد أن يطرحه فيها، ثم رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقبل عليه، ويجذبه بيمينه المباركة من إزاره فيأخذه بعيدا عن النار واللهب.
ويصحو من نومه فيسارع إلى دار أبي بكر ويقص عليه رؤياه، فيقول أبو بكر له: { إنه الخير أريد لك، وهذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاتبعه، فإن الإسلام حاجزك عن النار }.
وينطلق خالد إلى رسول الله فيسأله عن دعوته، فيجيب الرسول الكريم: { تؤمن بالله وحده لا تشرك به شيئا، وتؤمن بمحمد عبده ورسوله، وتخلع عبادة الأوثان التي لا تسمع ولا تبصر ولاتضر ولا تنفع }.
ويبسط خالد يمينه فتتلقاها يمين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حفاوة ويقول خالد: { إني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله }.
وهكذا أصبح من الخمسة الأوائل في الإسلام.
والده والعذاب وحين علم والده {سعيد} بإسلامه دعاه وقال له: { أصحيح إنك اتبعت محمدا وأنت تسمعه يعيب آلهتنا ؟}.
قال خالد: { إنه والله لصادق، ولقد آمنت به واتبعته }.
هنالك انهال عليه أبوه ضربا، ثم زج به في غرفة مظلمة من داره، حيث صار حبيسها، ثم راح يضنيه ويرهقه جوعا وظمأ، وخالد يصرخ من وراء الباب: { والله إنه لصادق، وإني به لمؤمن }.
وأخرجه والده الى رمضاء مكة، ود سه بين حجارتها الملتهبة ثلاثة أيام لا يواريه فيها ظل، ولا يبلل شفتيه قطرة ماء، ثم يئس والده فأعاده الى داره وراح يغريه ويرهبه وخالد صامد يقول لأبيه: { لن أدع الإسلام لشيء، وسأحيا به وأموت عليه }.
وصاح سعيد: { إذن فاذهب عني يا لُكَع، فواللات لأمنعنك القوت }.
فأجاب خالد: { والله خير الرازقين }.
وغادر خالد الدار، وراح يقهر العذاب بالتضحية، ويتفوق على الحرمان بالإيمان.
جهاده مع الرسول كان خالد بن سعيد من المهاجرين الى الحبشة في الهجرة الثانية، وعاد مع إخوانه الى المدينة سنة سبع فوجدوا المسلمين قد انتهوا للتو من فتح خيبر، وأقام -رضي الله عنه- في المدينة لايتأخر عن أي غزوة للرسول -صلى الله عليه وسلم- ويحضر جميع المشاهد، وقد جعله الرسول -صلى الله عليه وسلم- قبل وفاته واليا على اليمن.
خلافة أبوبكر لما وصل نبأ وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لخالد في اليمن عاد من فوره الى المدينة، وعلى الرغم من معرفته لفضل أبي بكر إلا أنه كان من الجماعة التي ترى أحقية بني هاشم في الخلافة ووقف الى جانب علي بن أبي طالب ولم يبايع أبا بكر، ولم يكرهه أبوبكر على ذلك، وإنما بقي على حبه وتقديره له، حتى جاء اليوم الذي غير فيه خالد رأيه فشق الصفوف في المسجد وأبو بكر على المنبر، فبايعه بيعة صادقة.
عزله عن الإمارة يُسير أبو بكر الجيوش للشام، ويعقد ل{ خالد بن سعيد } لواء، فيصير أحد أمراء الجيوش، إلا أن عمر بن الخطاب يعترض على ذلك ويلح على الخليفة حتى يغير ذلك، ويبلغ النبأ خالدا فيقول: { والله ما سرتنا ولايتكم، ولا ساءنا عزلكم }.
ويخف الصديق -رضي الله عنه- الى دار خالد معتذرا له مفسرا له هذا التغيير، ويخيره مع من يكون من القادة: مع عمرو بن العاص ابن عمه أو مع شرحبيل بن حسنة، فيجيب خالد: { ابن عمي أحب الي في قرابته، وشرحبيل أحب الي في دينه }.
ثم يختار كتيبة شرحبيل، ودعا أبو بكر -رضي الله عنه- شرحبيل وقال له: { انظر خالد بن سعيد، فاعرف له من الحق عليك، مثل ما كنت تحب أن يعرف من الحق لك، لو كنت مكانه، وكان مكانك.
انك لتعرف مكانته في الإسلام، وتعلم أن رسول الله توفى وهو له وال، ولقد كنت ولّيته ثم رأيت غير ذلك، وعسى أن يكون ذلك خيرا له في دينه، فما أغبط أحدا بالإمارة.
وقد خيرته في أمراء الأجناد فاختارك على ابن عمه، فاذا نزل بك أمر تحتاج فيه الى رأي التقي الناصح، فليكن أول من تبدأ به: أبوعبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل ولْيَكُ خالد بن سعيد ثالثا، فإنك واجد عندهم نصحا وخيرا، وإياك واستبداد الرأي دونهم، أو إخفاءه عنهم }.
استشهاده وفي معركة { مرج الصُفَر } حيث المعارك تدور بين المسلمين والروم، كان خالد بن سعيد في مقدمة الذين وقع أجرهم على الله، شهيد جليل، ورآه المسلمون مع الشهداء فقالوا: { اللهم ارض عن خالد بن سعيد}.

