موجاتٌ من بحر الشجن

موجاتٌ من بحر الشجن
الموجةالأولى
أغنيةٌ ربيعية .. و نسمة ٌ فى ليلة صيفٍ مقمرة .. و حصيرٌ على الأرض خلف جدارٍ من طينٍ فى قريتى الهادئة المستكينة .. و عجوزٌ يحاكينى عن ما مضى من الزمن الجميل ..
يضطرم القلب .. و تغزوه أحاسيسٌ لست أدرى كنهها .. حزينٌ أنا .. نعم لكننى و يا للعجب سعيد جداً .. فهل هو الجنون ؟ أم هى الرؤى غامت خلف موجات الشجن فلم أعد أستبين حقيقة الأمور ؟ !!
الموجةالثانية
حمامةٌ بيضاء وجه حبيبتى حينما أستعيد ذكرى ما قد كان .. وجهٌ ملائكى لم تغب عنى ملامحه طوال هذى السنون التى مرت و لست أدرى كيف مرت !
آنين ناىٍ يحترق من لوعة قلب العازف و المستمع .... يمزق القلب حينما تستعيد الذاكرة لحظة الفراق .. لحظة إنسلاخ الروح عن الجسد .
الموجةالثالثة
خطٌ رفيعٌ بفصل بين مياه النيل و بين الحشائش الخضراء الممتدة حيث البراح و الاتساع .. قدمان تخطوان على هذا الخط بخطى أثقلتها جراح السنين و تقلبات الزمن .. ماذا تغير ؟ النيل هو النيل لم يزل .. و الحقول لم تزل هى كما هى .. و بعض بيوتٍ تناثرت هنا و هناك .. فمالى أرى النخيل يتمايل باكياً ؟ و مالى أرى النيل و كأنه يعانق الشط مرغماً ؟
من الجلى أننى أنا الذى تغير ..
الموجة ا لرابعة
أحياناً تغزونا الأحزان .. تحاصرنا .. تقتل أغانينا و آمانينا .. لكننا فى أحيانٍ كثيرةٍ و ياللعجب نستولد الأحزان من رحم الزمن .. نبحث عن ما يوجع القلوب و يدمى الأرواح .. نمسك بالفرشاة و الألوان لنلون بآيادينا أيامنا بلون الرماد الداكن .. حتى أننا نعلم صغارنا ألفاظ الوداع و الفراق أول ما يتعلمون من الكلمات .. نرسم بأكفنا على جباهناخارطةً لبلادٍ لا تعرف غير طعم الألم .. و مرارة التغرب .. و لوعة الفراق كأننا أدمنا الحزن .. !!!!
آخرالموجات
فى رحلةٍ دائم الترحال أنا فيها .. لملمت حكاياتى .. و أوراقى و أقلامى .. بحثت عن أناسٍ أغنى لهم عن الحب الذى كان .. و عن الحلم الذى كان .. حينما هممت بالغناء .. توقفت الكلمات فى حلقى و خرج النحيب بالرغم عنى .. صار الدمع أغنيتى فاعزرونى ..


__________________
سأكتب أن الحلم إنهيار ..
و أن السؤال .. حبالٌ من مشانق الانتظار
و أنى سأبقى العمر أحفر فى الجدار
من أجل أن أصنع فتحةً
أرى منها ضوء النهار