[/b]
مجرد إنساان
مجرد إنساان
Admin
Admin

عدد المساهمات : 360
تاريخ التسجيل : 05/02/2011
العمر : 50

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 Empty رد: أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!

مُساهمة من طرف مجرد إنساان الأحد مارس 06, 2011 10:07 am

بلال بن رباح رضي الله عنه
[b]بلال بن رباح مؤذن الإسلام.
ومزعج الأصنام إنما أنا حبشي، كنت بالأمس عبداً.
بلال.
بلال بن رباح الحبشي (أبو عبد الله)، الشديد السمرة النحيف الناحل المفرط الطول الكث الشعر، لم يكن يسمع كلمات المدح والثناء توجه اليه، الا ويحني رأسه ويغض طرفه ويقول وعبراته على وجنتيه تسيل: {انما أنا حبشي كنت بالأمس عبدا}.
ذهب يوما -رضي الله عنه- يخطب لنفسه ولأخيه زوجتين فقال لأبيهما: { أنا بلال وهذا أخي، عبدان من الحبشة، كنا ضالين فهدانا الله، وكنا عبدين فأعتقنا الله، ان تزوجونا فالحمد لله، وان تمنعونا فالله أكبر }.
قصة إسلامه انه حبشي من أمة سوداء، عبدا لأناس من بني جمح بمكة، حيث كانت أمه احدى امائهم وجواريهم، ولقد بدأت أنباء محمد تنادي سمعه، حين أخذ الناس في مكة يتناقلوها، وكان يصغي الى أحاديث سادته وأضيافهم، ويوم إسلامه كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر معتزلين في غار، إذ مرّ بهما بلال وهو في غنمِ عبد بن جُدعان، فأطلع الرسول -صلى الله عليه وسلم- رأسه من الغار وقال: { يا راعي هل من لبن ؟}.
فقال بلال: { ما لي إلا شاة منها قوتي، فإن شئتما آثرتكما بلبنها اليوم }.
فقال رسول الله: { إيتِ بها }.
فجاء بلال بها، فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقعبه، فاعتقلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فحلب في القعب حتى ملأه، فشرب حتى روي، ثم حلب حتى ملأه فسقى أبا بكر، ثم احتلب حتى ملأه فسقى بلالاً حتى روي، ثم أرسلها وهي أحفل ما كانتْ.
ثم قال: { يا غلام هل لك في الإسلام ؟ فإني رسول الله }.
فأسلم، وقال: { اكتم إسلامك }.
ففعل وانصرف بغنمه، وبات بها وقد أضعف لبنها، فقال له أهله: { لقد رعيت مرعىً طيباً فعليك به }.
فعاد إليه ثلاثة أيام يسقيهما، ويتعلّم الإسلام، حتى إذا كان اليوم الرابع، فمرّ أبو جهل بأهل عبد الله بن جدعان فقال: { إني أرى غنمك قد نمت وكثر لبنها ؟!}.
فقالوا: { قد كثر لبنها منذ ثلاثة أيام، وما نعرف ذلك منها ؟!}.
فقال: { عبدكم وربّ الكعبة يعرف مكان ابن أبي كبشة، فامنعوه أن يرعى المرعى }.
فمنعوه من ذلك المرعى.
إفتضاح أمره دخل بلال يوماً الكعبة وقريش في ظهرها لا يعلم، فالتفتَ فلم يرَ أحداً، أتى الأصنام وجعل يبصُقُ عليها ويقول: { خابَ وخسرَ من عبدكُنّ }.
فطلبته قريش فهرب حتى دخل دار سيده عبد الله بن جُدعان فاختفى فيها، ونادَوْا عبد الله بن جدعان فخرج فقالوا: { أصبوتَ ؟!}.
قال: { ومثلي يُقال له هذا ؟! فعليَّ نحرُ مئة ناقةٍ للاَّتِ والعُزّى }.
قالوا: { فإنّ أسْوَدَك صنَع كذا وكذا }.
فدعا به فالتمسوه فوجدوه، فأتوهُ به فلم يعرفه، فدعا راعي ماله وغنمه فقال: { من هذا ؟ ألم آمُرْك أن لا يبقى بها أحد من مولّديها إلا أخرجته ؟}.
فقال: { كان يرعى غنمك، ولم يكن أحد يعرفها غيره }.
فقال لأبي جهل وأمية بن خلف: { شأنكما به فهو لكما، اصنَعا به ما أحببتُما }.
وتجثم شياطين الأرض فوق صدر أمية بن خلف الذي رأى في اسلام عبد من عبدانهم لطمة جللتهم بالخزي والعار، ويقول أمية لنفسه: { ان شمس هذا اليوم لن تغرب الا ويغرب معها اسلام هذا العبد الآبق !!}.
العذاب وبدأ العذاب فقد كانوا يخرجون به في الظهيرة التي تتحول الصحراء فيها الى جهنم قاتلة، فيطرحونه على حصاها الملتهب وهو عريان، ثم يأتون بحجر متسعر كالحميم ينقله من مكانه بضعة رجال ويلقون به فوقه، ويصيح به جلادوه: { اذكر اللات والعزى }.
فيجيبهم: { أحد.
أحد }.
واذا حان الأصيـل أقاموه، وجعلوا في عنقـه حبلا، ثم أمروا صبيانهـم أن يطوفوا به جبال مكـة وطرقها، وبلال -رضي اللـه عنه- لا يقول سوى: {أحد. أحد }.
قال عمّار بن ياسر: { كلٌّ قد قال ما أرادوا -ويعني المستضعفين المعذّبين قالوا ما أراد المشركون- غير بلال }.
ومرَّ به ورقة بن نوفل وهو يعذب ويقول: { أحد. أحد}.
فقال: { يا بلال أحد أحد، والله لئن متَّ على هذا لأتخذنّ قبرك حَنَاناً }.
أي بركة.
الحرية ويذهب اليهم أبوبكر الصديق وهم يعذبونه، ويصيح بهم: { أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ؟؟ }.
ثم يصيح في أمية: { خذ أكثر من ثمنه واتركه حرا }.
وباعوه لأبي بكر الذي حرره من فوره، وأصبح بلال من الرجال الأحرار.
الهجرة و بعد هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين الى المدينة، آخى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين بلال وبين أبي عبيدة بن الجراح، وشرع الرسول للصلاة آذانها، واختار بلال -رضي الله عنه- ليكون أول مؤذن للاسلام.
غزوة بدر وينشب القتال بين المسلمين وجيش قريش وبلال هناك يصول ويجول في أول غزوة يخوضها الاسلام، غزوة بدر، تلك الغزوة التي أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يكون شعارها { أحد.
أحد }.
وبينما المعركة تقترب من نهايتها، لمح أمية بن خلف { عبد الرحمن بن عوف } صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاحتمى به وطلب اليه أن يكون أسيره رجاء أن يخلص بحياته.
فلمحه بلال فصاح قائلا: { رأس الكفر، أمية بن خلف.
لا نجوت أن نجا }.
ورفع سيفه ليقطف الرأس الذي طالما أثقله الغرور والكبر فصاح به عبدالرحمن بن عوف: { أي بلال إنه أسيري }.
ورأى بلال أنه لن يقدر وحده على اقتحام حمى أخيه في الدين فصاح بأعلى صوته في المسلمين: { يا أنصار الله، رأس الكفر أمية بن خلف لا نجوت أن نجا }.
وأقبلت كوكبة من المسلمين وأحاطت بأمية وابنه، ولم يستطع عبد الرحمن بن عوف أن يصنع شيئا، وألقى بلال على جثمان أمية الذي هوى تحت السيوف نظرة طويلة ثم هرول عنه مسرعا وصوته يصيح: { أحد أحد }.
يوم الفتح وعاش بلال مع الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- يشهد معه المشاهـد كلها، وكان يزداد قربا من قلب الرسـول الذي وصفه بأته { رجل من أهل الجنة }.
وجاء فتح مكة، ودخل الرسول -صلى الله عليه وسلم- الكعبة ومعه بلال، فأمره أن يؤذن، ويؤذن بلال فيا لروعة الزمان والمكان والمناسبة.
فضله قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {إني دخلتُ الجنة، فسمعت خشفةً بين يديّ، فقلتُ: { يا جبريل ! ما هذه الخشفة ؟}.
قال: { بلال يمشي أمامك }.
وقد سأل الرسول -صلى الله عليه وسلم- بلال بأرْجى عمل عمله في الإسلام فقال: { لا أتطهّرُ إلا إذا صليت بذلك الطهور ما كتِبَ لي أن أصلّيَ }.
كما قال -عليه أفضل الصلاة والسلام-: { اشتاقت الجنّةِ إلى ثلاثة: إلى علي، وعمّار وبلال }.
وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { إنه لم يكن نبي قبلي إلا قد أعطيَ سبعة رفقاء نُجباء وزراء، وإني أعطيتُ أربعة عشر: حمزة وجعفر وعليّ وحسن وحسين، وأبو بكر وعمر والمقداد وحذيفة وسلمان وعمار وبلال وابن مسعود وأبو ذرّ }.
وقد دخل بلال على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يتغدّى فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: { الغداءَ يا بلال }.
فقال: { إني صائم يا رسول الله }.
فقال الرسول: { نأكلُ رِزْقَنَا، وفضل رزقِ بلال في الجنة، أشعرتَ يا بلال أنّ الصائم تُسبّح عظامُهُ، وتستغفر له الملائكة ما أكِلَ عنده }.
وقد بلغ بلال بن رباح أن ناساً يفضلونه على أبي بكر فقال: { كيف تفضِّلوني عليه، وإنما أنا حسنة من حسناته !!}.
الزواج جاء بني البُكير الى رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- فقالوا: { زوِّج أختنا فلاناً }.
فقال لهم: { أين أنتم عن بلال ؟}.
ثم جاؤوا مرّة أخرى فقالوا: { يا رسول الله أنكِح أختنا فلاناً }.
فقال لهم: { أين أنتم عن بلال ؟}.
ثم جاؤوا الثالثة فقالوا: { أنكِح أختنا فلاناً }.
فقال: { أين أنتم عن بلال ؟ أين أنتم عن رجل من أهل الجنة ؟}.
فأنكحوهُ.
وأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- امرأة بلال فسلّم وقال: { أثمَّ بلال ؟}.
فقالت: { لا }.
قال: { فلعلّك غَضْبَى على بلال !}.
قالت: { إنه يجيئني كثيراً فيقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- }.
فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: { ما حدّثك عني بلالٌ فقد صَدَقكِ بلالٌ، بلالٌ لا يكذب، لا تُغْضِبي بلالاً فلا يُقبل منكِ عملٌ ما أغضبتِ بلالاً }.
بلال من المرابطين وذهب الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى الرفيق الأعلى، ونهض بأمر المسلمين من بعده أبوبكر الصديق، وذهب بلال الى الخليفة يقول له: { يا خليفة رسول الله، اني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله }.
قال له أبو بكر: { فما تشاء يا بلال ؟} قال: { أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت } قال أبو بكر: { ومن يؤذن لنا ؟؟}.
قال بلال وعيناه تفيضان من الدمع: { اني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله }.
قال أبو بكر: { بل ابق وأذن لنا يا بلال }.
قال بلال: { ان كنت قد أعتقتني لأكون لك فليكن ما تريد، وان كنت أعتقتني لله فدعني وما أعتقتني له }.
قال أبو بكر: { بل أعتقتك لله يا بلال }.
ويختلف الرواة في أنه سافر الى الشام حيث بقي مرابطا ومجاهدا، ويروي بعضهم أنه قبل رجاء أبي بكر وبقي في المدينة فلما قبض وولى الخلافة عمر، استأذنه وخرج الى الشام.
الرؤيا رأى بلال النبي -صلى الله عليه وسلم- في منامه وهو يقول: { ما هذه الجفوة يا بلال ؟ ما آن لك أن تزورنا ؟}.
فانتبه حزيناً، فركب الى المدينة، فأتى قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- وجعل يبكي عنده ويتمرّغ عليه، فأقبل الحسن والحسين فجعل يقبلهما ويضمهما فقالا له: { نشتهي أن تؤذن في السحر !}.
فعلا سطح المسجد فلمّا قال: { الله أكبر الله أكبر }.
ارتجّت المدينة فلمّا قال: { أشهد أن لا آله إلا الله }.
زادت رجّتها فلمّا قال: { أشهد أن محمداً رسول الله }.
خرج النساء من خدورهنّ، فما رؤي يومٌ أكثر باكياً وباكية من ذلك اليوم.
الآذان الأخير وكان آخر آذان له يوم توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعندما زار الشام أمير المؤمنين عمر-رضي الله عنه- توسل المسلمون اليه أن يحمل بلالا على أن يؤذن لهم صلاة واحدة، ودعا أمير المؤمنين بلالا، وقد حان وقت الصلاة ورجاه أن يؤذن لها، وصعد بلال وأذن.
فبكى الصحابة الذين كانوا أدركوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبلال يؤذن، بكوا كما لم يبكوا من قبل أبدا، وكان عمر أشدهم بكاء.
وفاته ومات بلال في الشام مرابطا في سبيل الله كما أراد ورفاته تحت ثرى دمشق.
على الأغلب سنة عشرين للهجرة.

[/b]
مجرد إنساان
مجرد إنساان
Admin
Admin

عدد المساهمات : 360
تاريخ التسجيل : 05/02/2011
العمر : 50

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 Empty رد: أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!

مُساهمة من طرف مجرد إنساان الأحد مارس 06, 2011 10:09 am

امرؤ القيس بن عابس رضي الله عنه
[b]امرؤ القيس بن عابس رضي الله عنه ألا بلِّغ أبا بكر رسـولا، وبلِّغْها جميع المسلمين فليس مجاوراً بيتي بُيوتاً، بما قال النبيُّ مُكذّبينَـا امرؤ القيس.
امرؤ القيس بن عابس بن المنذر الكندي، صحابي روى عن الرسول -صلى اللـه عليه وسلم- أحاديـث، وشهد فتح النُّجير باليمـن، وكان في اليرموك على كتيبة من الجيش، وكان ممن ثبتَ على الإسلام.
الخصومة كان بين امرؤ القيس ورجلٍ من حضرموت خصومة، فارتفعا إلى النبـي -صلى اللـه عليه وسلم-، فقال للحضرميّ: { بيّنتُكَ وإلا فيمينُه .
فقال: يا رسول الله إن حلف ذهب بأرضي.
فقال: مَنْ حلف على يمينٍ كاذبةٍ يقتطع بها حقُّ أخيه، لقي الله وهو عليه غضبان.
فقال امرؤ القيس: يا رسول الله فما لمن تركها وهو يعلم أنه محق ؟.
فقال: الجنة.
قال: فإني أشهدك أنّي قد تركتُها.
الله ربّي حضر امرؤ القيس -رضي الله عنه- الكنديين الذين ارتدّوا، فلمّا أُخرجوا ليُقتلوا وثب على عمّه، فقال له: وَيْحَكَ يا امرأ القيس !! أتقتل عمَّك ؟!.
فقال: أنت عَمّي، والله ربّي }.
فقتله....

[/b]
مجرد إنساان
مجرد إنساان
Admin
Admin

عدد المساهمات : 360
تاريخ التسجيل : 05/02/2011
العمر : 50

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 Empty رد: أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!

مُساهمة من طرف مجرد إنساان الأحد مارس 06, 2011 10:11 am

الوليد بن الوليد بن المغيرة رضي الله عنه
[b]{ الوليد بن الوليد بن المغيرة رضي الله عنه اللهم أنج الوليد بن الوليد ، والمستضعفين من المؤمنين} حديث شريف .
الوليد بن الوليد بن المغيرة القرشيّ المخزوميّ ، أخو خالد بن الوليد كان حضر بدراً مع المشركين فأسر ، فافتداه أخواه هشام وخالد ، فلما افتُديَ أسلم وعاتبوه في ذلك فقال : { أجبت }.
فقال : {كرهت أن يظنوا بي أني جزعتُ من الأسر}.
الأسر ولمّا أسلم الوليد حبسه أخواله ، فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو له في القنوت ، وكان يقول : { اللهم أنج الوليد بن الوليد ، والمستضعفين من المؤمنين }.
ثم أفلت من أسرهم ، ولحق بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في عمرة القضية.
الوحشة قال الوليد للرسول -صلى الله عليه وسلم- :{ يا رسول الله إني أجد وحشة في منامي }.
فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- :{ إذا اضجعت للنوم فقُلْ : بسم الله أعوذ بكلمات الله من غضبه وعقابه وشرّ عباده ومن همزات الشياطين ، وأعوذ بك ربّ أن يحضرون ، فإنه لا يضرك }.
فقال ذلك فذهب عنه ما كان به.
وفاته لمّا توفي الوليد -رضي الله عنه- قالت أم سلمة زوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي ابنة عمه:
يا عيـن فابكي للوليد بن الوليد بن المغيرهْ.
قد كان غيثـاً في السنين ورحمةً فينا منيرهْ ضخم الدسيعة ماجداً يسمو الى طلب الوتيرهْ.
مثل الوليد بن الوليد أبي الوليد كفى العشيرة ....

[/b]
مجرد إنساان
مجرد إنساان
Admin
Admin

عدد المساهمات : 360
تاريخ التسجيل : 05/02/2011
العمر : 50

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعظم سير لأعظم أصحاب ...!! - صفحة 2 Empty رد: أعظم سير لأعظم أصحاب ...!!

مُساهمة من طرف مجرد إنساان الأحد مارس 06, 2011 10:12 am

النعمان بن المقرن رضي الله عنه
[b]{ النعمان بن المقرن أحد القادة المسلمين الأبطال ان للايمان بيوتا و للنفاق بيوتا، وان بيت بني مقرن من بيوت الايمان} حديث شريف ...
النعمان من قبيلة مزينة وكنيته أبوالحكيـم.
وكان يوم إسلامه يوما مشهودا إذ أسلم معه عشرة أخوة له ومعهم أربعمائة فارس بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال فيهم :{ ان للإيمان بيوتا و للنفاق بيوتا، وان بيـت بني مقرن من بيوت الايمان }.
جهاده واستشهاده ولقد شهد النعمان الغزوات كلها مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكان له ولقبيلته دور بارز في محاربة المرتدين.
وكان هو بطل معركة نهاوند يوم أن ندبه أمير المؤمنين عمر لهذه المهمة الجليلة اذ كتب اليه قائلا:
{ فانه قد بلغني أن جموعا من الأعاجم كثيرة قد جمعوا لكم بمدينة نهاوند ، فاذا أتاك كتابي هذا فسر بأمر الله وبنصر الله بمن معك من المسلمين ، ولا توطئهم وعرا فتؤذيهم ولا تمنعهم حقا فتكفرهم ولا تدخلهم غيضة فان رجلا من المسلمين أحب الي من مئة ألف دينار والسلام عليكم}.
فسار النعمان بالجيش والتقى الجمعان ، ودارت المعركة حتى ألجـأ المسلمون الفـرس الى التحصـن فحاصروهم وطال الحصـار عدة أسابيع وفكر المسلمون في طريقة يستخرجون فيها الفرس من حصونهم لمناجزتهم ، فبعثوا عليهم خيـلا تقاتلهم بقيـادة القعقاع حتى اذا خرجـوا من خنادقهم تراجـع القعقاع فطمعوا وظنوا أن المسلمين قد هزموا ، وكان النعمان قد أمـر جيش المسلمين ألا يقاتلوا حتى يأذن لهم وخاطبهم قائلا :{اني مكبر ثلاثا فاذا كبرت الثالثة فاني حامل فاحملوا ، وان قتلت فالأمر بعدي لحذيفة فان قتل ففلان }.
حتى عد سبعة آخرهم المغيرة ، ثم دعا ربه قائلا :{ اللهم أعزز دينك وانصر عبادك واجعل النعمان أول شهيد اليوم ، اللهم اني أسألك أن تقر عيني بفتح يكون فيه عز الاسلام واقبضني شهيدا }.
فبكى الناس من شدة التأثر ودارت المعركة على مشارف نهاوند ، وقاد النعمان المعركة بشجاعة نادرة وظفر بالشهادة التي كان يتمناها ، وتحقق الفتح العظيم الذي طلبه من الله ، فأخذ أخوه نعيم بن مقرن الراية وسلمها لحذيفة ، فكتم أمر استشهاده حتى تنتهي المعركة.
وذهب البشير يخبر أمير المؤمنين عمر و يقول له :{ فتح الله عليك ، وأعظم الفتح ، واستشهد الأمير }.
فقال عمر :{ انا لله وانا اليه راجعون }.
واعتلى المنبر ونعى الى المسلمين النعمان بن المقرن أمير نهاوند وشهيدها.
وبكى.
وبكى.
حتى علا صوته بالبكاء.
رضي الله عن النعمان القائد المنتصر شهيد معركة فتح الفتوح.

[/b]
مجرد إنساان
مجرد إنساان
Admin
Admin

عدد المساهمات : 360
تاريخ التسجيل : 05/02/2011
العمر : 50

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صفحة 2 من اصل 4 الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4  الصفحة التالية

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى